شبهات "تنظيم الدولة" وأنصاره والرد عليها

شُ‏ بهات تنظيم ‏»الدولة اإلسالمية«‏ وأنصاره والرَّد عليها
وممّا ينبغي التّنبُّه له عند البحث يف نصوص املواالة التفريق بني التّحذير والزّ‏ جر
بقواعد عامة،‏ وبني احلكم الرشّ‏ عي.‏
فكثريٌ‏ مِن النّصوص تطلق التّحذير مِن املواالة بمثل ‏)فهو منهم(،‏ ‏)فإنه منهم(،‏
‏)فليس مِن اهلل يف يشء(،‏ وما ورد من إطالقات أهل العلم بمثل هذه األلفاظ فهو من
هذا الباب.‏
مع أنَّ‏ هذه األساليب ليست خاصة باملواالة،‏ بل قد وردت يف معاصٍ‏ أخرى،‏ ومن
ذلك:‏
- التحذير من محل السالح ضد األخ املسلم،‏ قال #: ‏)مَ‏ ن محل علينا السّ‏ الح
فليس منّا(‏ ))) .
‏=أ-‏ تكفري التجنس بجنسية الدّ‏ ول الكافرة بإطالق،‏ واعتبار ذلك مِن الرّ‏ دة،‏ بينام الفتوى احلالية عىل
التّفصيل يف املسألة.‏
ب-‏ جتريم التعامل مع الدول غري املسلمة،‏ واالسترياد منها،‏ وعدُّ‏ أكثر تلك املعامالت مِن باب الردة
والكفر.‏
وبالرجوع إىل تلك احلقبة نجد أنَّ‏ ا كانت فرتة استعامر ملعظم الدّ‏ ول اإلسالمية،‏ وقد رافق ذلك االستعامر
حماوالت لتنحية الدّ‏ ين عن املجتمع،‏ وتغريبه بشتى أنواع الفساد واالنحراف،‏ واضطهاد أهل العلم،‏
وتدنيس املساجد وتدمريها،‏ وحماوالت إحالل اللغات األوربية حمل اللغة العربية،‏ وغري ذلك
من ممارسات مل يعرف هلا التاريخ مثيالً‏ يف تشويه الدّ‏ ين،‏ وحماولة إخراج الناس منه،‏ باإلكراه تارة،‏
والرتغيب تارة،‏ وبالغزو الفكري تارة أخرى.‏
وقد ريض فريقٌ‏ من أهايل تلك البالد بالسري يف ركاب املستعمر،‏ واعتنقوا فكره وكفره،‏ وعملوا عىل
ترسيخ نفوذه،‏ وتثبيت حكمه،‏ وإعانته عىل تنفيذ خمططاته.‏
فقام أهلُ‏ العلم بالتّصدي لتلك املوجات اجلارفة،‏ وأصدر بعضُ‏ هم مثل تلك الفتاوى ممّا يضع الباحث
يف صورة تلك الفتاوى وظروفها التي صدرت فيها،‏ وأنا مل تكن موجهة ملسألة بحثية عن جمرد
‏)االستعانة بالكفار(،‏ أو ‏)مواالة الكفار(،‏ وإنام كانت موجهة ضدّ‏ هجمة رشسة حتاول اقتالع الدّ‏ ين
مِن جذور املجتمع املسلم وإحالله بعقيدة وفكر آخر،‏ ولتلك املرحلة ظروفها وأحكامها اخلاصة هبا.‏
))) أخرجه البخاري )4/9، برقم 6874(، ومسلم )98/1، برقم 161(.
274