gaer_eahwdieeat
gaer_eahwdieeat
gaer_eahwdieeat
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
الصهيونية غير اليهودية<br />
كان بلفور يشترك مع كثير من الصهيوني غير اليهود في حيرتهم في<br />
كيفية التوفيق ب فكرت متناقضت ظاهريا فقد كانوا من ناحية يبدون<br />
إعجابهم بالجنس اليهودي حتى إن بلفور وصفهم ذات مرة بأنهم ا أكثر<br />
شعوب البشرية نبوغا منذ إغريقي القرن الخامس ايلادي (٤١) ولكنهم من<br />
ناحية أخرى لم يكونوا قادرين على التسليم ب «انفصاليتهم» عن محيطهم<br />
غير اليهودي. وكان الصهيونيون غير اليهود يظهرون «نوعا من الحب للسامية<br />
الذي يؤكد على يز اليهود وكان ذلك يتضمن أن التحرر قد ألحق بهم<br />
أذى لأنه طمس هويتهم كأمة» (٤١) .<br />
وأجابت الصهيونية عل تلك الحيرة ح قبلت يهودية اليهود التي لا<br />
تذوب في غيرها كشرط ضروري. وأهمية الصهيونية للعالم غير اليهودي<br />
كما يقومها بلفور تكمن في «محاولتها التقليل من الويلات الأبدية التي<br />
أصابت الحضارة الغربية نتيجة وجود جسم كان يعتبر غريبا بل معاديا<br />
ولكنها في الوقت نفسه غير قادرة على إبعاده أو استيعابه» (٤٣) .<br />
وبعد أن فشل مشروع أوغندا رضي بلفور بفلسط كحد متغير في<br />
اعادلة الصهيونية. ومع أن مشروع تشامبرل لتوط اليهود في شرق<br />
إفريقيا كان نابعا عن نية طيبة إلا أن عيبه الكبير أنه لم يكن صهيونيا. أما<br />
فلسط فقد كانت في صهيونية بلفور العنصر الذي لا غنى عنه ولم<br />
يكن يخفي تصوره حول مستقبل سكان فلسط العرب فقد جاء في مذكرته<br />
«بالنسبة لسورية وفلسط وما ب النهرين»:<br />
ليس في نيتنا حتى مراعاة مشاعر سكان فلسط الحالي مع أن<br />
اللجنة الأمريكية لمحاول استقصاءها. إن القوى الأربع الكبرى ملتزمة<br />
بالصهيونية. وسواء أكانت الصهيونية عل حق أم على باطل ص جيدة أم<br />
سيئة فإنها متأصلة الجذور في التقاليد القدة العهد والحاجات الحالية<br />
وآمال استقبل وهي ذات أهمية تفوق بكثير رغبات وميول السبعمائة ألف<br />
عر بي الذين يسكنون الآن هذه الأرض ا لقدة. (٤٤)<br />
أما بالنسبة للاستيطان اليهودي في فلسط فقد أوصى في الجزء<br />
الأخير من هذه اذكرة:<br />
إذا كان للصهيونية أن تؤثر على اشكلة اليهودية في العالم فينبغي أن<br />
تكون فلسط متاحة لأكبر عدد من اهاجرين اليهود. ولذا فإن من ارغوب<br />
108