حرية التعبير

الرقابة على املواد الإباحية
من النشاط الجنسي املنصوص عليه في سيناريو،‏ لكن في ظل وجود موافقة ضمنية ممن
يشاهَ‏ دون.‏ إن الشخص الذي يقدم لك ثقب الباب ويعرض لك العمل لا يعبر عن أفكار،‏
وإنما يقدم لك طريقة لرؤية أمر ربما لا تستطيع رؤيته بوسيلة أخرى،‏ فالأمر أشبه
بتوجيه شخص ما انتباهك لشيء معني.‏
ربما يؤيد وصف كندال والتون لطبيعة التصوير الفوتوغرافي هذا الرأي عن طبيعة
املواد الإباحية الفوتوغرافية،‏ فقد أشار إلى أن الواقعية الفوتوغرافية تختلف عن الواقعية
في الأشكال الأخرى لصناعة الصور،‏ فهو يرى أن الصور الفوتوغرافية تسمح لنا فعليٍّا
برؤية ما كان موجودًا أمام العدسة،‏ باملعنى غري املجازي لكلمة ‏«رؤية»،‏ ووفقًا لهذا
الوصف فإن صورة فوتوغرافية لنشاط جنسي تسمح لنا برؤية هذا النشاط،‏ وسواء أكان
والتون محقٍّا بشأن هذا الوصف أم لا ‏(وأعتقد أنه ليس محقٍّا)،‏ يمكننا التأكيد على أن
نوع الرسالة املضم َّنة في املواد الإباحية الصريحة تختلف اختلافًا مميزًا عن أمثلة الكلام
التي يسعى مبدأ حرية الكلام لحمايتها.‏
توجد حجج منفصلة حول سبب ضرورة تمتع البالغني الذين يريدون مثل هذه
الصور بحرية الوصول إليها،‏ وربما لا ينبغي للحكومات أن تصدر قوانني ضد هذه
املواد،‏ شريطة ألا يتعرض أحد للأذى في إنتاجها،‏ ينطبق هذا بالطبع على املواد الإباحية
غري العنيفة،‏ يحصل ملايني من الناس على متعة كبرية من هذه املواد،‏ وتكون بالنسبة
لبعض الأشخاص املصدر الأساسي للإشباع الجنسي،‏ إلا أنه بناء على هذا لا تدخل هذه
املواد ضمن مناقشات حرية الكلام،‏ فتقول الحجة إنه إذا لم تكن املواد الإباحية كلامًا
أو وسيلة للتواصل بأي حال من الأحوال،‏ فيجب معاملتها كقضية أخلاقية منفصلة.‏
تبنى فريدريك شاور هذا الرأي،‏ واستخدم حجة مختلفة بعض الشيء للوصول إلى هذا
الاستنتاج،‏ فكان رأيه أن الفيلم الإباحي الصريح ربما يشبه في تأثريه أداة الاهتزاز:‏ ‏«إن
املواد الإباحية الصريحة تكون في أقصى حالاتها أداة جنسية،‏ لا أكثر ولا أقل …» فهو يرى
استخدام املواد الإباحية الصريحة بمنزلة نشاط جنسي فعلي،‏ وعلى الرغم من أن الإثارة
تنتج عن أشياء مرئية بدلاً‏ من اللمس،‏ فهذا الأمر غري ذي صلة؛ فلا الأدوات الجنسية
ولا املواد الإباحية الصريحة تحقق تواصلاً‏ على النحو نفسه الذي تقوم به عادةً‏ اللغة أو
الصور.‏ املواد الإباحية الصريحة هي بديل جنسي وشكل من أشكال الإثارة الجنسية،‏ إذا
كان شاور محقٍّا بشأن هذا الأمر،‏ فلا علاقة للمواد الإباحية الصريحة بحرية الكلام إذن.‏
ترفض كاثرين ماكينون أيضً‏ ا — التي قادت حملة لعدة سنوات ضد املواد الإباحية
— فكرة أن املواد الإباحية يجب أن يحميها مبدأ حرية الكلام،‏ كانت كاثرين مسئولة —
63