10.09.2016 Views

الأستاذ لغة عربية 1 جويلية 2016

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

مادة ال<strong>لغة</strong> ال<strong>عربية</strong><br />

الصّ‏ حّة والرّياضة<br />

مَرَضُ‏ زينب<br />

دفعت أمُّ‏ خليلٍ‏ باب الغرفةِ‏ الحقرة،‏ فقفزتْ‏ إِىل أنفِها رائحة العُفونَة،‏ وتهَالكَتْ‏<br />

عى العَتَبَة مُتعَبَة.‏<br />

ولَمَ‏ حَ‏ تِ‏ قريبا من القنديل الصغر الجاثمِ‏ فوق كريسِّ‏ خَشَ‏ بِّي،‏ حفيدَتَها زينبَ‏ ،<br />

مُسْ‏ تَغْرقةً‏ يف نومٍ‏ عميق،‏ فنهضَ‏ تْ‏ متَثاقِلة الخُطى،‏ وتقدمتْ‏ عى رؤوسِ‏ أصابِعها،‏ حتّى<br />

دَنَتْ‏ منها،‏ ورأت الغِطَاءَ‏ الرَّقِيقَ‏ وَقَدْ‏ انْحَرَ‏ َ عَنْ‏ كَتِفِ‏ الطِّفْلَةِ‏ الغافية،‏ فَأسْ‏ دَلَتْه،‏ بيَدٍ‏<br />

مُرتَجِفَةٍ،‏ ومرّتْ‏ أناملُها فَمسَّ‏ تْ‏ جَبِنَ‏ الطِّفْلَةِ‏ مَسًّ‏ ا رَفِيقًا،‏ فَإِذَا هُوَ‏ يَنْضَ‏ حُ‏ بِالعَرَقِ‏<br />

الغَزِيرِ،‏ وَقَرَّبَتْ‏ شَ‏ فَتَيْهَا الذّابِلَتَنْ‏ ِ فَقَبَّلَتْ‏ وَجْنَتهَا فَأَلْفَتْهَا حَارَّةً،‏ ال رَ‏ يْ بَ‏ أنَّ‏ الحُمّى<br />

قَدْ‏ عَاوَدَتْهَا.‏<br />

واخْتَلَجَتِ‏ الطِّفْلَةُ‏ يفِ‏ فِرَاشِ‏ هَا،‏ وأَمْسَ‏ كَتْ‏ بِيَدِ‏ جَدَّتِها،‏ وتَشَ‏ بّثَتْ‏ بِهَا كَاَ‏ تَتَشَ‏ بَّثُ‏ بِلُعْبَةٍ‏<br />

صَ‏ غِرَةٍ‏ عَزِيزَةٍ‏ عَلَيْهَا.‏ وخَفَقَ‏ قَلْبُ‏ العَجُوزِ‏ وهيَ‏ تَ‏ ‏ْسَ‏ حُ‏ دَمْعَةً‏ تَرَنَّحَتْ‏ ثُمَّ‏ انْحَدَرَتْ‏ إِىل<br />

جَانبِ‏ أَنْفِهَا.‏<br />

وَظَلَّتْ‏ أمُّ‏ خَلِيلٍ‏ مُؤَرّقَةً‏ ، طَوَالَ‏ اللّيلِ‏ ، وكَانَتْ‏ تَقْرَ‏ بُ‏ مِنَ‏ الطِّفْلَةِ‏ كُلّا هَاجَمَهَا<br />

السُّ‏ عَالُ‏ ، وتُصْ‏ غِي خَائِفَةً‏ إِىل نَفَسِ‏ هَا الضّ‏ عِيفِ‏ املُرَ‏ ‏َدِّدِ.‏ وتُ‏ ‏ِرُّ‏ يَدَهَا املُرْتَجِفَةَ‏ بَنْ‏ َ الفَيْنَةِ‏<br />

والفَيْنَةِ،‏ عَىَ‏ جَبِنِ‏ الطِّفْلَةِ،‏ وتَجْرَ‏ ُّ شَ‏ فَتَاهَا دُعَاءً‏ طَوِيالً.‏<br />

د.‏ بديع حقّي<br />

‏)الرتّ‏ اب الحزين وقصص أخرى(‏<br />

147

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!