حرية التعبير

More documents

Recommendations

Info

حرية الكلام في عصر الإنترنت أطال قانون حقوق النشر — في املقابل عن عمد — مدة حماية مصالح أصحاب الحقوق،‏ انزعج ليسيج وغريه من املدافعني عن حقوق املستخدمني على وجه الخصوص مما يُطلق عليه قانون ‏«سوني بونو»‏ في الولايات املتحدة،‏ الذي أطال الفترة الزمنية التي تظل فيها الأعمال خاضعة لحقوق النشر بعد وفاة أصحابها،‏ يرغب ليسيج في إيجاد عالم تكون فيه امللكية الفكرية متاحة للاستخدام العام.‏ مبرر استعمال قوانني حقوق النشر من الأساس هو أنها تحمي مصالح املبدعني والناشرين،‏ وتشجع املبدعني على الإبداع من خلال إتاحتها إمكانية جني الأموال من وراء النشاط الإبداعي،‏ وهذا حل وسط عملي بني مصالح املجموعتني،‏ فمن دون حقوق النشر يجد الكُت َّاب والفنانون صعوبة بالغة في كسب قوتهم،‏ وستختفي الكثري من محفزات الإبداع.‏ مع ذلك لا ينبغي أن تكون قوانني حقوق النشر متحيزة بالكامل للمبدعني،‏ يهدف املشرعون إلى تحقيق توازن بني مصالح املبدعني وغريهم من أصحاب الحقوق ‏(مثل الناشرين)،‏ ومصالح املستخدمني،‏ فاملستخدمون يريدون أن يتمكنوا من الوصول إلى الأفكار والأعمال الفنية الخاصة بعصرهم،‏ ويرغب الكثري منهم في التمتع بالقدرة على إعادة استخدام هذه الأعمال جزئيٍّا أو كليٍّا،‏ في اململكة املتحدة وباقي أنحاء أوروبا يظل حق التأليف الأدبي في ملكية املؤلف مدة سبعني سنة بعد وفاته،‏ قبل دخول العمل فيما بعد ضمن امللكية العامة،‏ وهذه الفترة طويلة بكل املقاييس،‏ وهي إلى حد بعيد نتيجة اتخاذ قانون الاتحاد الأوروبي لأطول قانون لحقوق النشر بعد الوفاة ‏(وهو قانون أملانيا)‏ كأساس لتشريع يشمل كل أنحاء أوروبا،‏ بعبارة أخرى،‏ كان هذا حلاٍّ‏ وسطًا عمليٍّا آخر كجزء من التوفيق بني النظم القانونية املختلفة،‏ أكثر من كونه رقمًا يمكن تبريره بسهولة على أي أسس أخلاقية،‏ أو على أساس تقديمه أي حوافز على الإبداع.‏ هل يجب على املدافعني عن حرية الكلام أن ينضموا للورنس ليسيج وغريه فيما يسمى بحركة ‏«الحقوق املتروكة»،‏ من أجل تقليل حماية الأعمال الأدبية والإبداعية الأخرى وزيادة احتمال استخدامها؟ يتطلب هذا الأمر تعديلاً‏ جذريٍّا لتشريعات حقوق النشر القائمة،‏ وربما يؤذي املصالح الاقتصادية للكت َّاب والناشرين على حد سواء.‏ يرى املؤمنون بمذهب العواقب أن السؤال الأساسي في هذا النقاش يدور حول ما إذا كانت زيادة حرية استخدام أقوال الآخرين ينتج عنها فوائد أكبر مما ينتج عن حقوق النشر الحالية أو عن شيء من إعادة النظر فيها،‏ ويقوم الرأي املعتدل على إدخال تغيريات 89
حرية التعبري طفيفة على قوانني حقوق النشر الحالية من أجل إحداث توازن أكثر عدلاً‏ يسمح بحرية أكبر في استخدام أقوال الآخرين وصورهم من املسموح به حاليٍّا،‏ لكن مع الإبقاء على الحافز املادي للكت َّاب والفنانني الذي يكون مهمٍّا للغاية للكثريين منهم،‏ ربما يقتضي هذا وجود عدد من الاستثناءات املتعلقة بإعادة الاستخدام الإبداعي لأقوال الآخرين،‏ ربما يصعب تطبيق مثل هذا التغيري ومراقبة تنفيذه،‏ أما الرأي املتطرف فيشري إلى رفع كل القيود القانونية على إعادة الاستخدام،‏ وتغيري طبيعة امللكية الفكرية،‏ بحيث يؤدي التعبري عن فكرة ما إلى إتاحتها على الفور بوصفها ملكية عامة.‏ من وجهة نظر املستخدم — وأي شخص آخر ملتزم بأقصى درجات حرية الكلام املمكنة — يبدو الرأي املتطرف جذابًا،‏ بالطبع سيكون من الأفضل للبشرية أن تصبح كل الأفكار متداولة بحرية ويسهل الوصول إليها بواسطة الإنترنت،‏ فيمكن لهذا الأمر أن يطلق العنان للإبداع،‏ تخيل حرية الكاتب في استخدام أعمال الكُتاب العظام من املاضي القريب أساسً‏ ا لأعماله،‏ وتجميعها وإعادة طباعتها كما يشاء،‏ مؤكد أن الأفكار والتعبري عنها هما الإرث املشترك املهم الذي نملكه،‏ وكلما زاد عدد من يصلون إلى هذه الأفكار وزادت حرية استخدامهم لها،‏ كان هذا أفضل.‏ بالرغم من ذلك توجد مشاكل أساسية ترتبط بتطبيق هذا الأمر على أرض الواقع،‏ فريى كثريون أن تبن ِّي املنهج املتطرف يعني املخاطرة بالتقويض الكامل للأساس الاقتصادي لإنتاج النصوص املكتوبة وتوزيعها،‏ ينطبق الأمر نفسه على كثري من أنواع الصور،‏ مثل الصور الفوتوغرافية،‏ فالكثري من الكُت َّاب يشرعون في الكتابة من أجل نوع من املكافأة،‏ باملثل يكسب كثري من املصورين رزقهم من التصريح بإعادة استخدام صورهم،‏ فإذا لم تتح لهم فرصة الحصول على املال مباشرةً‏ من إعادة استخدام الآخرين لأعمالهم،‏ فإن مصدرًا محتملاً‏ كبريًا للدخل سيختفي،‏ ودون وجود هذا النوع من الحافز املادي،‏ سيتوقف كثري من الكُت َّاب أيضً‏ ا عن الكتابة أو سيُجبرون على تقليل إنتاجهم.‏ إن مهنة الكاتب مهنة غري مستقرة من الناحية الاقتصادية؛ حيث يحصل كثري من الكت َّاب فعليٍّا على أقل من الدخل املتوسط.‏ توجد حجة أخرى في هذا السياق تقوم على مبدأ ‏«العدالة الطبيعية»،‏ فلماذا يستفيد من يعتمد على التجميع كثريًا من الجهد الفكري لآخرين؟ في مجال امللكية املادية لا يُجبر أصحاب امللكية دائمًا ‏(باستثناء حالات خاصة مثلما يحدث عندما يمر طريق عام داخل أراضيهم)‏ على السماح بالاستخدام الحر العام ملا يملكونه،‏ ملاذا إذن يكون الوضع 90
Page 2:
حرية التعبير
Page 5 and 6:
Free Speech Nigel Warburton حري
Page 8:
تمهيد هدفي في هذا ا
Page 11 and 12:
حرية التعبري الإع
Page 13 and 14:
حرية التعبري أجل غا
Page 15 and 16:
حرية التعبري كلمات
Page 17 and 18:
حرية التعبري املؤ
Page 19 and 20:
حرية التعبري شكل 1-1:
Page 21 and 22:
حرية التعبري (6) حجة
Page 23 and 24:
حرية التعبري تنتقل
Page 25 and 26:
حرية التعبري شكل 2-1:
Page 28 and 29:
الفصل الثاني سوق حر
Page 30 and 31:
سوق حر للأفكار ما
Page 32 and 33:
سوق حر للأفكار على
Page 34 and 35:
سوق حر للأفكار ينب
Page 36 and 37:
سوق حر للأفكار (3) م
Page 38 and 39:
سوق حر للأفكار إرف
Page 40 and 41: سوق حر للأفكار شكل
Page 42 and 43: سوق حر للأفكار الر
Page 44: سوق حر للأفكار ‏«
Page 47 and 48: حرية التعبري غضبًا
Page 49 and 50: حرية التعبري وقد تح
Page 51 and 52: حرية التعبري شكل 1-3:
Page 53 and 54: حرية التعبري مصدر ث
Page 55 and 56: حرية التعبري من بني
Page 57 and 58: حرية التعبري تمامً
Page 59 and 60: حرية التعبري الخطا
Page 62 and 63: الفصل الرابع الرقا
Page 64 and 65: الرقابة على املواد
Page 80 and 81: الفصل الخامس حرية ا
Page 82 and 83: حرية الكلام في عصر
Page 92: حرية الكلام في عصر
Page 95 and 96: حرية التعبري أشار ك
Page 97 and 98: حرية التعبري شكل 1:
Page 99 and 100: حرية التعبري هوامش
Page 101 and 102: حرية التعبري ١٩٤٨:
Page 103 and 104: حرية التعبري The “best
Page 105 and 106: حرية التعبري الفصل
Page 107: حرية التعبري legal and c
show all

حرية التعبير

Create successful ePaper yourself

Delete template?

Save as template?