19.12.2015 Views

حرية التعبير

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

<strong>حرية</strong> التعبري<br />

(2) بعض مخاطر الإنترنت<br />

حدد ريتشارد بوسنر أربع سمات لهذه الوسيلة الجديدة لنشر املعلومات يُعتقد أنها ربما<br />

تزيد من مخاطر الكلام غري املسئول،‏ ومن ثم ينبغي أن تؤثر في طريقة تفكرينا في <strong>حرية</strong><br />

التعبري:‏<br />

أولاً‏ : الجهل بالهوية:‏ فالإنترنت تتيح ملستخدمي الرسائل ومنشئيها التستر خلف هوية<br />

مجهولة،‏ وهذا يُسه ِّل كثريًا من إنتاج واستهلاك مواد زائفة وغري قانونية وخطرية،‏<br />

مثل املواد الإباحية للأطفال وخطاب الكراهية.‏<br />

ثانيًا:‏ غياب مراقبة الجودة:‏ فبإمكان أي شخص تقريبًا نشر أي شيء على الإنترنت،‏<br />

يختلف هذا كثريًا عن النشر التقليدي،‏ حيث تغربِل منظومة النشر الكثري من املعلومات<br />

غري الدقيقة واملضللة،‏ أو تحذفها بناء على طلب املحامني قبل طباعة كتاب أو مجلة<br />

أو جريدة،‏ أما على الإنترنت فتُنشر الادعاءات الواهية بنفس الدرجة من السهولة التي<br />

تنشر بها املقالات التي نالت حظٍّا وافرًا من البحث،‏ في الواقع،‏ تطور نوع جديد من<br />

املواقع يطلق عليه ‏«مواقع الشكوى»‏ هدفها الوحيد هو التعبري عن الشحناء،‏ عادةً‏<br />

بصورة تشهريية،‏ وتنتشر الشائعات — التي تكون عادةً‏ غري أكيدة أو زائفة تمامًا<br />

— عن املشاهري انتشارًا هائلاً‏ عبر املدونات،‏ ولو ظهرت مثل هذه الآراء في صحف<br />

منشورة،‏ لتعرض كثري منها للحظر بسبب الضغط القانوني.‏<br />

ثالثًا:‏ الجمهور املحتمل الضخم:‏ فالإنترنت توفر الوصول إلى ملايني القراء واملشاهدين<br />

املحتملني في جميع أنحاء العالم،‏ ويمكن لهذا الأمر أن يزيد من حجم أي ضرر ناجم<br />

عن الكلام.‏<br />

رابعًا:‏ عثور املعادين للمجتمع على أصدقاء لهم:‏ فبوسع ذوي الآراء الغريبة وغري<br />

املعتادة والهدامة والخطرية أن يعثر بعضهم على بعض بسهولة أكبر عبر الإنترنت،‏<br />

ففي حني كان يتعرض صاحب الآراء الغريبة في املاضي إلى العزلة الاجتماعية،‏ في الوقت<br />

الحالي — وبفضل الاتصال عبر غرف املحادثة واملواقع الإلكترونية — أصبح لدى<br />

هؤلاء الأشخاص ‏«الشجاعة ليس للتعبري فحسب عن آرائهم،‏ بل للتصرف على أساسها،‏<br />

فتعززت ثقتهم بأنفسهم من خلال عضويتهم في مجتمع يؤمن بأفكار معينة».‏<br />

يشري بوسنر إلى أن الجهل بالهوية لا يمثل جانبًا دائمًا لهذه الوسيلة،‏ فربما تكون<br />

سمة عابرة،‏ مع ذلك فإنها سمة للعصر الحالي،‏ وهناك تأثري ضمني عملي لهذا الأمر،‏ إذ<br />

80

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!