18.06.2023 Views

ماكو فضاء حر للابداع -2-2023

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

‏...واقعة فنية«.‏<br />

هذه الثيمة األساسية،‏ الواقعة الفنية،‏ بصورتها<br />

الرمزية وبعدها الداللي،‏ ستظهر الحقاً،‏<br />

بانشغاالت ومعاجلات متعددة،‏ مرة كرأس<br />

مجتزأ ومرة أخرى بأوضاع عمودية أو أفقية<br />

أو مقلوبة،‏ وأحياناً‏ بإضافة صياغة ثنائية،‏<br />

بطبيعة عاطفية يف محتواها،‏ لرجل وامرأة.‏<br />

ومرة أخيرة سيخرج هذا الرأس من <strong>فضاء</strong><br />

السطح التصويري ليكون شاخصاً‏ مبفرده،‏<br />

يف صورة عمل نحتي،‏ أو مفرغاً‏ من فضائه<br />

التصويري الذي يشخص غالباً‏ بشكل ساكن،‏<br />

ليكون جميع تلك التداعيات التي متثلها الفنان<br />

فيه،‏ كأن يكون بعض سيرة،‏ أو حتى يومية<br />

حلدث غامض،‏ مكتفياً‏ بذاته،‏ ومتطلعاً‏ إلى<br />

حضوره الوحيد،‏ أألعزل إال من وجوده.‏<br />

كذلك ميضي الفنان علي طالب يف ذات<br />

املنحى التصوري،‏ حينما يقيم عالقة أخرى مع<br />

اجلسد،‏ اجلسد الشاخص،‏ الشديد االختزال،‏<br />

إال من أطراف محوّرة،‏ قليلة االمياءة،‏ والذي<br />

غالباً‏ هو يف عالقة ثنائية مع الرأس،‏ بل يف<br />

حوارية،‏ حيث يتطلع كل منهم إلى اآلخر،‏<br />

وهي ثنائية علي طالب األثيرة يف تعبيره عن<br />

اإلنسان،‏ يف حاالته العاطفية،‏ الذهنية املجردة،‏<br />

احللمية،‏ وجوده املرجتى،‏ أو يف عالقته مع<br />

العالم،‏ حينما تتمثل موضوعاً‏ تصويرياً‏ مفعماً‏<br />

باالختزالية،‏ لكنه غالباَ‏ ما يؤثر متثّل حدثه<br />

االنفعالي والتعبيري.‏ ال أثر حلضور آخر،‏<br />

إال هذه الوحدة التي تقابل وجودها،‏ جزئها<br />

اآلخر،‏ وأثناء ممارسة تتماثل فيها جدلية<br />

احلضور والغياب.‏ حيث كل منهما،‏ اجلسد<br />

والرأس يشخصان يف مكان غير متعني،‏ إال<br />

بصورة <strong>فضاء</strong>ات تصميمية،‏ وعلى شكل سطوح<br />

هندسية متقابلة،‏ أو متناظرة،‏ مشغولة بألوان<br />

كابية تؤطر وحتدد من وجود تلك الثنائية.‏<br />

إن املكان لدى علي طالب يفترض وجوده<br />

كحيّز تصويري متخيل،‏ غير متعنيّ‏ ، وال أثر دال<br />

يعرّف مبلمحه،‏ أو ميكن توصيفه بالالمكان،‏<br />

موغل يف حلميته وغموضه.‏ فيما سيبقى<br />

اجلسد والرأس كأنهما مكتفيان بالزمن،‏ وهو<br />

العنصر األثير الذي يفصح عن مقصدهما،‏<br />

124

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!