حرية التعبير
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
<strong>حرية</strong> التعبري<br />
أن: (أ) الحقيقة مهمة، و(ب) مهما وصل مدى تأكد الشخص من معرفته للحقيقة فلا<br />
يزال رأيه يحتمل الخطأ، يرى مِ ل أن وجود سوق حر للأفكار سيزيد من احتمال تحقيق<br />
أفضل النتائج متمثلة في تجلي ِّ الحقيقة واستبعاد الخطأ، والحقيقة مفيدة للجميع،<br />
بالإضافة لذلك، فإن عملية الحوار النشط في ظل وجود آراء متباينة يعيد الحيوية للآراء<br />
التي ربما تُعتنق دون تفكري في حالات أخرى.<br />
سوف تتسبب القيود على <strong>حرية</strong> الكلام في تقويض هذه العملية، ومن ثم تقدم<br />
نتائج لا قيمة لها، فحد ُّ <strong>حرية</strong> الكلام يجب أن يكون املرحلة التي يُحر َّض فيها على أذى<br />
الآخرين، إذن فالفوائد التي تعود على املجتمع والأفراد من جراء تقبل <strong>حرية</strong> تعبري شاملة<br />
تكون عظيمة، أما خسائر قمعها فتكون هائلة.<br />
يهتم مِ ل على وجه الخصوص بضرورة عدم إسكات آراء الأقلية ملجرد أن عددًا قليلاً<br />
من الأفراد يعتنقونها، فللأفكار غري الشائعة فائدة محتملة تعود على البشرية كلها، حتى<br />
وإن كان يعتنقها فرد واحد فحسب:<br />
إنِ اجتمع البشر كلهم عدا شخص واحد على رأي واحد، لا يحق لهم إسكات<br />
هذا الشخص، تمامًا كما لا يحق له — في حال امتلاكه للسلطة — إسكاتهم.<br />
ويبرر مِ ل ذلك بأنه في حال صحة رأي هذا الشخص، سيفقد البشر فرصة استبدال<br />
الحقيقة بالخطأ، أما إذا كان رأيه خاطئًا، فإننا نفقد فرصة تعزيز الحقيقة من خلال<br />
صدامها مع الخطأ، فلكل رأي أهمية؛ إما لأنه صواب، أو لأنه — بالرغم من خطئه —<br />
يعزز الحقيقة ويسهم في ظهورها.<br />
(1-2) حجة العصمة من الخطأ<br />
أي شخص يُسكت شخصً ا آخر لأنه يرى رأيه خطأً يفترض في نفسه العصمة من الخطأ،<br />
فيكون على يقني تام بأنه على صواب بشأن هذا الأمر. هذا ما يراه مِ ل، مع ذلك يشري إلى<br />
أن حالة التأكد النفسية لا تضمن — بأي حال من الأحوال — صحة ما نشعر بالتأكد<br />
منه، فعلى املستوى الفردي، نحن نرتكب أخطاءً حتى في املسائل التي لا جدال فيها، وعلى<br />
املستوى الجمعي تبنت أجيال كاملة أخطاء أساسية بشأن حقائق، مثل دوران الأرض<br />
حول الشمس، وأسباب الأمراض واملجاعات، كان جاليليو محقٍّا، لكن من أسكتوه كانوا<br />
واثقني تمامًا من خطئه.<br />
30