18.06.2023 Views

ماكو فضاء حر للابداع -2-2023

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

اللونية مؤكدة وأضافت إلى العمل غرابة<br />

مدهشة:‏ مومياء انطبع حلمها يف ما تبقى من<br />

جمجمتها احملترقة.‏<br />

يف الرجوع إلى جتارب قدمية نعرف أن الفنان<br />

واجه نوعني من املعاجلات،‏ فحيثما كان يظهر<br />

التفاصيل اإلنسانية للرأس كوجه يف حتديداته<br />

التعبيرية نراه يقترب من النواحي األسلوبية<br />

العامة،‏ فهو تعبيري أو سريالي بعض الشيء،‏<br />

فكأن ظهور التفاصيل يلزمه أن يضع نفسه<br />

يف اندراج أسلوبي،‏ لكن حني يخفيها،‏ ليظهر<br />

الرأس مجرداً‏ جداً،‏ وعارياً،‏ نراه ميارس<br />

اقتراحات غير تقليدية يف األسلوب واملعاجلة.‏<br />

هناك بضع لوحات متثّل الظهور اخلارجي<br />

لتعبير الوجه من أعمال عام 1985. األول<br />

لرأس رجل صوّر من أعلى فظهرت قمة رأسه<br />

مسطحة وضع عليه صندوق مفتوح.‏ وللمرة<br />

األولى استخدم الفنان إضاءة مصدرها خارج<br />

اللوحة كشف بها تفاصيل الوجه اجلانبية فبدا<br />

حجراً‏ قاسياً.‏ وألنه أراد أن يضمن جتسيداً‏<br />

أقوى فقد أضاف مستطيالً‏ سطحياً‏ مضيئاً‏<br />

خلفه،‏ ثم أنزل شرائح مضيئة من إعلى إلى<br />

األسفل تتالشى يف أسفل اللوحة املظلم.‏ هنا<br />

جاءت اإلضافات مباشرة وخارجية متارس<br />

وظيفة ايضاحية.‏<br />

نفس الرأس املسطح سيظهر يف جتربة متأخرة<br />

: رجل يراقص امرأة رقصة تانغو!‏<br />

اللوحة الثانية لوجه امرأة بنظارة سوداء تضع<br />

لوناً‏ على شفتيها شارك الضوء اخلارجي<br />

إظهار تفاصيله.‏ لعلها كانت تسبح أو تتشمس<br />

، فهناك سطح مائي يتألأل خلفها،‏ وشعرها<br />

تطاير إلى جهة واحدة – شعر متحجر.‏ بهذه<br />

اللوحة اقترب الفنان من فن البوب الغربي.‏<br />

ثمة رأس ثالث مالمح وجهه تشبه مالمح وجه<br />

الدكتور عالء بشير أعطاه الفنان الكثير من<br />

التحديد والصرامة ، حتى أنه أظهر تفاصيل<br />

العروق الصدغية،‏ وثمة شكل آللة أو معدن<br />

حاد مبساند غطى اجلانب الذي يفترض أنه<br />

جسده،‏ وثمة ساعة بال عقارب حتملها خمسة<br />

أصابع .. األصابع إياها القدمية التي كان<br />

الفنان يرسمها يف حتديد خطي بسيط.‏<br />

املالحظ هنا أنه كلما ظهرت التحديدات<br />

التعبيرية للوجه أضاف الفنان عناصر تعبيرية<br />

مكملة،‏ كالضوء،‏ أو أشكال قوية غير مفهومة،‏<br />

وأحيانا تخفي حزمة ضوء مخروطية وجهت<br />

من أعلى الرأس وتفاصيل الوجه بينما ظهرت<br />

عينان تلتمعان داخل هالة ضوء كما يف لوحة<br />

من الفترة نفسها.‏<br />

ويحلو للفنان أن يطفئ الضوء،‏ فيحيل اللوحة<br />

إلى وهج خافت من نور داخلي،‏ عندها تختفي<br />

التفاصيل،‏ وبالكاد نرى رأساً‏ شبحياً‏ تظهر<br />

يف حتديدات لونية جزئية.‏ تسيطر على هذه<br />

األعمال قيّم لونية مختلفة تعالج بإطفاء بريقها<br />

باللون األسود،‏ وأحيانا بدمج الشكل يف اللون<br />

نفسه الذي يغمر اللوحة،‏ كما يف لوحة من<br />

نفس الفترة طغى عليها اللون األحمر املاجنتا.‏<br />

يظهر الشكل يف هذا العمل حاراً‏ ودموياً‏ مبا<br />

يشبه اإلنبثاق من أرضية ضيقة لغرفة أو<br />

علبة.‏ هذا اللون نفسه سيظهر يف أعمال<br />

1992 لكن بكيفية أخرى،‏ فاللون كله سيغطي<br />

سطح اللوحة،‏ وأسقط الرأس يف أسفل اللوحة<br />

بتحديدات سوداء خفيفة ، ومبلمس خشن،‏<br />

وأضاف يف الوسط الوفق الثالثي.‏ وألن سطح<br />

اللوحة املرتفع ظل فارغاً‏ فقد أضاف إليه<br />

مثلثني ملونني متناظرين صنعا عالقة هارمونية<br />

مع السطح.‏<br />

30

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!