حرية التعبير
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
<strong>حرية</strong> الكلام في عصر الإنترنت<br />
يصعب للغاية تقييد بعض أنواع التعبري على الإنترنت، والأصعب من ذلك تعقب مصنعي<br />
املواد ومستخدميها، وفيما يتعلق بالأفراد الذين لديهم استعداد لاستخدام أساليب غري<br />
أخلاقية، زادت شبكة الإنترنت كثريًا من <strong>حرية</strong> تواصلهم عبر جميع أنحاء العالم؛ لأن<br />
أخطار التعرض للتعقب تكون أقل من املوجودة في الأساليب التقليدية لنشر الأفكار،<br />
وحتى عندما نرى أن بعض الآراء مليئة بالكراهية أو ربما تحرض على العنف، وأنها<br />
ينبغي أن تخضع للرقابة في الوضع املثالي، فإننا نواجه صعوبات عملية شديدة في تطبيق<br />
هذه الرقابة، يجب علينا — من وجهة النظر الأخلاقية — إدانة أشكال التحريض على<br />
العنف، لكن عمليٍّا ربما لا نتمكن من منع التعبري عنها على الإنترنت، وإذا كان فرض<br />
الرقابة عمليٍّا مستحيلاً ، فإننا سنحتاج إلى تطوير أساليب أخرى لتقليل الضرر الذي<br />
يسببه هذا النوع من التعبري.<br />
أما النقطة الثانية — وهي غياب مراقبة الجودة — فإنها تتغري بسرعة، فكثري<br />
من املواقع الإلكترونية تراقب الجودة، ويكون هذا أساس سمعتها وتهافت القراء عليها،<br />
كذلك تأتي مراقبة الجودة دائمًا بعد النشر في صورة مصدق عليها من جانب املواقع<br />
ذات السمعة الجيدة، لانتمائها عادةً إلى إحدى الجامعات أو إحدى املؤسسات املوثوق<br />
بها، مثل هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أو صحيفة «ذي نيويورك تايمز»، أو<br />
إحدى الهيئات العامة، تُجم ِّع بعض املواقع الإلكترونية — مثل موقع «آرتس آند ليترز<br />
ديلي» (www.aldaily.com) — روابط ملواد عالية الجودة، ومن ثم تفحص جيدًا ما<br />
تقدمه للقارئ، وعليه تُنتج ما يعادل مجلة أدبية، يشري بوسنر مرة أخرى إلى أن غياب<br />
مراقبة الجودة للحد املوجود حاليٍّا ربما يكون أحد الجوانب املؤقتة للإنترنت، مع ذلك،<br />
تكون عواقب ذلك وجود كثري من الادعاءات ذات التأثري الضار املحتمل متداولة على<br />
نطاق واسع، في حني أن وسائل الإعلام املنشورة التقليدية ما كانت لتسمح بتداولها، يرى<br />
من يؤمن بالسوق الحر للأفكار أن التنوع وأشكال التعبري املختلفة نتيجة حميدة لهذه<br />
الوسيلة، إلا أنه في نظر آخرين نتيجة مقلقة للتكنولوجيا الحديثة، فالوسيلة نفسها التي<br />
تسمح بالنشر السريع ملعلومات عن قضايا إنسانية، يمكن استخدامها للترويج لتفجريات<br />
انتحارية، أو نشر ِشائعات زائفة ومدمرة عن الحياة الخاصة لنجوم السينما، مع عدم<br />
وجود فرصة لتصحيح الخطأ.<br />
يؤدي الجمهور املحتمل الهائل للأفكار والصور بالتأكيد إلى زيادة الآثار املحتملة<br />
للنشر، فباستطاعتي نشر رسالة دون أي تكلفة تقريبًا على مدونتي من منزلي، ويمكن<br />
81