10.09.2016 Views

الأستاذ لغة عربية 1 جويلية 2016

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

مادة ال<strong>لغة</strong> ال<strong>عربية</strong><br />

فهم املنطوق ‏)التعبري الشفوي(:‏‎2‎<br />

إليك نصّ‏ ا من نصوص الرسة والعائلة لصاحبه « توفيق يوسف عوّاد «<br />

أحسن االستاع إليه:‏ ل :<br />

• تقف عل معانيه،‏ تتفاعل معها وتُحسِ‏ ن مناقشتها.‏<br />

• تستخرج قيمه،‏ عواطفه وأهمّ‏ أبعاده.‏<br />

• تحسن التّواصل مشافهة ب<strong>لغة</strong> فصيحة سليمة،‏ وتنتج نصوصً‏ ا محاكيةً‏ له<br />

منطًا ومضمونًا.‏<br />

يف انتظار أمني<br />

جلست عل حشيّتها أمام املوقد تنكت النار بامللقط،‏ مصوّبة إىل الجمرات امللتمعة بن يديها<br />

نظرات عميقة.‏ ثم تناولت الصّ‏ نارتن وقميصا من الصّ‏ وف البيض كانت قد بدأت نسجه....‏<br />

وأحسّ‏ ت بالحنان يغمر قلبها ملّا نظرت اىل هذا القميص ؛ ولدها ما يزال يذكرها،‏ ما يزال<br />

يحبّها بالرّغم من زواجه وَابتعاده عنها.‏<br />

وأدغشت الدنيا فنهضت المّ‏ وأشعلت القنديل كانت قد ذبحت،‏ إكراما لزيارة أمن ديكَ‏<br />

دجاجاتها.‏ اللّيلة ليلة عيد،‏ وأمن ال يأيت إىل القرية كلّ‏ يوم.‏<br />

تقدم اللّيل،‏ يجب أن تكون السّ‏ اعة متجاوزةً‏ السّ‏ ابعة؛ وأمن وزوجته مل يصال بعد.‏<br />

ترى ملاذا تأخّر ؟ بروت ال تبعد أكرث من ساعة يف السَّ‏ يَارة التي تنهب الرض نهبا،‏ هل<br />

انقلبت بها السَّ‏ يَارة ؟ أو تكون امرأته حملته عل قضاء ليلة العيد يف املدينة بن صواحيها ؟<br />

تكون قد قالت له:‏ ‏»القرية ! الجبل ! هل تريد أن نضيع ليلتنا هذه إكرامًا لمّك؟«‏ هل أصْ‏ غَى<br />

إليها واقتنع منها ومل يرحم أمَّهُ‏ ؟<br />

ال،ال،‏ إنّه يؤكّد يف رسالته التي قرأتها لها بنتُ‏ جارتها ثالث مرّات ؛ يؤكّد أنّه سيجيء وأنّه<br />

مشتاقٌ‏ إليها،‏ وكانت الرّسالة يف صدرها ؛ فتناولتها وفتحتها وطفقت تجيل فيها نظراتها –<br />

وقد أمسكتها مقلوبةً‏ – فتقف عيناها عل السطور والكلات والحروف وقفات معذّبة بلهاء.‏<br />

غر أنّ‏ الوقتَ‏ طال فدبَّ‏ فيها اليأسُ‏ من جديد.‏ هذا شأن أوالد هذا الزمان ! هذا شأن<br />

املتزوّجن يف هذا العصِ‏ املتمدّن : عبيدٌ‏ لنسائهم.‏<br />

كانت المّ‏ تفكِّر يف هذه الُمور وهي متوجّهةٌ‏ إىل غرفتها لتنام،‏ ثم قعدت يف فراشها وما<br />

كادت تلقي رأسها حتَّى سمعت هديرَ‏ سيّارةٍ‏ عل الطّريق حبست أنفاسها ؛ فإذا البابُ‏ يدقُّ‏<br />

دقات متواليّة قويّة.‏ هذه دقّتُه إنها تعرفُ‏ دقَّتَهُ.‏ هكذا كان أبوه يأيت منْ‏ قبله...‏<br />

توفيق يوسف عواد<br />

‏)قميصُ‏ الصُّ‏ وف(‏<br />

93

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!