gaer_eahwdieeat

الصهيونية غير اليهودية
أصاب أرض فلسط التي كانت ذات يوم حديقة البشرية يعزى للإسلام (١٩) .
وجاء في واحد من أشهر كتب الرحلات وأوسعها انتشارا في القرن الثامن
عشر أن السكان البدو ‏«قوم سيئون جدا»‏ لا يوثق بهم كما أنهم مخربون
ومتطفلون على البلاد (٢٠) .
وكان السكان اسيحيون كذلك موضع استهزاء مارساتهم الدينية
الخرافية كتقديس بعض الأماكن والآثار بل إن بعض اتشكك الأواثل
في الدين كانوا يرفضون دخول كنيسة اهد ويصفون عبادة الرهبان وتقبيلهم
للآثار اقدسة بأنها ‏«تخريف غريب من الحماقات الرومية»‏ (٢١) .
أما سكان فلسط من اليهود والشعوب الأخرى فقد كانوا يحظون
بالاحترام وكانوا يعتبرون مثالي حتى من قبل الرحالة العقلاني الذين
لم يكونوا يهتمون بالشعب اليهودي.‏ ولدى دراسة هذا الأدب يتب أنه عمل
عن غير قصد على استمرار تعزيز الارتباط ب اليهود وفلسط وهو
الاتجاه الذي كان يسير فيه اللاهوتيون البر وتستانت.‏
سفر الرؤيا وعصر الثورة
كان القرن السابع عشر هو العصر الذهبي للأدب الديني الألفي والأفكار
اللاهوتية اتعلقة بعودة اليهود.‏ ومع أن هذا الأدب كان أقل كما خلال
النصف الأول من القرن الثامن عشر إلا أنه بقي ذا أثر كما كان من قبل.‏
ومع نهاية القرن الثامن عشر قذفت اطابع سيلا جديدا من الأدب
الديني الجدلي وبخاصة ذلك الجدل العنيف الذي كان دائرا ب جوزيف
برستلي الصهيوني اسيحي وخصمه اليهودي دافيد ليفي الذي كان يرفض
اباد اسيحية اتعلقة بالعصر الألفي السعيد.‏ وقد رد ليفي في كتابه
‏«رسائل للدكتور برستلي ردا على رسائله لليهود»‏ معطيا الإجابة اليهودية
على كل الشكوك ب غير اليهود الذين كانوا يربطون ب اليهود وعودتهم
إلى فلسط‏.‏ وقد رفض ليفي حتى مجرد التفكير في التحول للمسيحية
وأهم من ذلك أنه هاجهم عودة قومه مؤكدا أن عليهم أن يحققوا مهمة
الخلاص وهم مشتتون بدلا من العودة إلى وطن قومي لهم.‏
ومع أن هذه الأفكار لم تكن مألوفة ب اليهود أنفسهم إلا أن اؤمن
الجدد بالعصر الألفي السعيد حظوا بتأييد واسع من الشعب اسيحي:‏ ..
58