10.09.2016 Views

الأستاذ لغة عربية 1 جويلية 2016

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

مادة ال<strong>لغة</strong> ال<strong>عربية</strong><br />

السِّ‏ بَاحَة<br />

لَعَلَّ‏ السِّ‏ بَاحَةَ‏ مِنْ‏ أَقْدَمِ‏ الرِّيَاضَ‏ اتِ‏ الَّتِي اهْتَدَى إِلَيْهَا اإلِنْسَ‏ انُ‏ ، عَنْ‏ طَرِيقِ‏ مُالَ‏ حَظَاتِهِ‏<br />

يفِ‏ الطَّبِيعَةِ‏ بِ‏ ‏َا تَزْخَرُ‏ بِهِ‏ مِنْ‏ مَعَالِمَ‏ مَائِيَّةٍ،‏ هي يفِ‏ بَعْضِ‏ وُجُوهِهَا تُ‏ ‏َثِّلُ‏ حَاجِزًا أَمَامَهُ‏<br />

دُونَ‏ الوُصُ‏ ولِ‏ إِىلَ‏ مُبْتَغَاه.‏ وَلَعَلَّ‏ مَا يَكُونُ‏ قَدْ‏ عَجَّلَ‏ يفِ‏ اسْ‏ تِيعَابِهِ‏ لِهَذَا النَّشَ‏ اطِ‏ . هُو<br />

وُقُوفُه عَىَ‏ حَيَوانَاتٍ‏ ، بَعْضُ‏ هَا الَ‏ يَعيشُ‏ إِالَّ‏ يفِ‏ املَاِء.‏ وَالبَعْضُ‏ اآلخَرُ‏ حَبَتْهُ‏ الطَّبِيعَةُ‏<br />

بِ‏ ‏ُؤَهِّالَتٍ‏ تُ‏ ‏َكِّنُهُ‏ مِن اجْتِيَازِ‏ املَمَرَّاتِ‏ املَائِيَّةِ،‏ وَبِطَرَائِقَ‏ مُعَيَّنةٍ‏ تَحُولُ‏ دُونَ‏ غَرَقِهَا.‏<br />

وَهَكَذا فَإِنَّ‏ أَوَّلَ‏ مَا عَرَفَ‏ اإلنْسَ‏ انُ‏ مِنْ‏ طَرَائِقَ‏ الطَّفْحِ‏ فَوْقَ‏ اْملَاءِ،‏ هي طَرِيقَةُ‏<br />

السِّ‏ بَاحَةِ‏ ‏)الكَلْبِيّةِ(،‏ نِسْ‏ بَةً‏ إىلَ‏ الكَلْبِ‏ ، ثُمَّ‏ عُدِّلَتْ‏ حَرَكَاتُ‏ هَذِ‏ هِ‏ الطَّرِيقَةِ‏ بِ‏ ‏َا يَتَالَءَمُ‏<br />

وَقُدْرَةَ‏ اإلنْسَ‏ انِ‏ عَىَ‏ التَّكَيُّفِ‏ ، وَعَىَ‏ تَطْوِيعِ‏ الَشْ‏ يَاءِ‏ بِ‏ ‏َا يَخْدُمُ‏ غَرَضَ‏ هُ‏ يفِ‏ ارْتِيَادِ‏<br />

املَجَارِي اْملَائِيَّةِ‏ وَالبِحَارِ‏ أَيْضً‏ ا..‏<br />

عِنْدَمَا جَاءَ‏ اإلِسْ‏ الَمُ،‏ كَانَتْ‏ السِّ‏ بَاحَةُ‏ قَدْ‏ قَطَعَتْ‏ شَ‏ وْطًا كَبِرًا،‏ وَتَبوَّأَتْ‏ مَكَانَةً‏ مَرْمُوقَةً‏<br />

ال يُضَ‏ اهِيهَا سِ‏ وَى رُكُوبِ‏ اْلخَيْلِ‏ أَوْ‏ الرِّمَايَةِ‏ بِ‏ ‏ُخْتَلَفِ‏ وَسَ‏ ائِلِ‏ الرّمْيِ‏ ، لِاَ‏ لِلْ‏ ‏َمْرَيْنِ‏ مِنْ‏<br />

عالَ‏ ‏َقَةٍ‏ وَطِ‏ يدَةٍ‏ بِاْلكَرِّ‏ وَاْلِفرَّ‏ وَنَرْ‏ ِ الدَّعْوةِ‏ اإلسْ‏ الَمِيَّةِ،‏ وَمِاَّ‏ يُؤَكّدُ‏ ذَلِكَ‏ ، القَوْلُ‏ املَأْثُورُ‏<br />

لِلْخَلِيفَةِ‏ عُمَرَ‏ بنِ‏ الخَطَّابِ‏ ، وَهُوَ‏ يُحَرِّضُ‏ املُسْ‏ لِمِنَ‏ عَىَ‏ االستعْداد الدَّائِمِ‏ لِالضْ‏ طِ‏ الَعِ‏<br />

بِ‏ ‏َهَمَّةِ‏ الحرب،‏ حَيْثُ‏ قَالَ‏ : ‏»عَلِّمُوا أَوْالَدَكُم السِّ‏ بَاحَة ‏َوَالرِّمَايَةَ‏ وَرُكُوبَ‏ اْلخَيْلِ‏ «.<br />

أَمَّا يفِ‏ الْعَرْ‏ ِ الْحَدِ‏ يثِ‏ ، فَتُعْتَربَ‏ ُ بْرِيطَانِيَا مِنْ‏ أَوَائِلِ‏ البُلْدَانِ‏ الّتِي أَعْطَتْ‏ أَهَمِيَّةً‏<br />

خَاصَ‏ ةً‏ لِرِيَاضَ‏ ةِ‏ السِّ‏ بَاحَةِ.‏ وقَدْ‏ أَنْشَ‏ أَتْ‏ لِهَذَا اْلغَرَضِ‏ أَنْدِ‏ يَةً،‏ أَدَّى التَّنَافُسُ‏ بَيْنَهَا إِىلَ‏<br />

ظُهُورِ‏ سَ‏ بَّاحِ‏ نَ‏ كِبَارٍ‏ مِنْ‏ أَمْثَالِ‏ ‏)الكَابْنَ‏ وب(،‏ الّذِ‏ ي عَربَ‏ َ بَحْرَ‏ الْمَ‏ نشَ‏ يفِ‏ بِدَايَاتِ‏<br />

هَذَا القَرْنِ‏ ، وقَدْ‏ قَطَعَ‏ الْمَسَ‏ افَةَ‏ يفِ‏ 21 سَ‏ اعَةً‏ و‎45‎ دَقِيقَة.‏<br />

إِنَّ‏ مَا تَتَفَرَّدُ‏ بِهِ‏ رِيَاضَ‏ ةُ‏ السِّ‏ بَاحَةِ‏ دُونَ‏ غَيْ‏ ‏ِهَا مِنَ‏ الرِّيَاضَ‏ اتِ‏ ، هُوَ‏ أَنَّهَا رِيَاضَ‏ ةٌ‏<br />

صَ‏ الِحَةٌ‏ لِكُلِّ‏ الَعْاَ‏ رِ،‏ وَتُفِيدُ‏ املَرْىضَ‏ وَالْ‏ ‏َصِ‏ حَّاءِ‏ مَعًا،‏ نَاهِيكَ‏ عَنِ‏ املُتْعَةِ‏ املُتَمَيِّزَةِ‏ الّتِي<br />

تُوَفِّرُهَا لِلْقَائِمِ‏ بِهَا،‏ وَهُوَ‏ مَا يَجْعَلُ‏ مِنْها فَنًا رِيَاضِ‏ يًّا يَ‏ نْ‏ طَ‏ وِ‏ ي عَىَ‏ فَوَائِدَ‏ جَمَّةٍ‏ لِجِسْ‏ مِ‏<br />

اإلنْسَ‏ انِ‏ وَعَقْلِهِ‏ وَوُجْدَانِهِ‏ أَيْضً‏ ا.‏<br />

أحمد عبد الله سالمة<br />

د/ع الوطن.‏ ع:‏ 240<br />

سبتمرب 1991<br />

149

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!