10.09.2016 Views

الأستاذ لغة عربية 1 جويلية 2016

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

مادة ال<strong>لغة</strong> ال<strong>عربية</strong><br />

قِصَّ‏ ةُ‏ األلْعَابِ‏ الِّريَاضِ‏ يَّةِ‏<br />

إِذَا دَرَسْ‏ نَا تَارِيخَ‏ الشُّ‏ عوبِ‏ الْ‏ ‏ُوىلَ‏ ، تَبَنَّ‏ َ أَنَّ‏ نَشَ‏ اطَها الْ‏ ‏َسَ‏ ايس كَانَ‏ مُنْصبًّا عَىَ‏ الْكِفَاحِ‏<br />

بَحْثًا عَنِ‏ الطَّعَامِ‏ ؛ كَاَ‏ يتَّضِ‏ حُ‏ أَنَّ‏ هَذِ‏ هِ‏ الشُّ‏ عوبَ‏ مَارَسَ‏ تْ‏ بَعْضَ‏ الْ‏ ‏َنْشِ‏ طَةِ‏ الْبَدَنِيَّةِ،‏ للتَّعْبرِ‏<br />

عَن انْفِعاالتِها وَعَواطِ‏ فِها.‏ وَقَد يُعْتَربَ‏ ُ الرّقْصُ‏ مِنْ‏ أَبْرَزِ‏ هَذِ‏ هِ‏ النَّواحِ‏ ي التّعْبريّةِ.‏<br />

وَكَانَتْ‏ بَعْضُ‏ هذه الرَّقَصَ‏ اتِ‏ تُؤَدّى يف الْحَفَالتِ‏ الدّينِيّةِ‏ وَأُخْرى تُؤَدّى لِلْحَرْبِ‏<br />

وَلِلنّرْ‏ ِ ، وَأُخْرى الَ‏ غَايَةَ‏ لها سِ‏ وى الْمَرَحِ‏ واللّهْوِ‏ والرتَّ‏ ‏ْويجِ.‏ وَإِضَ‏ افةً‏ إِىل الرّقْصِ‏<br />

ظَهَرَت بَعْضُ‏ الْ‏ ‏َلْوَانِ‏ الْ‏ ‏ُخْرى مِنَ‏ النَّشَ‏ اطِ‏ الْبَدَايئّ‏ عِنْدَ‏ الشّ‏ عُوبِ‏ الْ‏ ‏ُوىلَ‏ ، مِثْلَ‏ سِ‏ بَاقَاتِ‏<br />

الْجَري والْمُصَ‏ ارَعَةِ‏ واسْ‏ تِخْدَامِ‏ الْ‏ ‏َقْوَاسِ‏ والْحِرَابِ‏ ، والْمُالَكَمَةِ،‏ والتّسَ‏ لُّقِ‏ ، والرِّمَايَةِ،‏<br />

والسِّ‏ بَاحَةِ،‏ وَبَعْضِ‏ أَلْعَابَ‏ الْكُرَةِ.‏<br />

وَقَدْ‏ ظَهَرَتْ‏ يف نُقوشِ‏ مَقَابِرِ‏ قُدَمَاء الْمِصْ‏ ‏ِيّنَ،‏ صُ‏ وَرٌ‏ وَرُسُ‏ ومٌ‏ مُتَعَدّدةٌ‏ عَىَ‏<br />

اهْتِمَ‏ مِهم بِالرّياضَ‏ ةِ،‏ وَ‏ وَ‏ لَ‏ عِهِ‏ م بِالنَّشَ‏ اطِ‏ الْبَدَينِ‏ ‏ّ؛ ويف آثارِهِم مِنَ‏ النّقُوشِ‏ مَا يَدُلّ‏ عَىَ‏<br />

أَنَّهُمْ‏ بَرَعُوا يف الْمُصَ‏ ارَعَةِ‏ والْمُبَارَزَةِ‏ بِالْعِيِ‏ ِّ ، وَاسْ‏ تَعْمَلُوا القَوْسَ‏ وَالسِّ‏ هَامَ‏ والنّبَالَ‏ .<br />

وَتَرْجعُ‏ التّ‏ ‏ْبِيَةُ‏ الرِّياضِ‏ يَّةُ‏ الْحَدِ‏ يثَةُ‏ يف مَبَادِئها إىل الْيُونَانِ‏ الْقَدِ‏ ميَةِ‏ حَيْثُ‏ كَانَتْ‏<br />

جُزْءًا حَيَوِيًّا مِنْ‏ نِظَامٍ‏ التّ‏ ‏ْبِيَةِ‏ اإلِغْرِيقيَّةِ،‏ الّتِي تَهْدِ‏ فُ‏ إِىلَ‏ تَنْمِيَةِ‏ قوى الْفَرْدِ‏ مِنْ‏ كُلِّ‏<br />

النَّوَاحِ‏ ي،‏ لِيكَ‏ ْ يُصْ‏ بِحَ‏ مُواطِ‏ نًا مُسْ‏ تَعِدًا لِخِ‏ دْمَةِ‏ أُمّتِهِ.‏ واعْتَربَ‏ وا وِحْدَة اإلنْسَ‏ انِ‏ أَنْ‏ تكونَ‏<br />

مُثلّثًا مُتَسَ‏ اوِي الْ‏ ‏َضْ‏ العِ،‏ قاعِدَتُهُ‏ الْجِسْ‏ مُ‏ وَضِ‏ لْعَاهُ‏ ميُ‏ ‏َثّالنِ‏ الرُّوحَ‏ وَالْعَقْلَ‏ .<br />

مِنْ‏ ذَلِكَ‏ نَرَى أَنَّ‏ التّ‏ ‏ْبِيَةَ‏ الرِّياضِ‏ يَّةَ‏ اإلِغْرِيقيَّةَ،‏ كَانَتْ‏ عَامِالً‏ هَامًّا يف لِيَاقَةِ‏ الشّ‏ عْبِ‏<br />

وَحَيَوِيَّتِهِ،‏ اتّخَذَها وَسِ‏ يلَةً‏ لِلْحُصولِ‏ عَىَ‏ الصِّ‏ حَّةِ‏ والْقُوّةِ‏ الْبَدَنِيَّةِ،‏ وَتَنْمِيَةِ‏ الثّقَةِ‏ بِالنّفْسِ‏<br />

وَتَرْبِيَةِ‏ الْقِوَامِ‏ الرّشِ‏ يقِ‏ ، وَتَنْمِيَةِ‏ صِ‏ فَاتِ‏ الِجُرْأَةِ‏ وَضَ‏ بْطِ‏ النّفْسِ‏ والْخُلق الْكَرِيم.‏<br />

أحمد القصاب<br />

153

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!