19.12.2015 Views

حرية التعبير

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

سوق حر للأفكار<br />

الرقابة على الصور الإباحية،‏ على سبيل املثال — وهي موضوع أحد الفصول اللاحقة — لا<br />

تكون عادةً‏ مناقشات حول صحة أو خطأ ما يُصو َّر،‏ فمقاطع الفيديو الإباحية الصريحة<br />

تعمد إلى التصوير الدقيق للأفعال التي تحدث أمام الكامريا،‏ فاللقطات التي يقذف<br />

فيها رجل املني بوضوح هي علامة على إثارة حقيقية،‏ فهي تبدد الشك في أن املمثلني<br />

ينفذون سلسلة من الحركات املصممة دون التأثر بالأفعال التي يؤدونها،‏ وهي تستغل<br />

القدرة الوثائقية للتصوير الفوتوغرافي على الإشارة ضمنيٍّا إلى حقيقة،‏ من أجل التعبري<br />

عن وقائع،‏ ومن الصعب نقل حجج مِ‏ ل إلى هذا السياق،‏ إلا إذا اعتبرنا أن املواد الإباحية<br />

تؤكد على رأي عام بشأن إتاحة النساء ‏(أو الرجال)‏ ملمارسة الجنس على سبيل املثال،‏ أو<br />

أنها — كما أشار بعض أنصار املساواة بني الجنسني — تقدم رسالة خاطئة برغبة كل<br />

النساء في الاستعباد الجنسي،‏ وتشجع مباشرةً‏ على ارتكاب جرائم مثل الاغتصاب،‏ في مثل<br />

هذه الحالة يجري توصيل الاعتقاد العام عبر مثال محدد،‏ فيعبر الجزء عن الكل.‏<br />

(6) حجج ‏«الحرمان من املنصة»‏<br />

يبدو أنه بناء على آراء مِ‏ ل عن <strong>حرية</strong> الكلام وأهمية الأكاذيب التي يعبر َّ عنها عن قناعة،‏<br />

ينبغي علينا العمل بنشاط على توفري منبر ملن نختلف معهم أشد الخلاف،‏ فهذه وسيلة<br />

عامة لتعريض آرائنا لأصعب اختبار؛ اصطدامها بخطأٍ‏ معتنَق عن إيمان،‏ أشار بعض<br />

الأشخاص — سواء تأثرًا بآراء مِ‏ ل أم لا — لأمر مشابه،‏ فعلى سبيل املثال،‏ في مناظرة<br />

أجريت في عام ٢٠٠٧ حول موضوع <strong>حرية</strong> الكلام في جمعية اتحاد أكسفورد،‏ برر لوك<br />

تريل — رئيس الاتحاد — دعوته لنيك جريفني ‏(عضو الحزب الوطني البريطاني)‏<br />

وديفيد إرفينج،‏ بزعمه أنه من املهم في املناظرات السليمة الاستماع لكل الآراء،‏ حتى إن<br />

كانت بغيضة.‏<br />

يؤمن كثري من الناس بوجود حجج قوية لعدم إعطاء مثل هؤلاء املتحدثني فرصة<br />

اعتلاء املنصة،‏ ربما تكون منصة حقيقية مثل الدعوة إلى جمعية اتحاد أكسفورد،‏ أو<br />

منصة مجازية مثل إعطائهم مساحة في جريدة مرموقة أو إجراء مقابلة معهم للتعبري<br />

عن آرائهم في برنامج إذاعي أو تليفزيوني،‏ يشري معتنقو موقف ‏«الحرمان من املنصة»‏<br />

‏(على سبيل املثال،‏ من خلال التصريح بأنه ‏«لا منصة للعنصريني»‏ أو ‏«لا منصة ملنكري<br />

الهولوكوست»)‏ إلى أنه من الخطأ أخلاقيٍّا لأي شخص إعطاء مثل هؤلاء مصداقية من<br />

خلال السماح لهم بالوصول إلى هذه القنوات من التواصل؛ تلك القنوات التي يكون لها<br />

41

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!