gaer_eahwdieeat
gaer_eahwdieeat
gaer_eahwdieeat
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
نسأة الصهيونية غير اليهودية<br />
لليهود بدخول دولة بروتستانتية ينبغي ألا يكون «قانونيا» فحسب بل «أمرا<br />
نفعيا» (٦٢) .<br />
كان الكسب التجاري هو الحافز لكرومويل لفعل ما فعله إذ أن الحرب<br />
الأهلية التي سبقت العهد البيوريتاني ألحقت ضررا بليغا ركز إنجلترا<br />
كقوة تجارية وبحرية وكانت طبقة التجار البيوريتاني تشعر بالغيرة من<br />
الأان الذين وجدوا الفرصة سانحة للسيطرة على الطرق التجارية للشرق<br />
الأدنى والأقصى. وكان معروفا آنذاك أن لليهود الأان فضلا في اتساع<br />
التجارة الأانية مع بداية القرن السابع عشر. وعندما وافق كرومويل على<br />
السماح لليهود بدخول إنجلترا من جديد كان منهمكا بسلسلة من الحروب<br />
التجارية مع البرتغال والأراضي انخفضة وإسبانيا. وكان لدى كل من هذه<br />
الدول جماعة يهودية مهمة معروفة بثروتها ومواهبها التجارية وقيامها<br />
بعقود أعمال في الخارج. وعلى ذلك فالتجار اليهود في إنجلترا «قد يسدون<br />
خدمات له بعملهم جواسيس يزودونه علومات عن السياسات التجارية<br />
للدول انافسة له وعن اؤامرات التي يدبرها أنصار الكية في الخارج<br />
بفضل اتصالاتهم وتنقهلم في أوروبا (٦٣) وكان هناك حافز أخر وهو رؤوس<br />
الأموال الضخمة التي كن أن يجلبها اليهود معهم لاستثمارها في الصناعة<br />
الإنجليزية.<br />
أما على استوى الديني فقد كان اهتمام كرومويل بجمع اليهود في<br />
إنجلترا يفوق اهتمامه بجمعهم في صهيون ونظرا لأن إنجلترا في عهده لم<br />
تكن إمبراطورية بريطانية بعد فان اهتماماته لم تكن استعمارية بل تجارية<br />
محضة. وكانت الصهيونية البيوريتانية قانعة بإعادة اليهود مستقبلا إلى<br />
فلسط ولم تكن ترى أن لإنجلترا دورا سياسيا في تحقيق تلك العودة<br />
اللهم إلا إذا كانت عودة اليهود لإنجلترا خطوة على هذا الطريق. وبقيت<br />
فكرة عودة اليهود إلى فلسط «كمقدمة لعودة اسيح انتظر» تحتل مكانة<br />
راسخة في العقيدة الدينية للبروتستانتية. وأصبحت هذه الفكرة تستغل<br />
فيما بعد كستار للمصالح الاستعمارية في فلسط التي ارتبطت باتطلبات<br />
الأساسية للإمبراطورية.<br />
تضاءلت أهمية العبرية في الحياة الإنجليزية في أعقاب موت كرومويل<br />
عام ١٦٥٨ لكنها لم تفقد جاذبيتها بالنسبة لكثير من اسيحي اتعاطف<br />
41