حرية التعبير
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
<strong>حرية</strong> التعبري<br />
مع أندريا دوركني — عن صدور مرسوم طُب ِّق على الفور بمدينة إنديانا بوليس، وكان من<br />
املفترض أن يجعل صناعة املواد الإباحية ونشرها وبيعها غري قانوني، غري أنه حُكم عليه<br />
فيما بعد بأنه غري دستوري على أساس أسباب تتعلق بالتعديل الأول. أشارت كاثرين في<br />
كتابها «مجرد كلمات» إلى أن املواد الإباحية الصريحة تمثل أحد أشكال إخضاع املرأة،<br />
وليست مجرد نوع من التعبري؛ لذا ينبغي استبعادها من املناقشات الخاصة ب<strong>حرية</strong> الكلام<br />
تمامًا، فهي ترى أن وصف املواد الإباحية بأنها كلام هو «كذبة»، وتضيف أيضً ا أنه في<br />
حال تقديم تعريف أكثر دقة للمواد الإباحية، سيظهر الفرق الواضح بينها وبني أنواع<br />
التواصل التي تستحق فعليٍّا حماية <strong>حرية</strong> الكلام في مجالات التعبري السياسي والتعليمي<br />
والفني والأدبي، وترى أن مجرد الدخول في نقاش حول ما إذا كان ينبغي اعتبار املواد<br />
الإباحية إحدى قضايا <strong>حرية</strong> الكلام ربما يكون ضارٍّا:<br />
التعامل بجدية مع الادعاء بأن هذا الشكل من ممارسة الاعتداء الجنسي وعدم<br />
املساواة، أو وسيلة الاستعباد هذه، هو نوع من الرأي أو املناقشة — حتى<br />
ولو لتفنيده — يسهم إلى حد ما في التزييف القانوني والفكري لهذا الادعاء،<br />
يكون هذا بمنزلة التعامل مع هذا الرأي كأن ما يدعيه صحيح — من كونه<br />
رأيًا في نقاش صادق — بدلاً من معاملته على أساس حقيقته؛ أنه ستار يبيح<br />
الاستغلال الجنسي.<br />
لكن على النقيض من هذه الآراء يمكن استخدام الصور والأفلام الإباحية في توصيل<br />
أفكار — على نحو مباشر أو غري مباشر — وإن كان هذا لا يحدث عادةً، ربما لا تكون<br />
الأفكار التي تعبر عنها املواد الإباحية متعمقة دائمًا، وربما يكون بعضها مسيئًا لكثري<br />
من الأشخاص، يحتمل أن تكون هذه الأفكار عن التحرر الجنسي، أو ربما تكون أفكارًا<br />
هد َّامة عن أدوار الرجال أو النساء، أو ربما تكون أفكارًا استفزازية بشأن حدود الرقابة،<br />
إلا أن املواد الإباحية — بما في ذلك املواد الإباحية الصريحة — يمكن أن تعبر أحيانًا عن<br />
أفكار يجب السماح لها بالدخول في سوق الأفكار، بالإضافة إلى ذلك، فإنه من مبادئ<br />
الليبرالية أنك إذا التزمت ب<strong>حرية</strong> الكلام وتقب ُّل التنوع، فلا يجب عليك إذن فرض رقابة<br />
على أي رأي ملجرد أنك تراه مسيئًا أو بغيضً ا أو تافهًا أو لأنك تعترض عليه أو لأنه<br />
منفر لك أخلاقيٍّا، فهذا بمنزلة حكم مسبق على الرأي قبل أن تتاح له فرصة الإسهام في<br />
النقاش. يجب أن يكون موقف الدولة محايدًا بشأن الأفكار املتنافسة، وإلا فإن شكلاً من<br />
64