حرية التعبير

حرية التعبري
في بوله والتقط له صورة أسماها ‏«تبو ُّل املسيح»،‏ شعر كثري من املسيحيني بالإساءة
الشديدة بسبب هذا العمل الاستفزازي املتعمد،‏ في الواقع طُرحت تساؤلات في مجلس
الشيوخ الأمريكي عن استحقاق هذا الفنان الفوز بتمويل عام على عمله،‏ ادعى بعض
الذين سخروا من صورة ‏«تبول املسيح»‏ أن سريانو ليس فنانًا،‏ ربما في اعتراف غري
مباشر منهم بحُجة أن الفن يستحق حماية خاصة من الرقابة.‏
باملثل،‏ وبالرغم من أنه للوهلة الأولى تبدو لوحة كريس أوفيلي في عام ١٩٩٦ للسيدة
العذراء غري مسيئة بقدر كبري،‏ فإن ثدي العذراء الأيمن مرسوم باستخدام روث فيل
وخلفية الصورة مزخرفة بصور لأجزاء من الجسم مأخوذة من مجلات إباحية،‏ مرة
أخرى وجد العديد من املسيحيني هذا العمل مسيئًا،‏ وعندما سافرت اللوحة إلى متحف
بروكلني للفنون كجزء من معرض ‏«سينسيشن»‏ في عام ١٩٩٩، اعترى عمدة نيويورك في
هذا الوقت — رودولف جولياني — غضب شديد بسبب هذا املزج الشديد بني التجديف
الواضح والتصوير الجنسي الصريح،‏ فاعتبره هجومًا على وجه التحديد على الكاثوليكية
الرومانية،‏ وهدد بالامتناع عن دفع سبعة ملايني دولار من التمويل العام للمتحف بسبب
هذه اللوحة،‏ مع أنه أُجبر فيما بعد على التراجع عن قراره.‏
شعر كثريون في عالم الفن بالهلع من محاولة فرض رقابة على الفن،‏ وادعوا أن
الفن ينبغي أن يكون منيعًا ضد هذا النوع من النقد،‏ مع ذلك توجد حجة قوية تقول إن
الرقابة هي عمل خاطئ في حد ذاته،‏ وليس فكرة فرض الرقابة على الفن تحديدًا،‏ ففي
املجتمع املتحضر،‏ ينبغي حماية حرية توجيه الإساءة،‏ لكن لا توجد أسباب قوية لجعل
الفن حالة خاصة،‏ وحمايته من الرقابة ملجرد كونه فنٍّا.‏
هوامش
(1) © Time & Life Pictures/Getty Images.
(2) © Andres Serrano, Courtesy of Yvon Lambert Paris, New York.
78