الأستاذ لغة عربية 1 جويلية 2016

مادة اللغة العربية
فهم املنطوق ‏)التعبري الشفوي(:‏ 20
سيقرأ عى مسامعك نصّ‏ من نصوص ‏»العياد«‏ عنوانه ‏»اجتالء العيد«‏
للكاتب ‏»مصطفى صادق الرّافعي«‏
اسمعه جيّدا ل :
• تقف عل معانيه،‏ تتفاعل معها،‏ تحسن مناقشتها.‏
• تستخرج أبعاده املتنوّعة قيمه املختلفة.‏
• تتمكّن من التّواصل مشافهة بلغة سليمة متّسقة،‏ منسجمة،‏ وتوفّق إىل حدّ‏
بعيد يف إنتاج نصوص من نفس املضمون والنّمط.‏
اجتالءُ‏ العيد
جاءَ‏ يومُ‏ العيدِ‏ ، يومُ‏ الخُروجِ‏ من الزّمن إىل زمنٍ‏ وحده ال يستمرُّ‏ أكرثَ‏ من يوم.‏
زمنٌ‏ قصيٌ‏ ظريفٌ‏ ضاحكٌ‏ ، تفرضُ‏ هُ‏ الديانُ‏ علَ‏ النَّاسِ‏ ؛ ليكونَ‏ لَهم بن الحنِ‏ والحنِ‏ يومٌ‏
طبيعيُّ‏ يف هذه الحياة التي انتقلت عن طبيعتها.‏
يومُ‏ السَّ‏ الم،‏ والبِشْ‏ ، والضَّ‏ حك،‏ والوفَاء،ِ‏ واإلِخَاءِ،‏ وقولِ‏ اإلنسانِ‏ لإلنسان:‏ وأنتم بِخَيْ‏ ٍ.
يومُ‏ الثّيابِ‏ الجَديدةِ‏ عل الكُلِّ‏ ؛ إشعاراً‏ لهم بأنَّ‏ الوَجْهَ‏ اإلنساينَّ‏ جديدٌ‏ يف هذا اليَوْمِ‏ .
يومُ‏ الزِّينةِ‏ الّتي ال يُرادُ‏ منها إالّ‏ إظهارَ‏ أثَرِهَا عل النَّفس،‏ ليكونَ‏ النّاسُ‏ جميعًا يف يومِ‏ حُبٍّ‏ .
يومُ‏ العيدِ‏ ؛ يومُ‏ تَقْديمِ‏ الحَلْوى إىلَ‏ كُلِّ‏ فمٍ‏ لِتحلوَ‏ الكلاتُ‏ فيه...‏
يومٌ‏ تعُمُّ‏ فيه النّاسَ‏ ألفاظُ‏ الدُّعَاءِ‏ والتّهنئةِ‏ مُرْتَفِعةً‏ بقُوّة إلهيّةٍ‏ فوقَ‏ مَنَازَعَاتِ‏ الحَيَاةِ.‏
ذلك اليومُ‏ الّذي يَنْظُرُ‏ فِيهِ‏ اإلنسانُ‏ إىلَ‏ نَفْسِ‏ هِ‏ نظرةً‏ تلمحُ‏ السّ‏ عادَةَ،‏ وإىل أهله نظرةً‏ تبصُ‏
اإلعزَازَ،‏ وإىل دارِه نظرةً‏ تُدركُ‏ الجالَ‏ ، وإىل النَّاس نظرةً‏ ترى الصّ‏ داقةَ.‏
ومن كلِّ‏ هَذه النّظراتِ‏ تستَوي لَهُ‏ النّظرةُ‏ الجميلةُ‏ إىل الحيَاةِ‏ والعَالَم؛ فتبتهِجُ‏ نَفْسُ‏ هُ‏ بالعَالَم
‏ِوالحَيَاةِ.‏
وخرجتُ‏ أجتيل العيد يف مظهره الحقيقي عل هؤالء الطفال السّ‏ عداء.‏
عل هذه الوجوه النّرضة الّتي كربِ‏ ‏َتْ‏ فيها ابتسامات الرَّضاع فصارت ضَ‏ حِ‏ كات.‏
هؤالء املجتمعون يف ثيابهم الجديدة املصَ‏ بَّغة اجتاع قَوس قُزَحَ‏ يف ألوانه.‏
ثيابٌ‏ عَمِلتْ‏ فيها املصانع والقلوب،‏ فال يتمُّ‏ جالها إالّ‏ بأنْ‏ يراها الب والمّ‏ عل أطفالها.‏
ثيابٌ‏ جديدةٌ‏ يلبسونها،‏ فيكونون هم أنفسهم ثوباً‏ جديداً‏ عل الدّنيا.‏
هؤالء السَّ‏ حَرةُ‏ الصّ‏ غار الّذين يُخرِجون لنفسهم معنى الكَنزِ‏ الثّمن من قرشن...‏
ويَسْ‏ حَرونَ‏ العيدَ‏ فإذا هو يومٌ‏ صغرٌ‏ مثلُهم جاءَ‏ يدعوهم إىل اللَّعِب.‏
وينتبهون يف هذا اليوم مع الفجر،‏ فيبقى الفجرُ‏ عل قلوبهم إىل غُروب الشمس.‏
مصطفى صادق الرافعي
‏)وحي القلم(‏
133