17.01.2015 Views

6OqkAteT2

6OqkAteT2

6OqkAteT2

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

في دائرة الضوء<br />

أخبار<br />

قد تكون المجتمعات البحرية التي تعيش بجانب األهداف التعدينية مثل مجالت النفاثات المائية الحرارية معرَّ‏ ضة للخطر.‏<br />

عِ‏ لْ‏ م البحار<br />

كَ‏ شْ‏ ف صحي للتعدين<br />

في أعماق البحار<br />

مشروع أوروبي يقوم بتقييم المخاطر المتوقَّعة على اال أ نظمة البيئية الهشة.‏<br />

كاتيا موسكفيتش<br />

بينما يتزايد زخم المخططات التجارية الستغلل الموارد<br />

المعدنية في القيعان العميقة للبحار،‏ يزداد قلق واهتمام<br />

علماء البحار بمدى الضرر الذي يمكن أن تحدثه هذه<br />

النشاطات على اال أ نظمة البيئية الحساسة،‏ وغير المفهومة<br />

بشكل كامل،‏ التي تزدهر في تلك المناطق.‏ يتجه العلماء<br />

حاليًا نحو البحار،‏ في سياق مشروع يمتد لثلث سنوات بتكلفة<br />

12 مليون يورو )16 مليون دوالر(؛ بهدف التصدي لهذه<br />

المخاوف،‏ وتطوير منظومة من االإ رشادات للصناعة.‏<br />

عادت البعثة البحثية اال أ خيرة من برنامج إدارة آثار<br />

استغلل الموارد الطبيعية في أعماق البحار ‏»ميداس«‏<br />

MIDAS إلى فرنسا في وقت سابق من شهر أغسطس<br />

الماضي،‏ بعد أن استُكشفت منطقة ‏»الكي سترايك«‏ في<br />

النتوء اال أ طلسي المتوسط بالقرب من جزر اال آ زور.‏ في تلك<br />

المنطقة،‏ بدأ أحد فرقاء البحث دراسة إمكانية تأثير أعمدة<br />

الجسيمات،‏ التي قد تنشأ من عمليات التعدين مستقبلً‏<br />

بجانب النفاثات الحرارية المائية الواقعة في قاع البحر،‏<br />

والتي تُعَ‏ دّ‏ مصدرًا ثريًّا للمعادن - على الكائنات التي تعيش<br />

هناك،‏ مثل محار البحر العميق.‏<br />

يقول جوزي سرَازين،‏ المتخصص في علوم البيئة في<br />

أعماق البحار بالمعهد الفرنسي لل أ بحاث البحرية ‏)إفريمر(‏<br />

في بلوزان بفرنسا،‏ الذي يقود البعثة:‏ ‏»هدف تجربتنا هو<br />

اختبار تأثير ترسبات جسيمات الكبريتيد على بِنْيَة ‏)التركيب،‏<br />

والكثافة،‏ والكتلة الحية،‏ والتنوع الحيوي(‏ الكائنات المائية<br />

الحرارية المهيمنة بمجال نفاثات ‏»الكي سترايك«.‏ يجب<br />

أن يساعدنا هذا على اقتراح استراتيجيات للإدارة؛ لحماية<br />

الكائنات الحية الفريدة الموجودة في مناطق انبعاث درجات<br />

الحرارة العالية في قاع البحر«.‏<br />

هناك موارد،‏ مثل الكبريتيدات متعددة الفلزات،‏ توجد<br />

بكميات كبيرة حول النفاثات المائية الحرارية.‏ وقد ظهرت<br />

ال أ ول مرة فكرة تعدين هذه المعادن في ستينات القرن<br />

الماضي،‏ ولكن اال آ ن فقط أصبحت هذه االإمكانية ذات<br />

جدية،‏ بعد أن تراجعت كميات الموارد على سطح اال أ رض<br />

مع زيادة الطلب.‏<br />

ورغم أنه ال توجد مشروعات تعدين قائمة حاليًا،‏<br />

فإن شركة ‏»نوتيلوس«‏ للمعادن في تورنتو بكندا حصلت<br />

على الضوء اال أ خضر من حكومة بابوا غينيا الجديدة<br />

للتعدين على بعد حوالي 50 كيلومترًا من شاطئ بحر<br />

بسمارك،‏ وبعمق حوالي 1.6 كم.‏ وقد تم منح امتيازات<br />

تعدين أخرى في المناطق الشرقية من المحيط الهادئ.‏<br />

ستَستخدم ‏»نوتيلوس«‏ جرّافات قاع البحر لقَطْع ‏،أو حمْ‏ ل<br />

الترسبات،‏ التي سيتم ضخّ‏ ها تباعًا إلى سفينة الدعم.‏<br />

تُعتبر تأثيرات تعدين كهذا مدعاة للقلق،‏ إذ يمكن لهذه<br />

العمليات أن تدمر بشدة المجتمعات الحيوية الحساسة<br />

التي تعيش قرب الجبال الموجودة في قاع البحار،‏<br />

والنفاثات المائية الحرارية،‏ والعقيدات الثرية بالمعادن<br />

في قاع البحر،‏ حسبما يقول ديفيد سانتيلو،‏ عالِم الحياة<br />

البحرية،‏ والعالِم الرئيس في مختبر البحث الخاص<br />

بمنظمة السلم اال أ خضر بجامعة إكستر في بريطانيا.‏<br />

وباالإضافة إلى التدمير الفيزيائي للمَ‏ واطن البيئية،‏ يقول<br />

سانتيلو إن هذا النوع من التعدين يمكن أن يخنق كائنات<br />

أعماق البحار بأعمدة من الرواسب المعلقة.‏ ويمكن أن<br />

تتأثر اال أ نواع الحية أيضً‏ ا بالصوت،‏ والتلوث الضوئي،‏<br />

والتعرض للمعادن السامة والمواد الكيماوية اال أ خرى التي<br />

تطلِ‏ قها عمليات التعدين.‏<br />

تقول عالمة البحار سيندي فان دوفر،‏ مدير مختبر<br />

العلوم البحرية في جامعة ديوك في بيفورت بوالية<br />

نورث كاروالينا،‏ إن شدة هذه التأثيرات تعتمد على عدة<br />

عوامل،‏ منها طبيعة المورد الذي يتم استغلله،‏ وطريقة<br />

االستخراج،‏ لكن أكبر مخاوفها هو الغياب العام للمعرفة<br />

حول العمليات التي تَجري في قاع البحر،‏ والتأثيرات<br />

التراكمية لعدة وقائع تعدين،‏ إذ تقول:‏ ‏»إذا أدركنا منهجية<br />

االإدارة البيئية بشكل خاطئ،‏ فليس مرجَّ‏ حً‏ ا أن نتمكن من<br />

تصحيح أخطائنا«.‏<br />

يتلقى مشروع ‏»ميداس«‏ الذي بدأ في نوفمبر الماضي<br />

9 مليين يورو من االتحاد اال أ وروبي،‏ ويضم ممثلين<br />

عن الصناعة والمنظمات غير الحكومية.‏ يقول فيليب<br />

ويفر،‏ المدير التنفيذي لشركة مستشارو البحار ‏)سيسكِ‏ ب<br />

كونسالتانتس(‏ في رومزي ببريطانيا،‏ الذي ينسق أعمال<br />

مشروع ميداس:‏ ‏»سنحاول التعرف على أفضل الوسائل<br />

للمراقبة قبل التعدين،‏ وأثناءہ،‏ وبعده؛ لتحديد التأثير<br />

الكُلِّي،‏ وقدرة النظام البيئي على استعادة حالته«.‏<br />

تُعتبر الرحلت البحرية الهادفة إلى إجراء التجارب<br />

والحصول على عيِّنات من أعماق البحر جزءًا محوريًّا من<br />

أعمال المشروع.‏ وكانت رحلة بحرية تابعة ل»إفريمر«،‏<br />

على متن السفينة البحثية ‏»بوركوا با«،‏ تمثل المرحلة<br />

اال أ ولى من تجربة تستمر لمدة سنتين؛ الختبار تأثير أعمدة<br />

جسيمات الكبريتيد.‏ قام أعضاء الفريق البحثي بوَزْن<br />

محار البحر الذي وُجِ‏ دَ‏ حول النفاثات المائية الحرارية<br />

على عمق 1.7 كيلومتر،‏ وقاموا بتقييم صحتها العامة.‏<br />

وفي السنة القادمة،‏ سيعود الفريق ليحاكي تأثيرات<br />

أعمدة الجسيمات على محار البحر،‏ ومراقبة استجابتها<br />

لها ‏)الموت،‏ أو الهجرة،‏ أو زيادة اال أ عداد(،‏ عن طريق<br />

المِ‏ جَ‏ سّ‏ ات الحرارية،‏ والكاميرات.‏ وستتم دراسة نتائج<br />

االختبارات عقب العودة إلى الشاطئ.‏<br />

تقوم دراسة ثانية ضمن مشروع ‏»ميداس«‏ بمحاكاة<br />

التأثيرات الممكنة على الحياة البحرية في المياه الضحلة<br />

لخليج بورتمان قبالة الساحل الجنوبي الشرقي الإسبانيا،‏<br />

إذ قام مرفق تعديني موجود على الشاطئ بالتخلص من<br />

النفايات في البحر لثلثة عقود،‏ ويريد الباحثون تقييم كيفية<br />

تأثير النفايات على الكائنات البحرية.‏ يقول عالِم الجيولوجيا<br />

البحرية،‏ ميجيل كانالس أرتيجاس،‏ من جامعة برشلونة في<br />

إسبانيا،‏ الذي يقود البعثة:‏ ‏»نريد أن نشاهد كيف تتصرف<br />

اال أ عمدة المحمَّ‏ لة بالمعادن،‏ وإلى أيّ‏ مدى تنتشر،‏ وما هو<br />

الوقت الذي تستغرقه للستقرار،‏ وهكذا«.‏<br />

وسوف يقدِّ‏ م مشروع ‏»ميداس«‏ تقريره إلى المفوضية<br />

اال أ وروبية في نوفمبر 2016. ■<br />

MARUM, UNIV. BREMEN<br />

الطبعة العربية | أكتوبر | 2014 25<br />

© 2014 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved<br />

تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!