الأستاذ لغة عربية 1 جويلية 2016
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
مادة ال<strong>لغة</strong> ال<strong>عربية</strong><br />
السُّ لُّ الِّرئَِويّ<br />
الَ يُعْرَفُ يفِ تَارِيخِ الطِّبِّ كُلِّهِ مَرَضٌ غَرْ ُ وَبَايئِ ٍّ، كَلَّفَ الْبَشَ ِيَّةَ بِ ِثْلِ مَا كَلَّفَهُ<br />
مَرَضُ السُّ لِّ مِنَ الضَّ حَايَا، وَقَدْ كَانَ وَمَازَالَ مُ تَفَشِّ يًا يفِ مُخْتَلَفِ الطَّبَقَاتِ يفِ<br />
شُ عُوبِ العَالَمِ كُلِّهِ .<br />
كَيْفَ يَتِمُّ اِنْتِقَالُ العَدْوَى املُبَاشِ ِ مِنَ املُصَ ابِ إِىلَ الَطْفَالِ ؟ لِنَرْ َحَ ذَلِكَ بِ ثَالٍ<br />
عَمَيلِ ِّ، فَلْنَفْرِضْ أَنَّ طِ فْالً يفِ سِ نِّ الثَّالِثَةِ مِنَ العُمْرِ -مَثَالً- جَلَسَ يفِ مَكَانٍ مَحْصُ ورٍ<br />
)غُرْفَةٌ، سَ يَّارَةٌ عُمُومِيَّةٌ، طَائِرَةٌ، دَارُ سِ ينِمَ ...( وَكَانَ قُرْبَ الطِّفْلِ يفِ املَكَانِ نَفْسِ هِ مُصَ ابٌ<br />
بِالسُّ لِ ، يَتَحَدَّثُ بِصَ وْتٍ مَسْ مُوعٍ، وَحَاَ سٍ ، أَوْ يَسْ عَلُ أَوْ يَعْطِ سُ ، فَإِنَّ ذَرَّاتٍ صَ غِرَةً مِنْ<br />
لُعَابِهِ املَوْبُوءِ بِالجَرَاثِيمِ ، تَتَطَايَرُ مِنْ فَمِهِ أَثْنَاءَ اْلكَالَمِ أَوِ السُّ عَالِ أَوِ الْعَطْسِ ، وَتَنْتَرِ ُ<br />
يفِ اْلهَوَاءِ الَّذِ ي يَتَنَفَّسُ هُ الطِّفْلُ ، وهَذِ هِ الذَّرَّاتِ املَوْبُوءَةَ بِاْلجَرَاثِيمِ تَصِ لُ مَعَ هَوَاءِ<br />
التَّنَفُّسِ إِىلَ فُرُوعِ القَصَ بَةِ اْلهَوَائِيَّةِ، وَمِنْهَا إِىلَ األَسْ نَاخِ الرِّئَوِيَّةِ، وَبِذَلِكَ تَمَّ انْتِقَالُ<br />
العَدْوَى -أَيْ الجُرْثُومِ - مِنَ الرَّجُلِ املَرِيضِ بِالسُّ لِّ مُبَاشَ َةً إِىلَ رِئَةِ الطَّفْلِ السَّ لِيمِ .<br />
وَلِهَذَا املَرَضِ أَعْرَاضٌ فَمِنَ املَعْرُوفِ أَنَّ الطَّفْلَ السَّ لِيمَ دَائِمُ الحَرَكَةِ وَاللَّعِبِ ، حَيَوِيُّ<br />
املَنْظَرِ حَسَ نُ الشَّ هِيَّةِ، وَهُوَ يَنَامُ 12 سَ اعَةً يفِ اللَّيْلِ ، وَنَحْوَ سَ اعَتَيْ ِ يفِ النَّهَارِ بَعْدَ<br />
وَجْبَةِ طَعَامِ الغَذَاءِ ؛ وَعَىَ الُمِّ الحَصِ يفَةِ أَنْ تُرَاقِبَ طِ فْلَهَا مِنْ خِ الَ لِ هَذِ ه الخَصَ ائِصِ .<br />
وَعِنْدَ وُجُودِ أَيِّ عَدْوَى عِنْدَ الطِّفْلِ وَمِنْهَا العَدْوَى باِلسُّ لِّ أَيْضاً يَضْ طَرِبُ نَوْمُ الطِّفْلِ<br />
وَ يَشْ حُ بُ لَوْنُ وَجْهِهِ، وَتَظْهَرُ تَحْتَ عَيْنَيْهِ حَوَايفِ سَ مْرَاءَ. وَعند اإلِصَ ابَةِ بِالسُّ لِّ يَزْدَادُ<br />
لَوْنَ الوَجْهِ شُ حُوبًا، كَاَ أَنَّ الجِسْ مَ يُفْرِزُ عَرَقاً غَزِيرًا أَثْنَاءَ النَّوْمِ يفِ اللَّيْلِ ، وَغَزَارَةُ<br />
العَرَقِ أَثْنَاءَ اللَّيْلِ يَجِبُ أَنْ تُقَيَّم مَعَ بَاقِي الَعْرَاضِ الُخْرَى وَلَيْسَ بِ ُفْرَدِهَا، إِذْ قَدْ<br />
تَكُونُ لَهَا بِ ُفْرَدِهَا أَسْ بَابٌ لَيْسَ لَهَا عَالَقَة ٌبِالسُّ لِّ ، كَالتَّدْ ثِريِ يفِ امليَالَبِسِ أَوْ الفِرَاشِ<br />
أَوْ سُ وءِ التَّغْذِ يَّةِ. لَكِنَّ الظَّوَاهِرَ العَرَضِ يَّةَ الالَّفِتَةَ لِالنتِبَاهِ أَكْرثَ َ عِنْدَ الطِّفْلِ املُصَ ابِ<br />
بِالسُّ لِ ،ّ هي االنْحِ طَاطُ العَامُّ يفِ جِسْ مِهِ، وَفُتُورُ هِمَّتِهِ وَنَشَ اطِ هِ يفِ التَّحَرُّكِ ، وَعُزُوفُهُ<br />
عَنِ اللَّعِبِ وَانْحِ طَاطُ شَ هِيَّتِهِ لِتَنَاوُلِ الطَّعَامِ ، وَيَتَوَقَّفُ وَزْنَهُ عَنِ التَّزَايُدِ أَوْ ميَ ِيلُ إِىلَ<br />
الهُبُوطِ .<br />
د.أمني رويحة<br />
)أمراض شعبية: ص: 105(<br />
دار العلم بريوت – لبنان.<br />
151