الأستاذ لغة عربية 1 جويلية 2016

مادة اللغة العربية
فهم املنطوق ‏)التعبري الشفوي(:‏ 8
يف إطار ‏»عظاء اإلنسانية«‏ سيُقرأ عى مسامعك نصّ‏ للدّكتور ‏»عمر بن
قينة«‏ من الجزائر يتحدّث فيه عن شخصية ‏»البشر اإلبراهيمي«‏
اسمعه جيّدا وأحسن اإلصغاء ل :
• تقف عل فكرته العامّة وأفكاره الجزئية،‏ تتفاعل معها،‏ وتحسن مناقشتها.‏
• تحدّد أبعاده املختلفة وقيمه املتنوّعة.‏
• تتمكّن من التّواصل مشافهةً‏ بلغة سليمة فصيحة،‏ وتنتج نصوصا
مشابهة له نمطا ومضمونا.‏
محمد البشري اإلبراهيميّ‏
وُلد محمّد البشير اإلبراهيمي يوم 14 جوان 1889 ‏»بأوالد براهم«‏ برأس الوادي بوالية
سطيف حيث تَلقىّ‏ تعليمَهُ‏ الوّلَ‏ ، فَحفِظَ‏ القرآنَ‏ الكريمَ،‏ ودرسَ‏ بعضَ‏ املُتُونِ‏ يف الفقهِ‏
واللّغة العربيّةِ‏ ويف سنة 1911 تَوجّهَ‏ نحوَ‏ املشرقِ‏ العَريبِّ‏ ، فَمرَّ‏ بالقَاهِرَةِ‏ واملدينةَ‏ املنَوَّرَة
بالحِ‏ جَاز فَأَقَامَ‏ فيها،‏ وتفرّغَ‏ للدّراسةِ‏ كطالبٍ‏ ، مرتدّدًا عل أساتذةِ‏ اللّغةِ‏ والدِّين ثمّ‏ انتقل
إىل دمشق عام 1916 واشتغل بالتدّريس،‏ وحارض يف النّوادي واملساجد.‏
بِعَوْدته إىلَ‏ الجَزَائر شَ‏ َ عَ‏ يف التَّعليم مواصالً‏ نَشَ‏ اطَهُ‏ ضِ‏ مْنَ‏ الجَمْعيّةِ‏ كشخصيّةٍ‏ بارزةٍ‏
مؤثِّرةٍ،‏ وأثناءَ‏ حَوَادث ماي 1945 قِيدَ‏ اإلبراهيمي إِىلَ‏ السِّ‏ جن ثُمّ‏ أعْلَنَت الحكومةُ‏
االستعاريّةُ‏ عَفْوَهَا العَامَّ،‏ وتَمَّ‏ إطالقُ‏ رسَ‏ ‏َاحِ‏ الشِّ‏ يخِ‏ البشرِ‏ اإلبراهيميِّ‏ وملْ‏ يَتَوَقّفْ‏
نَشَ‏ اطُهُ‏ فَسَ‏ افَرَ‏ سنة 1952 إِىلَ‏ بَعْضِ‏ البُلْدَانِ‏ العَربّيةِ‏ واإلسْ‏ الميّةِ،‏ مُلتَمِسً‏ ا مِنْ‏ بَعْضِ‏
حُكُومَاتِهَا أَنْ‏ تُخصِّ‏ ص مِنَحًا للطَّلبةِ‏ الجَزَائريّنَ.‏
وَعِنْدَمَا اندَلَعَتِ‏ الثّورةُ‏ الجزائريّةُ‏ كان البشرُ‏ اإلبراهيميُّ‏ خَارِجَ‏ الوَطَنِ‏ وَمَدَّ‏ يَدَهُ‏
للثّورَةِ،‏ وَعملَ‏ يف خِ‏ دْمَتِهَا،‏ ويف هذه الفرة مِنْ‏ حَيَاته،‏ احْتلَّ‏ مكَانتن،‏ مكَانَةً‏ سِ‏ ياسيةٌ‏
ومكَانَةً‏ فكريّةً،‏ فَهوَ‏ يفِ‏ الَوْىلَ‏ يَعْملُ‏ متنقِّالً‏ لِخِ‏ دْمَةِ‏ الثَّورَةِ‏ الجَزَائريّة،‏ ويف الثّانيّة
انتُخِ‏ بَ‏ عُضْ‏ واً‏ مُرَاسِ‏ الً‏ سَ‏ نَةَ‏ 1954 يفِ‏ كلٍّ‏ مِن املَجْمَعِ‏ العِلْمِيِّ‏ بِدِ‏ مَشْ‏ قَ‏ والَمَجْمَع اللُّغَويّ‏
بالقاهِرَةِ؛ وَهَكَذَا بَقِيَ‏ خَارِجَ‏ الوَطَنِ‏ طِ‏ يلَةَ‏ سَ‏ نَوَاتِ‏ الثَّورَةِ،‏ فَلَاَّ‏ تَحَرَّرَتِ‏ اْلجَزَائِرُ‏ عَادَ‏
إِىلَ‏ وَطَنِهِ‏ لِيشْ‏ هَدَ‏ االسْ‏ تِقْالَلَ‏ بِكُلِّ‏ جَوَارِحِ‏ هِ،‏ ذَلِكَ‏ االسْ‏ تقالَ‏ لُ‏ الَّذِ‏ ي قَالَ‏ عَنْهُ‏ يَوْمًا ‏»إنه
جَنَّةٌ‏ الَ‏ يُعْربُ‏ إِلَيْهَا إِالَّ‏ عَىَ‏ جرْ‏ ٍ مِن الضَّ‏ حَايا«.‏
ويشاء القضاء أن يرحل عنّا ويلتحق بالرّفيق العى يوم 19 ماي 1965، فودّعته
المّة الجزائريّة بقلوب حزينة،‏ وعيون دامعة.‏
د.‏ عمر بن قينة ‏)بترصف(‏
‏)شخصيات جزائرية(‏ ط‎1/1983‎ ص:‏‎41‎‏.‏
107