6OqkAteT2
6OqkAteT2
6OqkAteT2
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
أبحاث<br />
أنباء وآراء<br />
ديناميكية األرض<br />
كيف تساعد أعمدةُ الوشاح على تَصَ د ُّ ع الصفائح<br />
نماذج حاسوبية توضِّ ح كيفية تأثر المواد الحارة الصاعدة من باطن اال أ رض بتتونيات الصفائح، منتِ جةً اختالفات غير متوقعة في طبوغرافيا اال أ رض، ومُ عِ ينة<br />
على تَصَ د ع الصفائح القارِّيَّة.<br />
سوزان بيوتر<br />
الجبال العالية والوديان السحيقة معالم<br />
لقاراتنا تخطف ال أ بصار. مثل هذا التباين<br />
في ارتفاع السطح هو نتاج حركات متقاربة<br />
ومتباعدة للصفائح التكتونية التي تشكل<br />
الطبقة الخارجية من ال أ رض؛ الغالف<br />
الصخري. تتراكب فوق هذا المشهد<br />
طبوغرافيا منخفضة على مناطق شاسعة،<br />
أنشأتها حركة بطيئة في باطن ال أ رض. كيف<br />
تتفاعل هاتان العمليتان لتشكيل ال أ رض تحت<br />
أقدامنا؟ في العدد الصادر في الرابع من شهر<br />
سبتمبر الماضي من دورية Nature الدولية<br />
استعرض بروف وجيريا 1 كيف تحوِّل تكتونيات<br />
الصفائح التدفق العميق والمتناسق للوشاح<br />
إلى طبوغرافيا سطح غير منتظمة، ليتعرّضا<br />
للنقاش الدائر عن العوامل التي تدفع إلى<br />
تفكك الصفائح القارِّيَّة.<br />
وشاح ال أ رض، الذي يقع تحت الصفائح<br />
التكتونية، يتحرك ببطء، إلى حد ما كسائل<br />
يحتر. وتأتي حرارة ال أ رض من الحرارة التي<br />
تخلَّفت عن العمليات المكوِّنة للكوكب، ومن<br />
تحلُّل العناصر المشعة مثل اليورانيوم.<br />
تصعد إلى أعلى عبر تدوير هذه المادة ببطء<br />
أعمدةٌ حارة من مادة طافية ودافئة )أعمدة<br />
الوشاح( التي تنقل الحرارة بفاعلية من أعماق<br />
كبيرة إلى السطح . 2,3 هذه ال أ عمدة هي على<br />
ال أ رجح مصدر تدفق الحمم الكبرى، مثل تلك<br />
الموجودة في سيبريا والهند، التي ربما كانت<br />
سببًا في انقراض متعدد لكثير من الكائنات<br />
الحية في الماضي . 4 ل يزال الكشف الحاسم<br />
عن أعمدة الوشاح عسيرًا حتى ال آ ن . 5 وهذا صحيح، ل سيما<br />
بالنسبة لستقصاء أجزائها ال أ عمق، التي يمكن تصويرها<br />
فقط بشكل غير مباشر.<br />
وبالإضافة إلى ذلك.. فإن تأثير أعمدة الوشاح على سطح<br />
ال أ رض أبعد ما يكون عن البساطة، إذ يُعتَقَد أن لال أ عمدة<br />
شكالً متماثالً ينشئ ارتفاعًا دائريًّا للسطح بمجرد مساسه<br />
بصفيحة الغالف الصخري. وعمود هاواي، رغم هذا، يُظهِ ر<br />
أن الوضع قد يكون أكثر تعقيدً ا، حيث تضافرت عوامل<br />
عدة لتخريب التماثل المتوقع في السطح ، 6,7 منها حركة<br />
أفقية للصفيحة، وربما قناة مائلة للعمود، مع حمل حراري<br />
على نطاق صغير في الوشاح ال أ على، وعدم تجانس في<br />
الصفيحة التي فوقه.<br />
والطبوغرافيا الناشئة عن تدفق الوشاح تحدث على<br />
مساحات واسعة، ولكن بمقادير منخفضة، تصل إلى<br />
ارتفاع مئات ال أ متار من السطح على مسافات تتراوح من<br />
مئات إلى آلف الكيلومترات. وإقليميًّا، هذه العالمة مثقلة<br />
بإزاحات سطح كبرى نشأت عن طريق عمليات تكتونية<br />
مثل تَكَوُّن الجبال. لذا.. فالطبوغرافيا الناتجة عن تدفق<br />
خليج عدن<br />
الوشاح عادة ما تتحدد بتخليص طبوغرافيا ال أ رض من آثار<br />
فروق الكثافة الناجمة عن تكتونيات الصفائح. لكن بروف<br />
وجيريا عرضا نماذج مجسمة ثالثية ال أ بعاد )3D( تظهر أن<br />
طبوغرافيا ال أ رض ل يمكن فصلها عادة إلى مساهم عميق،<br />
وآخر ضحل عند النظر إلى تفاعالت الوشاح والصفائح.<br />
هذه هي الحال، ل سيما بالنسبة للصفائح القارية، ال أ كثر<br />
سُ مْ كًا من الصفائح المحيطية التي تتميز بتناوب طبقات<br />
أفقية من مواد قوية وضعيفة. أظهرت تجارب 8 حاسوبية<br />
سابقة، ثنائية البعد 2D، أن الغالف الصخري القارِّي<br />
فوق رأس عمود وشاح يمكن أن ينشئ اختالفات تشبه<br />
القطرة. قد يؤدي التشوه على امتداد الطبقات الضعيفة<br />
داخل الغالف الصخري إلى أنساق هبوط وارتفاع متناوبة<br />
على نطاق ضيق، بدلً من ارتفاع واحد في السطح يشبه<br />
القبة. وباستخدام نماذج ذات دقة عالية لتفاعالت ال أ عمدة<br />
والغالف الصخري، أظهر بروف وجيريا أن هذا يسري أيضً ا<br />
على النماذج ثالثية ال أ بعاد.<br />
هذه النماذج التي تجمع تدفق الوشاح مع التشوه )الذي<br />
تحدثه( تكتونيات الصفائح، تشير إلى ضرورة الكَفّ عن<br />
N<br />
0.5 cm yr –1<br />
1.5 cm yr –1<br />
1.6 cm yr –1<br />
البحر<br />
الأحمر<br />
الصدع الإثيوبي<br />
إقليم<br />
عفار الناري<br />
الكبير<br />
الشكل | 1 طبوغرافية وباثيمترية (قياس اال أ عماق) منطقة عفار. طفحت كميات كبرى من<br />
الصخر الناري عبر إثيوبيا واليمن منذ 30 مليون سنة ماضية. يشكل هذا إقليم عفار الناري<br />
الكبير، وعادةً ما يُعتقد أنه مستمد من عمود وشاح عفار الذي يقع تحت المنطقة. بدأ<br />
التصدع في البحر ال أ حمر، وخليج عدن، وإثيوبيا قبل الحدث البركاني بقليل وبعده. وحاليًا،<br />
تتحرك الصفائح في هذه التصدعات بعيدً ا عن بعضها البعض بنحو 0.5 إلى 1.6 سنتيمترات<br />
في السنة 11 )ال أ سهم الزرقاء(. ومن غير الواضح ما إذا كان هذا التصدع القارِّي قد تَسَ بَّب<br />
في الحدث البركاني، أم كان عمود عفار قد ساعد التصدعات على النشوء. يميل نموذج 1<br />
بروف وجيريا الحاسوبي إلى الحتمال ال أ خير، الذي تموضع فيه التصدع القارِّي فوق عمود<br />
وشاح عفار. اليابسة تظهر بال أ خضر، والمناطق تحت مستوى سطح البحر بال أ زرق. )تم عمل<br />
الخريطة بواسطة برنامج GPlate 12 باستخدام بيانات طبوغرافية وباثيمترية من المركز الوطني<br />
ال أ مريكي للبيانات الجيوفيزيائية 13 ؛ وخطوط إقليم عفار الناري الكبير، حسب مرجع 14.(<br />
النظر إلى إسهامات أي من تكتونيات الصفائح<br />
أو تدفق الوشاح منفردة. وبدلً من هذا.. تتنبأ<br />
النماذج ثالثية ال أ بعاد المركبة بطبوغرافيا<br />
سطح يمكن مقارنتها مباشرة مع ما تم رصده.<br />
ومع ذلك.. فإن مثل هذه المقارنات تكون<br />
صعبة، ل أ ن نتائج بروف وجيريا أظهرت أن<br />
الطبوغرافيا القارية فوق أعمدة الوشاح<br />
ل تتباين في الزمان والمكان فحسب، بل<br />
قد تكون أيضً ا غير متماثلة. ولذا.. يصبح<br />
صعبًا تحديد ارتفاع سطح ذي صلة بأعمدة<br />
الوشاح على نحو واضح، أو حتى استخدام<br />
مشاهَ دات السطح هذه لتحديد خصائص<br />
باطن ال أ رض، مثل اللزوجة.<br />
قد تفضي نماذج تفاعالت ال أ عمدة<br />
والغالف الصخري، مثل التي تخص بروف<br />
وجيريا، إلى جدلية البيضة والدجاجة في<br />
علوم ال أ رض: أيمكن ل أ عمدة الوشاح أن<br />
تسبب مثل هذا الرتفاع والتشوه في قارة،<br />
بحيث تفككها وتنشئ محيطًا جديدً ا؟ أم أن<br />
القارات تتصدع تحت الضغوط الناتجة عن<br />
حركات تكتونيات الصفائح، وتسبِّب عملية<br />
التفكك انبثاق الوشاح الحار من قشرة<br />
المحيط المتكونة؟ كالعادة، الإجابة ستكون<br />
"القليل من كليهما".<br />
غالبًا ما يكون التفكك القاري وثيق الصلة<br />
بطفح صهاري كبير متعدد . 9 فعلى سبيل<br />
المثال.. وقع انفتاح وسط المحيط ال أ طلسي<br />
بعد وقت قصير من تشكل إقليم وسط<br />
ال أ طلسي الصهاري )منذ حوالي مئتي مليون<br />
سنة(، والصهارية والتصدع في منطقة عفار<br />
شمال شرق أفريقيا وثيقا الصلة زمانيًّا ومكانيًّا<br />
)شكل 1(، بيد أنه في أماكن أخرى، يحدث تفكك القارات<br />
دون صهارة كثيرة، على سبيل المثال، في التفكك بين أيبريا<br />
ونيوفاوندلند. وحقيقة حدوث العمليات في الوقت نفسه<br />
ل تحبِّذ سيناريو واحدً ا دون ال آ خر. وهنا تعرض نماذج<br />
بروف وجيريا رؤية جديدة، إذ يبرهن الباحثون على أن<br />
تمدد القارات البطيء ربما ل يؤدي إلى تفكك عندما ل<br />
تحتوي القارات على عدم تجانس موروث من تشوهات<br />
سابقة، مثل صدوع أو تغيرات في قساوة الصخر، لكن<br />
إذا مَ سَّ عمودٌ وشاح قارة بصدد التمدد البطيء بالفعل،<br />
فإنه قد يموضع التشوه؛ ويساعد على تفكك الصفيحة. ول<br />
يتسبب عمود الوشاح وحده في التفكك القاري، ولكنه قد<br />
يكون عامالً حاسمً ا.<br />
قد تنطبق صورة التفكك المدعوم بعمود وشاح هذه<br />
على انفصال النرويج وجرينالند منذ 54 مليون سنة. وهنا،<br />
أدّت أحداث التصدع على مدى بضع مئات من ماليين<br />
السنين إلى تفكك فقط بعد وقت قصير من تشكُّل إقليم<br />
شمال ال أ طلسي الناري. من المثير أن نرى ما إذا كان عمود<br />
بعيد عن تصدع ناشئ قد يؤدي إلى تدفق 10 "تسريب<br />
| 68 أكتوبر | 2014 الطبعة العربية تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية<br />
© 2014 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved