20.12.2022 Views

ماكو فضاء حر للابداع -4-2022

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

استحضرت الواحد والعشرين يوماً‏ من املعارك<br />

الضارية التي كان يخوضها اجليش العراقي<br />

يف البصرة والناصرية لردع وإيقاف اجليش<br />

األميركي عن التوغل يف األراضي العراقية<br />

عام 2003، وتلك املعركة املنسية،‏ معركة<br />

الناصرية،‏ التي كادت أن تقلب موازين القوى<br />

وتغير التاريخ،‏ حني جنحت بقايا الفرقة 11<br />

من اجليش العراقي وجيش القدس والفدائيني<br />

يف سحق القوات األمريكية واألسترالية بكامل<br />

أسلحتها،‏ وأوقعت يف األسر عدداً‏ من جنود<br />

املارينز،‏ بينهم اجلندية جسيكا لينش التي ذاع<br />

صيتها إثر عملية إنقاذ مفبركة على طريقة<br />

أفالم هوليوود.‏<br />

واقع احلال أن السيناريو الذي ذكره الطبيب<br />

املتدرب،‏ اخلفر،‏ م.‏ ال.‏ العامل آنذاك يف<br />

مستشفى صدام الكائن يف مدينة الناصرية<br />

جنوب العراق،‏ والذي كان يشرف على عالج<br />

األسيرة اجلريحة،‏ كان مختلفاً‏ متاماً،‏ فقد<br />

أكد الطبيب أنه سلّم األسيرة لألمريكان<br />

بنفسه،‏ بعد أن فقد االتصال بالقوات العراقية<br />

ومسؤولي الدولة،‏ هذا باإلضافة إلى نفاد<br />

األدوية الطبية الالزمة لبقائها على قيد<br />

احلياة.‏<br />

وعن املقاطع التي ظهرت على شاشات القنوات<br />

العاملية،‏ يقول:‏ ‏»سألتهم مستغرباً:‏ ما الغرض<br />

من وراء تصوير مشاهد ‏)األكشن(‏ اإلثارة هذه،‏<br />

وأنا الذي أبلغتكم عن مكان األسيرة لينش<br />

واملستشفى تخلو من البشر؟«.‏<br />

لم يدرك الطبيب أن احلرب إعالمية،‏<br />

والتقارير الصحفية تدير دفة هذه املعارك،‏<br />

ومشاهد تصوير مقطع أو مقطعني من فيلم<br />

‏)الترمنيتر(،‏ ضرورة ملحة لرفع املعنويات بعد<br />

ان حتولوا إلى أضحوكة للعالم بسبب تلك<br />

املشاهد التي نقلتها كاميرات قناة اجلزيرة<br />

القطرية عن معركة الناصرية.‏<br />

وبعد أن قطعت الطائرات األميركية املتطورة<br />

تقنياً‏ االتصاالت،‏ وقامت بتدمير اجلسور<br />

والبنى التحتية بالكامل،‏ وبكاميرا صحفي<br />

أخلّ‏ مبيثاق شرف املهنة،‏ رافق مسرحية سيئة<br />

اإلخراج،‏ حيث جرى عملية إنزال الدبابة<br />

الوحيدة على حدود بغداد،‏ لتُحسَ‏ م النتيجة.‏<br />

لقد خسرنا املعركة يف حدث تاريخي هزلي<br />

مكرر،‏ وفلت زمام مصائرنا منا،‏ ولم نعد جنرؤ<br />

على التشكي،‏ فالعراق مريض،‏ ونحن لسنا<br />

بخير.‏<br />

لم تكسب أميركا الرأي العام يف <strong>حر</strong>بها على<br />

فيتنام،‏ بل فشلت فشالً‏ ذريعاً،‏ هذا فضالً‏ عن<br />

تورطها يف مجموعة من اخلروقات للمعاهدات<br />

الدولية.‏ ورجّ‏ ح املفكرون والساسة،‏ آنذاك،‏<br />

أن السبب يعود إلى فشل اخلطاب اإلعالمي<br />

يف حتييد القضية لصالح الواليات املتحدة<br />

األميركية.‏<br />

وعلى إثر ذلك ظهر منوذجان متنافسان من<br />

النظريات اإلعالمية،‏ وهما نظرية املرآة<br />

ونظرية الرأي النخبوي،‏ وتلخص النظرية<br />

األولى ‏)املرآة(‏ دور الصحافة بصفتها السلطة<br />

الرابعة وفيها يحافظ املراسلون املسؤولون على<br />

حماية قوية ملبادئهم الصحفية املوضوعية،‏<br />

ونقل أحداث احلرب بشكل كامل وصادق،‏<br />

حتى لو تعارض ذلك مع احلكومات املعنية.‏<br />

بينما تدعي نظرية الرأي النخبوي أن وسائل<br />

اإلعالم يف <strong>حر</strong>ب فيتنام كانت قد استخدمت<br />

صالحيتها غير املقيدة لعرض احلقائق بشكل<br />

سلبي.‏ هذا واتهمت النخب األمريكية،‏ مثل<br />

اجلنرال ويستر مورالند والرئيس جونسون<br />

والرئيس نيكسون،‏ وسائل اإلعالم وحملتها<br />

مسؤولية خسارة أميركا املدمرة يف فيتنام.‏ هذا<br />

وقد برر الرئيس كندي موقفه يف أبريل 1961<br />

عندما قال:‏ ‏»يجب على كل صحيفة أن تسأل<br />

نفسها اآلن:‏ هل هذه أخبار؟ وكل ما أقترحه<br />

هو أن تضيف السؤال التالي:‏ ‏»هل هذا يف<br />

مصلحة األمن القومي؟«.‏<br />

ومنذ ذلك احلني فازت نظرية الرأي النخبوي<br />

على منافستها يف احلرب اإلعالمية التي<br />

تشعلها أميركا على خصومها يف أي زمان<br />

ومكان.‏<br />

تنقسم <strong>فضاء</strong>ات جنان إلى داخلية مغلقة<br />

‏)ستوديو(‏ وخارجية اتخذت من الطبيعة<br />

مشاهداً‏ لها.‏ بينما احتلت تفاصيل الطبيعة<br />

املصورة جواً‏ مركز الصدارة يف أعمالها<br />

اخلارجية،‏ ولعب ‏»الراس املتكلم«،‏ أو ما يشبه<br />

‏)البورتريه(‏ املت<strong>حر</strong>ك،‏ دور البطولة يف العديد<br />

من أعمالها الفنية املغلقة،‏ مثل ‏)ألف ليلة<br />

وليلة(‏ و ‏)الرجل احلنون(،‏ و)هي قالت(.‏ وقد<br />

متت استعارة الرأس كنوع من أنواع استلهام أو<br />

استدعاء لطريقة األفالم الوثائقية،‏ حيث تتركز<br />

املعاني يف الكلمة املنطوقة وليس سواها.‏ ال<br />

تنطبق على هذه العروض شروط الفن األدائي<br />

التقليدي،‏ ألننا ال جند تلك الشراكة أو التفاعل<br />

احلقيقي بني الفريق الالعب واملتفرجني،‏ ذلك<br />

ألنها عروض مسجلة وليست حيّة على الهواء.‏<br />

وبالتأكيد خضعت إلى املونتاج وحتكم املخرج<br />

يف صياغة السيناريو املرئي.‏ لكننا نتحدث<br />

عن أداء املمثل بواسطة اجلسد أو الرأس أو<br />

األيادي الخ والصوت يف الدور املسند إليه.‏ من<br />

االنفعاالت واملشاعر التي تبثها جنان وأعضاء<br />

فريقها،‏ نختار العمل املعنون ‏)هي قالت(:‏<br />

توجد خمس سيدات،‏ يتناوبن الظهور يف فرق<br />

تتكون من أزواج،‏ يتبدل أعضاؤها بالتناوب يف<br />

مشاهد الغمغمة التي تظهر على خلفية سوداء،‏<br />

70

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!