حرية التعبير
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
<strong>حرية</strong> التعبري<br />
وقد تحققت الآن أمنية تاتشيل.<br />
من املحتمل أن ينتهك أي قانون للتجديف الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان. تنص<br />
املادة (١٠) من الاتفاقية على أن «لكل شخص الحق في <strong>حرية</strong> التعبري». إنه حق مشروط،<br />
وقد يُتجاهل بواسطة القرارات التي تؤخذ ملصلحة بعض الأمور، مثل الأمن القومي<br />
ومنع الفوضى أو الجريمة وحماية سمعة أحد الأفراد، واعتبارات أخرى مماثلة، لكن لا<br />
بد من تحقيق التوازن بني املادة (١٠) واملادة (٩) التي تنص على أن «لكل شخص<br />
الحق في <strong>حرية</strong> الفكر والضمري والدين». تجسد هاتان املادتان اعترافًا بأن <strong>حرية</strong> الفرد في<br />
التعبري عن نفسه وحريته في اختيار واعتناق دينه دون تدخل من الآخرين (ويشمل هذا<br />
صراحةً <strong>حرية</strong> الفرد في تغيري دينه)، تمثلان قيمًا مهمة في املجتمع الأوروبي املعاصر،<br />
يرى املؤمنون أن أنواع التعبري التي يُرجح إدانتها بموجب قوانني التجديف هي الأنواع<br />
التي يرون أنها تقيد حريتهم في اتباع دين معني (أو معتقد راسخ) دون تدخل. من<br />
ناحية أخرى، ربما يُفهم أي ُّ تهديد باحتمال مقاضاة التصريحات املناهضة لأحد الأديان<br />
على أنه تقييد واضح ل<strong>حرية</strong> التعبري، وكلما زادت الأديان املحمية من مثل هذا التعبري،<br />
زاد حجم القيود. تكمن املشكلة في تحديد حجم الأهمية التي نعطيها للاعتبارات املذكورة<br />
في املادتني (٩) و(١٠) في حالات معينة، فربما تتعارض أهمية <strong>حرية</strong> الدين والعقيدة<br />
مع أهمية <strong>حرية</strong> الكلام، ولا يوجد حل مباشر محتمل دون إعطاء إحداهما أولوية على<br />
الأخرى، بالإضافة إلى ذلك، فإن ما يشغل الكثريين ليس مجرد الاحتمال البعيد بنجاح<br />
الدعاوى املرفوعة بمقتضى قوانني التجديف، بل إمكانية تشجيع وجود مثل هذا القانون<br />
الناشرين واملنتجني على ممارسة الرقابة الذاتية.<br />
السؤال الأساسي هو: هل يوجد أي أساس منطقي لقانون التجديف، لا سيما في<br />
مجتمع يتألف من أشخاص يتفاوتون كثريًا في وجهات نظرهم الدينية وغري الدينية؟<br />
مشكلة توسيع نطاق قانون محدد كان يطب َّق تاريخيٍّا لحماية كنيسة مسيحية واحدة<br />
فحسب من مثل هذه الإساءة (ومن ثم يمثل في جوهره نوعًا من التمييز) — مثل الجريمة<br />
التي كان يعاقب عليها القانون العام في إنجلترا وويلز والتي ألغيت حديثًا — أنه حال<br />
توسيع نطاق القانون ليحمي كل الأديان الأخرى، سيصبح تنفيذه من الصعوبة بمكان،<br />
فكم ُّ املوضوعات والرموز املقدسة في املسيحية هائل، ولكنه لا يضاهي كم املوضوعات<br />
والرموز املوجودة في املسيحية والإسلام واليهودية والهندوسية معًا، وهناك العديد من<br />
الأديان الأخرى التي ينبغي إدراجها في هذه القائمة. عند وصولنا إلى هذا الحد، سنجد<br />
48