gaer_eahwdieeat
gaer_eahwdieeat
gaer_eahwdieeat
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
نسأة الصهيونية غير اليهودية<br />
أن أوغسط وضع حدا لهذه اشكلة في كتابه «مدينة الله» حتى القرن<br />
السادس عشر على الأقل فقد فسر أوغسط فكرة العصر الألفي السعيد<br />
مجازا بأنها حالة روحية وصلت إليها الكنيسة في عيد العنصرة أي بعد<br />
موت وبعث اسيح. وكانت حركة الأقليات شبه الطائفية التي سبقت عهد<br />
الإصلاح الديني والتي كانت تعبر عن حنينها للعصر الألفي السعيد مضطرة<br />
للبقاء سرية بسب اضطهاد الكنيسة في روما لها واعتبار تعاليمها كفرا (٢٥)<br />
لم تتعمق حركة بعث الشعب اليهودي في تعاليم هذه الحركات التي<br />
كانت تنتظر اعتناق اليهود للمسيحية سريعا (٢٦) . ومع أن فكرة العصر الألفي<br />
السعيد لم تسد حتى في أوساط الفئات البروتستانتية الرئيسة (حيث<br />
استمر لوثر وكالفن مثلا على التمسك بتعاليم أوغسط حول هذه الفكرة)<br />
إلا أنها ظهرت في أوساط الجماهير وتسربت أفكارها إليهم. واستمرت<br />
هذه الحركة في استقطاب أنصار لها في كل فترات التاريخ التي تلت حركة<br />
الإصلاح الديني إلى أن بلغت ذروتها في القرن العشرين في مذهب العصمة<br />
الحرفية الأمريكي الذي يصر على أن إسرائيل هي التحقيق الواقعي للنبوءة<br />
في العصر الحديث.<br />
العصر الألفي السعيد في عهد النهضة<br />
أفرزت حركة الإصلاح الديني عقلية وجدت نفسها مفتونة بهذا التاريخ<br />
الحي. وكان يعتقد أن حركة الإصلاح نفسها نقطة تحول تشير إلى قرب<br />
نهاية الزمان. وقد أثبتت أوروبا التي كانت تحت وطأة الحروب الطاحنة<br />
لعدة قرون أنها أرض خصبة ثل هذه العلامات الأخروية. وكان الاضطهاد<br />
الشديد الذي يتعرض له كثير من الفرق البروتستانتية على يد الكنيسة<br />
الرسمية يفسر بأنه علامة أخرى من علامات نهاية الزمان. في هذا الإطار<br />
حظيت النبوءات التوراتية الكثيرة عن مستقبل إسرائيل بأهمية كبرى وغدا<br />
كثير من الفرق مقتنعا بأن تحقق النبوءات يشمل اليهود اعاصرين بشكل أو<br />
بآخر.<br />
وفي نهاية القرن السادس عشر تقريبا ظهر أول أثر أدبي مطبوع عن<br />
التفكر في العصر الألفي السعيد وبعث اليهود وانتشر في أوروبا وبخاصة<br />
في الجزر البريطانية حيث كانت حركة الإصلاح الديني قد وطدت أقدامها<br />
29