17.01.2015 Views

6OqkAteT2

6OqkAteT2

6OqkAteT2

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

أبحاث<br />

أنباء وآراء<br />

فيزياء المواد المكثفة<br />

زجاج مصنوع من معدن نقي<br />

االإ نجاز التجريبي لمعادن نقية غير متبلورة يفتح الباب الإجراء الدراسات على العمليات اال أ ساسية لتَكَون<br />

الزجاج،‏ كما يشير إلى أن البِ‏ نَى غير المتبلورة هي أثر صيغ المادة المثفة شيوعًا.‏<br />

جان سكرويرز<br />

في العدد الصادر في منتصف شهر أغسطس الماضي من<br />

دورية Nature الدولية،‏ سجَّ‏ ل ماو وزمالؤه ، 1 طريقةً‏ تسمح<br />

لهم بالوصول إلى هدف استعصى على علماء المواد لفترة<br />

طويلة من الزمن،‏ وهو تكوين مواد زجاجية من معادن نقية.‏<br />

ستمكِّن هذه الطريقة من إجراء دراسات،‏ لطالما احتجنا إليها،‏<br />

على تكوُّن الزجاج في ال أ نظمة البسيطة،‏ كما ستسمح بإجراء<br />

نمذجة حاسوبية للعمليات ذات الصلة.‏<br />

ل أ سباب تتعلق بالديناميكا الحرارية،‏ تصبح معظم المواد<br />

السائلة متبلورة حينما تبرد لدرجات حرارة تقل عن درجة حرارة<br />

‏"الإسالة"،‏ وهي درجة الحرارة التي تصبح فوقها المواد سائلة<br />

بشكل كامل.‏ يحدث التبلور في مقاييس زمنية مختلفة،‏ ويمكن<br />

أن يتم تثبيطه بواسطة التبريد السريع للسائل،‏ الذي يؤدي<br />

إلى تكوّن زجاج . 2 وتحدث عملية التزجيج للمواد المختلفة<br />

بمعدلت تبريد حَ‏ رِجة ( c R( متباينة بدرجة كبيرة،‏ الحد ال أ دنى<br />

لمعدل التبريد الضروري لتكوين زجاج.‏<br />

تم تسجيل تكوُّن زجاج في حالة السبائك المعدنية من<br />

قَبل . 3 وتزيد مقدرة السبيكة على تكوين الزجاج مع زيادة<br />

عدد مكوناتها،‏ خصوصً‏ ا إذا ما احتوت على عناصر تختلف<br />

أحجامها الذرية بنسبة تزيد على %12، وإذا ما كان ثمة دافع<br />

ثرموديناميكي لمتزاج هذه العناصر . 4 تتميز بعض السبائك<br />

التي تبدي هذه الخواص،‏ والتي تُعرف باسم زجاج الكتلة<br />

المعدني،‏ بمقدرات عالية على تكوين الزجاج,‏ وتصل قيمة<br />

معدلت التبريد الحرجة الخاصة بها إلى قيم تقل عن 1000<br />

كِلفن في الثانية ‏)أي أن معدل تبريدها يقارب المعدل<br />

الضروري لتكوين البوليمرات غير المتبلورة(.‏ لهذه<br />

المواد أيضً‏ ا سُ‏ مك صبٍّ‏ حرج - وهو السُّ‏ مك ال أ كبر<br />

الذي يمكن عنده استخالص الحرارة بدرجة تكفي<br />

لتفادي التبلور - تزيد قيمته على مليمتر واحد.‏ وحتى<br />

الوقت الحاضر،‏ تم تسجيل تكوُّن مئات السبائك<br />

المعقدة من زجاج الكتلة المعدني.‏<br />

ل تستوفي المعادن النقية الشروط المذكورة<br />

أعاله،‏ ل أ نها تفتقد التعقيد الضروري ‏"لتشويش"‏<br />

عملية التبلور . 5 ونتيجة لذلك..‏ كان يُنظَر إلى هذه<br />

المواد باعتبارها مواد ذات مكونات ضعيفة للزجاج . 6<br />

وحتى تقنيات التبريد الفوري المتقدمة كانت بطيئة<br />

جدًّ‏ ا لتفادي تبلور المعادن النقية السائلة،‏ ما عدا في<br />

بعض الحالت الستثنائية . 7 استحدث ماو وزمالؤه<br />

ال آ ن طريقة تسخين وتبريد فائقة السرعة،‏ تسمح<br />

بتزجيج المعادن النقية السائلة.‏<br />

استخدم المؤلفون أداة تسخين نانوية تجمع بين<br />

قمّ‏ تين معدنيّتين،‏ يصل طول كليهما إلى 100 نانومتر.‏<br />

وتم إنجاز التسخين باستخدام نبضة كهربية قصيرة<br />

‏)استمرت لمدة 4 نانوثانية(،‏ قامت بصهر القمتين<br />

بصورة فورية.‏ تشتّتت بعد ذلك الحرارة بسرعة عبر<br />

العينة المصهورة في اتجاه ال أ داة،‏ مستحثةً‏ معدلت<br />

تبريد تقارب 10 14 كِلفن في الثانية عند مركز العيِّنة.‏<br />

تنبأ الباحثون بحدوث هذه المعدلت المرتفعة<br />

للتبريد على أساس النمذجة الجزيئية-الديناميكية،‏ وقد تسببت<br />

في حدوث تزجيج لجزء من المعادن النقية يصل حجمه إلى<br />

ما يقارب 40 نانومترًا في 50 نانومترًا.‏<br />

والزجاج المعدني مطلوب للتطبيقات التجارية،‏ ل أ نه يُظْهِ‏ ر<br />

خصائص ميكانيكية جذابة،‏ مثل القوة العالية،‏ والمرونة،‏<br />

وسهولة المعالجة . 8 وتمثل نشأة تكوين الزجاج المعدني،‏<br />

والتقدم في الطرق التي تسمح بدراسة الحالة السائلة للمعادن<br />

عند المقاييس الزمنية البطيئة،‏ التي يمكن إجراء التجارب<br />

عندها،‏ مصدرَ‏ إثارة بالنسبة إلى العلوم ال أ ساسية.‏ وقد<br />

مكَّ‏ نت هذه التطورات من دراسة خواص السوائل المعدنية،‏<br />

واستقصاء انتقالها إلى الحالتين المتبلورة والزجاجية،‏ ولكن<br />

حقيقة الحتياج السابق إلى سبائك متعددة المكونات لتكوين<br />

الزجاج عقّدت من دراسة الزجاج المعدني.‏<br />

في ال أ نظمة متعددة المكونات،‏ يعتمد تكوُّن الزجاج على<br />

الفروق ذَرِّيَّة الحجم،‏ وعلى التجاذب ما بين ذرات العناصر<br />

المختلفة.‏ ويتأثر تكون الزجاج كذلك بحقيقة أن التبلور في<br />

السبائك عادة ما يتطلب تغيير التركيب الذري،‏ وهو انتشار<br />

طويل المدى لإ رساء الفرق في التركيب ما بين السائل والطور<br />

المتبلور النامي.‏ ويستغرق هذا التبلور فترة زمنية طويلة،‏ كما<br />

أنه يبطئ من عملية التبلور،‏ ال أ مر الذي يسهل من تكوُّن الزجاج.‏<br />

وكل ذلك يعتم ال أ وجه الرئيسة والشائعة للتزجيج،‏ التي يمكن<br />

مالحظتها في ال أ نظمة البسيطة.‏ ويسمح الفتح العلمي الذي<br />

أنجزه ماو وزمالؤه بدراسة تكوُّن الزجاج في أكثر صيغِ‏ هِ‏ نقاءً،‏<br />

كما أن نتائجهم تؤكد التنبؤات النظرية،‏ وتنبؤات النمذجة،‏<br />

التي تقول بإمكانية تكوُّن الزجاج في المعادن النقية.‏<br />

بلورة<br />

تسخين<br />

سائل<br />

تبريد<br />

بلورة<br />

السطح البيني بين<br />

البلورة والسائل<br />

درس هؤلء الباحثون المعادن التي تتراصّ‏ ذراتها على هيئة<br />

مكعبة مركزية الجسم )bcc( في الطور المتبلور الصلب،‏<br />

لكنْ‏ ما الذي يمكن أن يحدث للمعادن التي تأخذ بِنًى بلورية<br />

مختلفة،‏ من قبيل الهيئة المكعبة مركزية الوجه ‏)‏fcc‏(؟ يتم<br />

تحديد تكوُّن الزجاج فقط بالنمو البلوري في أداة التسخين<br />

التي استخدمها ماو وزمالؤه،‏ كما أن معدلت النمو البلوري<br />

تكون أبطأ بالنسبة لبلورات البِ‏ نَى المكعبة مركزية الجسم عند<br />

مقارنتها ببلورات البِ‏ نَى المكعبة مركزية الوجه.‏ لذلك..‏ يُتوقع<br />

أن تكون قِ‏ يَم معدلت التبريد الحرجة للمعادن ذات البِ‏ نَى<br />

المكعبة مركزية الوجه أعلى حتى من تلك التي سجّ‏ لها ماو<br />

وزمالؤه للمعادن النقية ذات البِ‏ نَى المكعبة مركزية الجسم.‏<br />

تتضمن عملية التبلور في صيغتها ال أ كثر عمومً‏ ا تكوُّن النواة<br />

- التكوين البتدائي لبلورات دقيقة النواة - والنمو.‏ ويتنافس<br />

تكوين الزجاج مع مزيج من هاتين العمليتين،‏ إل أن التبلور<br />

يتقدم عبر النمو في الطور السائل،‏ دون المبرد للسطح البيني<br />

بين البلورة والسائل في تجارب ماو وزمالئه ‏)الشكل 1(. ولذلك..‏<br />

ل يعتمد النمو البلوري على تكوين النواة في نظامهم،‏ وهو ما<br />

يعني أن قِ‏ يَم التبريد الحرجة التي سجلها المؤلفون هي على<br />

ال أ رجح تقديرات زائدة للصيغة ال أ كثر عمومً‏ ا من التزجيج في<br />

المعادن ذات البِ‏ نَى المكعبة مركزية الجسم.‏ ولإشراك عملية<br />

تكوين النواة،‏ ينبغي تفادي الحتكاك المباشر ما بين الطور<br />

السائل،‏ والحدّ‏ البلوري.‏ سيسمح التحقيق التجريبي لما سبق<br />

بدراسة المراحل المبكرة من عملية تكوين النواة،‏ وهي أحد<br />

أكبر ألغاز علم الفيزياء.‏<br />

تم الستقصاء التجريبي لتكوُّن الزجاج في العادة على<br />

عيِّنات كبيرة تزيد عن 10 8 ذرّات,‏ وعند مقاييس زمنية طويلة<br />

تزيد عن ميكروثانية.‏ وعلى العكس،‏ اقتصرت المحاكاة<br />

الجزيئية الديناميكية على عينات صغيرة تقل عن 10 5 ذرّات،‏<br />

ودُرِسَ‏ ت عند فترات زمنية قصيرة ‏)تقل عن 1 نانوثانية(،‏<br />

بسبب القيود التي تفرضها القوة الحاسوبية المتاحة.‏<br />

لذلك..‏ كانت مقدرتنا على التنبؤ بالنتائج التجريبية لمثل<br />

هذه المحاكاة محدودة،‏ بسبب تأثر خواص الزجاج المعدني<br />

بحجم العينة 9 ومعدّ‏ لت التبريد . 10 تسمح لنا طريقة ماو<br />

وزمالئه ال آ ن بإجراء تجارب عند مقاييس مكانية وزمنية شبيهة<br />

بتلك التي تستخدم في المحاكاة.‏ وهذا يفسح<br />

الطريق أمام استكشاف تكوُّن الزجاج ومنافسته<br />

للتبلور.‏ وبال أ خذ في العتبار أن التزجيج سبقت<br />

مالحظته في صهر ال أ يونات،‏ والمحاليل المائية،‏<br />

وصهر السبائك،‏ والسوائل الجزيئية،‏ والبوليمرات،‏<br />

فإن النتائج التي توصلت إلى إمكانية أن تصبح<br />

المعادن النقية زجاجً‏ ا تبيِّن أن البِ‏ نَى غير المتبلورة<br />

هي الهيئات ال أ كثر شيوعًا للمادة المكثفة.‏ ■<br />

جان سكرويرز يعمل بقسم الهندسة الميكانيكية<br />

وعلم المواد بجامعة ييل،‏ نيو هيفن،‏ كونّيتيكت<br />

06511، الوليات المتحدة أ المريكية.‏<br />

اليد الإ لك‏<br />

و‏ : jan.schroers@yale.edu<br />

<br />

5 nm<br />

الشكل | 1 المعدن النقي يكوّن زجاجً‏ ا عبر التبريد فائق السرعة.‏ توضح الصورة<br />

الميكروية جزءًا من تانتالوم مصهور بين منطقتين متبلورتين.‏ يذكر ماو وزمالؤه 1 أن<br />

المناطق المتبلورة تنمو في اتجاه المناطق السائلة ‏)ال أ سهم الزرقاء(‏ عند التبريد<br />

السريع،‏ إلى أن تعجز حركات النمو عن مواكبة المجال الحراري الذي يحدده<br />

معدل التبريد.‏ بعد ذلك،‏ ‏"يتجمد"‏ السائل الموجود في مقدمة السطح البيني<br />

في هيئة زجاج.‏ وعند التسخين،‏ يتحرك السطح البيني بين البلورة والسائل تجاه<br />

ال أ قسام المتبلورة من العيِّنة ‏)ال أ سهم الحمراء(.‏<br />

SCOTT X. MAO<br />

1. Zhong, L., Wang, J., Sheng, H., Zhang, Z. &<br />

Mao, S. X. Nature 512, 177–180 (2014).<br />

2. Angell, C. A. Science 267, 1924–1935 (1995).<br />

3. Klement, W., Willens, R. H. & Duwez, P.<br />

Nature 187, 869–870 (1960).<br />

4. Inoue, A. Acta Mater. 48, 279–306 (2000).<br />

5. Greer, A. L. Nature 366, 303–304 (1993) .<br />

6. Turnbull, D. Contemp. Phys. 10, 473–488 (1969).<br />

7. Bhat, M. H. et al. Nature 448, 787–790 (2007).<br />

8. Schroers, J. Phys. Today 66, 32–37 (2013).<br />

9. Volkert, C. A., Donohue, A. & Spaepen, F.<br />

J. Appl. Phys. 103, 083539 (2008).<br />

10. Kumar, G., Neibecker, P., Liu, Y.-H. & Schroers,<br />

J. Nature Commun. 4, 1536 (2013).<br />

| 72 أكتوبر | 2014 الطبعة العربية تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية<br />

© 2014 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!