18.06.2023 Views

ماكو فضاء حر للابداع -2-2023

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

علي طالب.‏ مغادرة . 1988<br />

اكريلك على القماش.‏ 100 x 100 سم<br />

مجموعة خاصة.‏<br />

علي طالب..‏ مفكر.‏ 1976<br />

زيت على القماش.‏ 60 x 60 سم<br />

مجموعة رمزي دللول وسائدة للفنون،‏ بيروت<br />

األنثوي املخروم،‏ وكأنه رداء حلمي مركون أو<br />

معلق على ذاكرة رجل لم يتبق منه سوى ظله<br />

‏،وال يراد لوجوده احليوي التمثل والتعيني.‏<br />

حتيلنا هذه العالمة بصورتها األولية مباشرة<br />

كماثول أي حالة متحققة ‏)عالمة فردية )<br />

‏،والتي تدرك كتصديق مبؤولها كعالمة وجود<br />

فعلي حتيل ملوضوعها بوصفها ايقون جلسد<br />

بشري ‏،وظله دال عليه.‏ إن االنفتاح العالمي<br />

ملستويات من التأويل الديناميكي يشير إلى<br />

أن العالمات البشرية لدى الفنان علي طالب<br />

ذات طابع عريف،‏ بالرغم من كونها عالمات<br />

مفردة باألصل وذات طابع حجاجي ‏)حجة(‏<br />

يف مؤولها الذي يحلينا إلى موضوعها<br />

كعالمة رمزية؛ فدواله راسخة ببعدها الرمزي،‏<br />

وما حتفل به هذه التجسيدات البشرية يف<br />

مواجهاتها بجراح أثخنتها الذاكرة األثرية<br />

ألسى متراكم ، وعزلة مريرة قد حتنطت يف<br />

مالمحها بصمت بليغ.‏<br />

العمل يأخذنا معه يف تساؤالته لتأمل جدل<br />

احلقيقة املجسدة بتحلّلها ومتزقها والوهم<br />

كضد لها بوجوده اخليالي ‏)شكل ظلي(‏ غير<br />

متعني املالمح يف أقصى عمق اللوحة.‏<br />

تنهض اللوحة بلغتها التعبيرية الرمزية<br />

لتمنحنا أفقاً‏ يف تقصي تراسلها الداللي،‏ بني<br />

حقائق األشياء وظاللها يف كهف فاري )vari(<br />

الذي ولدت منه أسطورة الكهف الفالطون.‏<br />

يبدو أن جلاجة األسئلة الدائرة يف حتلقها<br />

والتفكر بؤرة اإلفهام الذي أراد اإلفصاح<br />

عنه الفنان يف إحدى أعماله ، والتي تداهمنا<br />

بعالماتها املفردة،‏ وما تثيره بشكل فعلي<br />

بالذهن عبر املؤول الديناميكي الذي يخرجنا<br />

من دائرة التعيني لندخل دائرة التأويل،‏ حيث<br />

تستحضر الذات مخزونها الثقايف الذي يحيط<br />

بالعالمة.‏<br />

اللون القامت يهيمن على مسرح اللوحة<br />

األسفل وهو يحيط بالرأس الغارق يف جلاجة<br />

أفكاره منقباً‏ مترصداً‏ ألمر ما تدور أفالكه يف<br />

الذهن يف هذا الكم الكبير من احللكة،‏ وبؤرة<br />

تتركز من عني الشخص احملدق بتأمل عميق<br />

تؤازر هذا التدليل الكف ‏)عالمة التفكر(هنا<br />

‏،ويستقطع من حدة هذا اللون القامت ارتعاشات<br />

اللون بحواف املدى ‏،والذي يشكل حداً‏ فاصالً‏<br />

ما بني احللكة والنور يف <strong>فضاء</strong> العمل العلوي<br />

‏.الصورة )3(<br />

ينطوي هذا العمل على كوجيتو خاصة<br />

به،‏ وكأنه يردد مقولة كانت ‏)كن جريئاً‏ يف<br />

استخدام عقلك(‏<br />

العالمات املاثلة أمامنا بصفة فردية أو<br />

نوعية كتجسيدات وأحاسيس حتيلنا عبر<br />

دائرة ثقافية أو من خالل ‏)املعرفة املسبقة<br />

) إلرساء قاعدة تأويلها.‏ فالوظيفية الرمزية<br />

للفن تضطلع بإمكانية تعيني الواقع بواسطة<br />

العالمات،‏ فالعالمات املمثلة والتي تنماز<br />

بفرديتهاتارة وبعرفيتها تارة أخرى حتيلنا إلى<br />

موضوعها بوصفها مؤشرات ورموزا من خالل<br />

76

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!