19.12.2015 Views

حرية التعبير

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

<strong>حرية</strong> التعبري<br />

الإعلان العاملي لحقوق الإنسان<br />

لكل إنسان الحق في <strong>حرية</strong> الرأي والتعبري،‏ ويشمل هذا الحق <strong>حرية</strong> اعتناق الآراء دون أي تدخل،‏<br />

واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأي وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية.‏<br />

املادة (١٩) من الإعلان العاملي<br />

لحقوق الإنسان،‏ الأمم املتحدة ١٩٤٨<br />

تشري كلتا الحالتني إلى الأهمية البالغة ملبدأ <strong>حرية</strong> الكلام،‏ لكنهما في الوقت نفسه اعتراف<br />

بمدى الوهن الذي قد تصل إليه هذه ال<strong>حرية</strong> إن لم تحظ بالحماية،‏ كان الغرض املفترض<br />

من ‏«التعديل الأول»‏ منع الحكومة املركزية من التعدي على هذا الجانب؛ فهو حصن ضد<br />

استخدام الرقابة كما لو كانت أداة شرعية ملنع انتقاد سياسات الحكومة،‏ تصعب مقاومة<br />

الرغبة في استخدام القانون أو القوة لتكميم أفواه الخصوم من أي نوع،‏ ودون وجود<br />

<strong>حرية</strong> تمك ِّن من انتقاد من يمثلوننا ومساءلتهم،‏ قد تتحول الأنظمة الديمقراطية إلى أنظمة<br />

استبدادية،‏ لكن الحكومات ليست وحدها من يقيد <strong>حرية</strong> الكلام،‏ وليس الكلام السياسي<br />

وحده هو ما يستلزم الحماية.‏<br />

بالرغم من أني سأناقش عددًا من القضايا القانونية،‏ فإن هذا الكتاب لا يدور حول<br />

‏«قانون حقوق الإنسان»‏ أو تفسري ‏«التعديل الأول»،‏ هدفي هو طرح عرض نقدي للحجج<br />

الأساسية املتعلقة ب<strong>حرية</strong> الكلام وقيمته وحدوده،‏ فعندما أناقش قوانني معينة يكون<br />

هذا عادةً‏ في سياق شأن فلسفي أشمل حول التفسري الأخلاقي لهذه القوانني،‏ فالأسئلة<br />

الرئيسية التي توج ِّه هذا الكتاب هي أسئلة أخلاقية،‏ مثل:‏ ‏«ما قيمة <strong>حرية</strong> الكلام؟»‏ و«ما<br />

الحدود التي ينبغي تعيينها ل<strong>حرية</strong> الكلام؟»‏ هناك اهتمام لدى كل البشر بالسماح لهم<br />

بالتعبري عن أنفسهم،‏ والحصول على فرصة لرؤية التعبري الحر للآخرين والاستماع إليه<br />

وقراءته،‏ ول<strong>حرية</strong> الكلام أهمية خاصة داخل املجتمعات الديمقراطية.‏<br />

الإيمان بأهمية <strong>حرية</strong> الكلام ليس عقيدة موروثة من ‏«عصر التنوير»،‏ بالرغم من<br />

تأكيد البعض على أنه كذلك،‏ اعتقد كارل ماركس أن الحقوق الليبرالية تميل إلى الحفاظ<br />

على مصالح البرجوازية الفردية بدلاً‏ من املصالح الدائمة للإنسانية،‏ وأنا لا أتفق مع ذلك؛<br />

فإعلان الحق في <strong>حرية</strong> كلام شاملة ليس مجرد وسيلة لحماية كلام من يشغلون مواقع<br />

السلطة؛ اقتصادية كانت أو سياسية.‏<br />

10

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!