حرية التعبير
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
<strong>حرية</strong> التعبري<br />
(6) حجة املنحدر الزلق<br />
مع ذلك ربما يجب الاعتراض على جميع القيود املفروضة على <strong>حرية</strong> الكلام تقريبًا، على<br />
أساس أن السماح للحكومة بتقييد مثل هذه ال<strong>حرية</strong> الأساسية يعني التوجه نحو منحدر<br />
زلق ينتهي حتمًا بالوصول إلى الاستبدادية، ودون «وثيقة الحقوق» ربما تكون اململكة<br />
املتحدة أكثر عرضة لهذا مقارنة بالولايات املتحدة. الواقع أن عدم الثقة في الحكومات<br />
وقدرتها على الرقابة على أسس عقلانية تشكل حافزًا مهمٍّا للدفاع عن مبدأ <strong>حرية</strong> الكلام،<br />
إلا أن وجود مبدأ مثل «التعديل الأول» له مشكلاته املصاحبة؛ فهو مثل أي مبدأ يتسع ملدى<br />
عريض من التفسريات — تمامًا كما أوضح فقه قانون «التعديل الأول» — في ظل وجود<br />
نقاشات محتدمة حول تطبيق مبدأ <strong>حرية</strong> التعبري الذي تحميه هذه املادة الدستورية،<br />
وحول القيود املفروضة عليه.<br />
تشتمل فوائد الحفاظ على <strong>حرية</strong> الكلام — وفقًا لحجة املنحدر الزلق — على الحماية<br />
من الانزلاق إلى نظام استبدادي أو على الأقل نظام شبيه به، يقترح هذا الأسلوب ضرورة<br />
حفاظنا على <strong>حرية</strong> الكلام بسبب التبعات الحميدة التي تنتج عن ذلك، غري أنه يسهل<br />
تفنيد الصور املبالغة في التبسيط لهذه الحجة، ربما تكون املنحدرات الزلقة زلقة نوعًا<br />
ما، وفي بعض الحالات يحتمل أن يتشبث أحد برأيه ويقول «هنا وكفى.» بعبارة أخرى،<br />
حقيقة اتخاذ حكومة ما قرارًا بإعطاء أهمية للأمن القومي تفوق أهمية <strong>حرية</strong> الكلام في<br />
بعض الحالات، لا تعني أن هذه الحكومة الديمقراطية ستتحول حتمًا إلى نظام استبدادي،<br />
فاملسألة هنا تجريبية وتدور حول مدى الانحدار في مثل هذه الظروف، فحقيقة أنه يمكننا<br />
الانتقال من دولة ديمقراطية مفتوحة إلى دولة استبدادية من خلال سلسلة من الأفعال<br />
الصغرية، لا تعني بالضرورة أننا إذا اتخذنا خطوة واحدة بعيدًا عن الديمقراطية املفتوحة<br />
فسينتهي بنا الحال إلى الاستبدادية. ولصياغة الأمر بطريقة أخرى، واستكمالاً للصورة<br />
البلاغية، يمكننا القول إن هذه املنحدرات ربما تكون زلقة نوعًا ما أو حادة الانحدار أو<br />
قليلة الارتفاع، لا بد من وجود مزيد من الأدلة التجريبية لتأييد زعم الانحدار الحتمي نحو<br />
الاستبدادية، أما النقد الآخر فيتمثل في أننا بعيدون بالفعل إلى حد ما عن املجتمع الذي<br />
يكفل <strong>حرية</strong> الكلام تمامًا، ومع ذلك لا يبدو أننا نندفع في اتجاه الاستبدادية.<br />
بالرغم من ذلك، لا تزال لحجة املنحدر الزلق ثقلها، ففي اململكة املتحدة، فُرض<br />
قانون جديد عام ٢٠٠٥ (قانون الجرائم الخطرية املنظ َّمة والشرطة) يحظر التظاهر<br />
العام على بعد مسافة كيلومتر من مبنى البرملان، كانت مايا إيفانز من أوائل من تعرضوا<br />
20