16.05.2022 Views

Nasb-and-the-Nawasib

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

إن سليمان بن عبد الملك كان جالسا،‏ فمر به رجل عليه ثياب يخيل في مشيته.‏ فقال:‏ هذا ينبغي أن يكون

عراقيا،‏ وينبغي أن يكون كوفيا،‏ وينبغي أن يكون من همدان.‏ ثم قال:‏ علي بالرجل،‏ فأتي به فقال:‏ ممن

الرجل.‏ فقال:‏ ويلك دعني حتى ترجع إلي نفسي.‏ قال:‏ فتركه هنيهة،‏ ثم سأله ممن الرجل؟ قال:‏ من أهل

العراق.‏ قال:‏ من أيهم؟ قال:‏ من أهل الكوفة.‏ قال:‏ أي أهل الكوفة؟ قال:‏ من همدان.‏ فازداد عجبا فقال:‏

ما تقول في أبي بكر؟ قال:‏ والله ما أدركت دهره وأدرك دهري!‏ ولقد قال الناس فيه فأحسنوا،‏ وهو إن شاء

الله كذلك.‏ قال:‏ فما تقول في عمر؟ فقال مثل ذلك.‏ قال:‏ فما تقول في عثمان؟ قال:‏ والله ما أدركت دهره

ول أدرك دهري،‏ ولقد قال فيه الناس فأحسنوا،‏ وقال فيه ناس فأساؤوا،‏ وعند الله غلمه.‏ قال:‏ فما تقول

في علي؟ قال هو الله مثل ذلك.‏ قال:‏ سب عليا.‏ قال:‏ ل أسبه.‏ قال:‏ والله لتسبنه.‏ قال:‏ والله ل أسبه.‏ قال:‏

والله لتسبنه أو لضربن عنقك.‏ قال:‏ والله ل أسبه.‏ قال:‏ فأمر بضرب عنقه،‏ فقال رجل في يده سيف فهزه

حتى أضاءه في يده كأنه الخوصة،‏ فقال:‏ والله لتسبنه أو لضربن عنقك.‏ قال:‏ والله ل أسبه.‏ ثم نادى:‏

ويلك يا سليمان!‏ أدنني منك،‏ فدعا به فقال:‏ يا سليمان:‏ أما ترضى مني بما رضي به من هو خير منك ممن

هو خير مني فيمن هو شرمن علي؟ قال:‏ وما ذاك؟ قال:‏ الله رضي من عيسى وهو خير مني إذ قال في بني

إسرائيل وهم شر من علي:‏ إِنْ‏ تُعَ‏ ذِّ‏ بْهُ‏ مْ‏ فَإِناَّهُ‏ مْ‏ عِ‏ بَادُ‏ كَ‏ ۖ وَ‏ إِنْ‏ تَغْ‏ فِرْ‏ لَهُ‏ مْ‏ فَإِناَّكَ‏ أَنْتَ‏ الْعَ‏ زِيْزُ‏ الْحَ‏ كِ‏ يْمُ‏ . قال:‏ فنظرت

إلى الغضب ينحدر من وحهه حتى صار في طرف أرنبته ثم قال:‏ خليا سبيله،‏ فعاد إلى مشيه.‏

Sulaymān ibn ʿAbd al-Malik 1 was sitting one day when a person passed by

him walking proudly. He thus said, “This person should be an Iraqi, and he

should be from Kūfah, and he should be from Hamadān.

He then said, “Bring the man to me.” And he was thus brought.

So he asked, “From where is the gentleman.”

He replied, “Leave me till my breath returns to me.”

He thus left him for a while and then asked, “From where is the

gentleman?”

“From Iraq,” he replied.

1 Sulaymān ibn ʿAbd al-Malik ibn Marwān al-Umawī, Abū Ayyūb al-Dimashqī. He was born in Madīnah

and grew up in Shām. He was eloquent, loved justice and fighting in the path of Allah. He took his

cousin ʿUmar ibn ʿAbd al-ʿAzīz his personal advisor through whom lots of good came to being. He sent

an army to besiege Constantinople who was successful in entering into agreement with its people and

building a Masjid there. He passed away in 99 A.H. See: Wafayāt al-Aʿyān 2/420; Fawāt al-Wafayāt 1/453;

al-Bidāyah wa al-Nihāyah 9/177; Maʾāthir al-Ināqah 1/138.

259

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!