حرية التعبير
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
<strong>حرية</strong> التعبري<br />
أن تُعارَض آراؤه بواسطة أي شيء يعرض على الإنترنت. يحصل مستخدم الإنترنت يوميٍّا<br />
على صحيفة يومية شخصية، وهي مختارات ملائمة للأذواق الشخصية، يقول سنشتاين<br />
إنه إذا طبق عدد هائل من الأفراد مثل هذا الوصول الانتقائي الشخصي لأفكار الآخرين،<br />
فإن شروط الديمقراطية الصحية لن تتحقق، وهذا الرأي لا يؤيد إجبار الأفراد على<br />
استخدام الإنترنت على نحو معني، لأن هذا سيكون مثالاً غري مقبول على الأبوية، غري أن<br />
شبكة الإنترنت تزيد من أخطار الاستماع فحسب إلى ما تريد الاستماع إليه.<br />
ردٍّا على سنشتاين يمكننا الإشارة إلى أننا جميعًا نغربل الأفكار التي نتعرض لها<br />
في الوقت الحاضر، فأنا لا أشترك في مجلات عنصرية ولا أقرأ كتبًا عن العلاج املثلي، فأنا<br />
أقرأ الصحف التي أرى موقف رؤساء تحريرها مناسبًا، وأختلط بأشخاص يشاركونني<br />
الكثري من آرائي، في قراءاتي عبر الإنترنت — إلى حد ما بسبب وجود كثري من املحتوى<br />
املجاني، والسهولة الكبرية في الوصول إليه، وحيادية محركات البحث في عرضها للأشياء<br />
املتعلقة بموضوع معني — تمكنت في الواقع من قراءة كم أكبر من الآراء يفوق ما كنت<br />
سأقرأ حال عدم وجود الإنترنت، ولأن الإنترنت تشجع على الحوار بدلاً من مجرد التلقي<br />
السلبي للأفكار — من خلال خواص التعليق في املدونات واملناقشات في غرف املحادثة<br />
وما إلى ذلك — فمتى أنشر أي شيء جدلي على مدونة أتلقى تعليقات تصنف في فئة الكلام<br />
املضاد؛ أيْ ردودًا ممن لديهم مجموعة مختلفة تمامًا من املعتقدات، هذا الرد مستند على<br />
ملاحظات عارضة، لكنه يشري إلى أن مخاوف سنشتاين بشأن إمكانية تسبب الإنترنت<br />
في تضييق العقول، تحتاج إلى دراسة تجريبية لإثبات هل يميل الأفراد بالفعل لاستخدام<br />
الإنترنت على هذا النحو أم لا.<br />
(4) الأبوية تجاه الأطفال<br />
أحد الأمور الأخرى املقلقة بشأن شبكة الإنترنت هو أنها تصعب كثريًا من التحكم في<br />
وصول الأطفال — مثلاً — إلى املواد الإباحية، وإلى سبل للتواصل مع الغرباء، وكل ما<br />
يصاحب ذلك من أخطار، ومرة أخرى، ربما يكون هذا جانبًا مؤقتًا لهذا الوسط، وربما<br />
تقلل برامج حماية ومراقبة الأطفال الأكثر تطورًا هذه املخاطر في املستقبل القريب، مع<br />
ذلك، في الوقت الحاضر هناك أسباب تدعو إلى حظر أنواع معينة من املواقع كنوع من<br />
الحماية للأطفال، حتى وإن كان هذا يقيد <strong>حرية</strong> الكلام لدى بعض البالغني، على سبيل<br />
املثال — كما ذكرنا آنفًا — هناك الكثري من املواقع وغرف املحادثة املؤيدة لفقدان الشهية<br />
84