حرية التعبير

حرية الكلام
للمقاضاة بموجب هذا القانون؛ حيث أدينت لإلقائها علنيٍّا أسماء من قُتلوا في العراق منذ
الغزو الأخري دون تصريح من الشرطة،‏ كان يمكن لوثيقة الحقوق أن تجعل من الصعب
بل حتى من املستحيل على الحكومة فرض مثل هذا التشريع،‏ ربما يُشار منطقيٍّا إلى أن
مجرد تحديد منطقة إقصاء قدرها كيلومتر واحد — كما حدث — يمكن أن يتبعه بسهولة
زيادة نطاقها لتصل إلى اثنني أو ثلاثة كيلومترات،‏ أو ربما يؤدي إلى وضع قوانني مماثلة
قرب أهداف محتملة للإرهاب،‏ ففي هذه الحالة ربما لا يؤدي املنحدر الزلق بالضرورة إلى
الاستبداد،‏ لكنه قد ينزع حريات مهمة ممن يعيشون في اململكة املتحدة؛ حريات قد تعيق
أو على الأقل تضعف التظاهر السياسي،‏ في هذا النوع من الحجج تكمن القيمة الكبرى
للدستور في وجود صعوبة كبرية في تفعيل مثل هذه القوانني الإضافية وتوسيع نطاقها.‏
(7) الحجج النفعية والأخلاقية لحرية الكلام
إجمالاً‏ ، يوجد نوعان من الحجج املستخدمة للدفاع عن حرية الكلام،‏ تقوم الحجج النفعية
على زعم أن الحفاظ على حرية الكلام ينتج عنه نوع من الفوائد امللموسة،‏ سواء من حيث
زيادة السعادة الشخصية،‏ أو ازدهار املجتمع،‏ أو حتى فوائد اقتصادية،‏ فعلى سبيل املثال،‏
أشار ألكساندر ميكلجون إلى أن القيمة الرئيسية لحرية الكلام هي تشجيعها لنوعية
الحوار الضروري لعمل الديمقراطية بفعالية،‏ فلكي يستطيع املواطنون اتخاذ قرارات
صائبة،‏ يحتاجون إلى التعرض لكم كبري من الأفكار،‏ وتسمح حرية الكلام للمواطنني
بالتعرف على أفكار متنوعة من أشخاص يؤمنون بها حقٍّا،‏ هذه النقطة الأخرية مهمة؛ إذ
إن املمارسني لدور محامي الشيطان نادرًا ما يتخيلون أنفسهم في موقف املؤمن الحقيقي
واملتحمس للرأي الذي يتبناه،‏ فالهدف املثالي هو الاستماع لآراء معارضة من معارضني
فعليني،‏ لا ممن يحاكون هذا الدور.‏
تتوقف مثل هذه الحجج على العواقب،‏ وعليه فإن الإجابة عن السؤال املتعلق بما إذا
كانت حرية الكلام تنفع املجتمع أو الأفراد على نحو ما أم لا؛ هي إجابة تخضع للتجربة،‏
هناك إجابة صحيحة — سواء أكنا نعلمها أم لا — ويمكن اكتشافها من حيث املبدأ من
خلال بحث النتائج املحتملة والفعلية،‏ والجانب السلبي لهذا املنهج هو أنه إذا تبني أن
النتائج املفيدة املفترضة لحرية الكلام لا تتحقق في الواقع،‏ فسيختفي مبرر الحفاظ على
حرية الكلام.‏
21