gaer_eahwdieeat

الصهيونية غير اليهودية
وماسحي الأراضيى وعلماء الآثار واغامرين برحلات إلى فلسط وعادوا
منها بتقارير عن نتائج أبحاثهم ‏«العلمية»‏ التي لم تكن في معظم الحالات
أكثر من استنتاجات معروفة.‏ لقد أبصروا هناك مكانوا يريدون روايته
وهو الاهمال والدمار اللذين أصابا بلادا كانت مزدهرة ذات يوم.‏ وكان اللوم
على ما أصاب فلسط من بؤس ينصب بطبيعة الحال على ‏«القبائل العربية
البدائية»‏ التي لم تكن ميزاتها تعدو ‏«الكسل والغباء اطبق»‏ والتي كانت
عاجزة اما عن تصريف شؤونها بله شؤون أرض كفلسط ذات مستقبل
مزدهر يبشر بالخير.‏
وفي مقابل ذلك نرى اليهود أصحاب الأرض ‏«الشرعي لكن الغائب‏»‏
الذين اعترت عودتهم إليها الحل الوحيد ا تواجهه فلسط من مشكلات.‏
وشيا مع هذا الاعتقاد الصهيوني اتأصل الجذور كتب الجيولوجي الشهير
١٨٨٨ في أعقاب رحلة ميدانية إلى
جون وليم دوسن
فلسط‏:‏
لم تستطع أمة أن تقيم كيانا لها في فلسط كأمة حتى الآن ولم يكن
هناك وحدة قومية أو روح وطنية.‏ أما القبائل الفقيرة اؤلفة من عناصر
شتى...‏ فقد أقامت فيها مجرد مستأجرين وأصحاب أرض مؤقت في
انتظار أولئك اؤهل لتملك الأرض بشكل دائم.‏
وهكذا يتب أنه ح كان يتعلق الأمر بفلسط واليهود فإنه حتى
العلماء اللا إراديون يكنون مشاعر بيوريتانية في وجهة نظرهم الصهيونية.‏
إن أية دراسة علمية صادقة عن واقع الحال في فلسط كانت ستكشف
مجموعة مغايرة من الحقائق أولها أن حالة اليهود القلائل الذين كانوا
يعيشون في فلسط آنذاك لم تكن أفضل من حال الغالبية العرب هناك
كما لم تكن تبشر بالخير أكثر من غيرها ذلك أن السادة الأتراك كانوا
يسخرون الفريق اللذين يعيشان نتيجة لذلك حياة بائسة.‏ ولم يكن هناك
ما يشير إلى أن ما يسمى بالروح القومية اليهودية كانت في طور الإعداد
بل إن الدراسات التاريخية اليهودية وحتى الصهيونية تظهر عكس ذلك (٣) .
ولذا كان لابد أن تأتي ابادرات الإستعمارية الأولى من الصهيوني غير
اليهود الأغيار وكان ينبغي ايجاد حقائق إذا لم تكن موجودة فعلا وهذا
بدوره إيذان بتحذيرات الصهيونية اليهودية في القرن العشرين.‏
(٢)
J. W. Dawson عام
94