Attention! Your ePaper is waiting for publication!
By publishing your document, the content will be optimally indexed by Google via AI and sorted into the right category for over 500 million ePaper readers on YUMPU.
This will ensure high visibility and many readers!
مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.
مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.
والذي يستدل عليه باحلدث التعبيري واجلمالي اخلالص اللذان يظهران من خالله، بل يكاد أن يكون تعليالً لوجودهما اإلنساني، حتى وإن أفترض حلظة عاطفية أثيرة، أو يف صورة لقاء موغل بالشجن. إن صناعة هذا االختزال، وأثر االقتصاد الشكلي والداللي لتجربة الفنان علي طالب التصويري، هو من مينح عامله التصويري فرادة الدفقة التعبيرية البكر وكثافة األسئلة األولى، والتي تستدعي بدورها، وتبقي حلظة االنشغال بتأملها، وافتراض أسئلة أخرى عن معنى يدرك متثّالت هذه التجربة اجلمالية اخلاصة، والفريدة. علي طالب. بدون عنوان . 2007 مواد مختلفة على الورق. 60 x 75 سم مجموعة االبراهيمي، عمان علي طالب. شخص معروف. 2019 ريت على القماش. 60 x 50 سم مجموعة الفنان علي طالب. طائر. 2007 زيت على القماش. 120 x 120 سم مجموعة الفنان 125
...واقعة فنية«. هذه الثيمة األساسية، الواقعة الفنية، بصورتها الرمزية وبعدها الداللي، ستظهر الحقاً، بانشغاالت ومعاجلات متعددة، مرة كرأس مجتزأ ومرة أخرى بأوضاع عمودية أو أفقية أو مقلوبة، وأحياناً بإضافة صياغة ثنائية، بطبيعة عاطفية يف محتواها، لرجل وامرأة. ومرة أخيرة سيخرج هذا الرأس من <strong>فضاء</strong> السطح التصويري ليكون شاخصاً مبفرده، يف صورة عمل نحتي، أو مفرغاً من فضائه التصويري الذي يشخص غالباً بشكل ساكن، ليكون جميع تلك التداعيات التي متثلها الفنان فيه، كأن يكون بعض سيرة، أو حتى يومية حلدث غامض، مكتفياً بذاته، ومتطلعاً إلى حضوره الوحيد، أألعزل إال من وجوده. كذلك ميضي الفنان علي طالب يف ذات املنحى التصوري، حينما يقيم عالقة أخرى مع اجلسد، اجلسد الشاخص، الشديد االختزال، إال من أطراف محوّرة، قليلة االمياءة، والذي غالباً هو يف عالقة ثنائية مع الرأس، بل يف حوارية، حيث يتطلع كل منهم إلى اآلخر، وهي ثنائية علي طالب األثيرة يف تعبيره عن اإلنسان، يف حاالته العاطفية، الذهنية املجردة، احللمية، وجوده املرجتى، أو يف عالقته مع العالم، حينما تتمثل موضوعاً تصويرياً مفعماً باالختزالية، لكنه غالباَ ما يؤثر متثّل حدثه االنفعالي والتعبيري. ال أثر حلضور آخر، إال هذه الوحدة التي تقابل وجودها، جزئها اآلخر، وأثناء ممارسة تتماثل فيها جدلية احلضور والغياب. حيث كل منهما، اجلسد والرأس يشخصان يف مكان غير متعني، إال بصورة <strong>فضاء</strong>ات تصميمية، وعلى شكل سطوح هندسية متقابلة، أو متناظرة، مشغولة بألوان كابية تؤطر وحتدد من وجود تلك الثنائية. إن املكان لدى علي طالب يفترض وجوده كحيّز تصويري متخيل، غير متعنيّ ، وال أثر دال يعرّف مبلمحه، أو ميكن توصيفه بالالمكان، موغل يف حلميته وغموضه. فيما سيبقى اجلسد والرأس كأنهما مكتفيان بالزمن، وهو العنصر األثير الذي يفصح عن مقصدهما، 124