20.12.2022 Views

ماكو فضاء حر للابداع -4-2022

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

ولقد عزّزتْ‏ ، بل فتحت التجارب السابقة،‏<br />

الطريق إلى آفاق جديدة متخَّ‏ ضتْ‏ عن مشروع<br />

أطلق عليه Café( )Electronic من قِ‏ بَلِ‏ ‏)كالوي(‏<br />

و)رابينوفيتز(،‏ حيث اعتمد ‏»املقهى اإللكتروني«‏<br />

يف بداياته على شبكات االتصاالت السلكية<br />

والالَّ‏ سلكية التي ربطت ست مجتمعات<br />

متميّزة يف لوس أجنلوس ليتسنَّى لها التواصل<br />

االجتماعي عن بُعْد عن طريق:‏ تبادل الصور،‏<br />

واملعلومات،‏ واملوسيقى،‏ وكتب الشعر،‏ كما هي<br />

منصَّ‏ ات التواصل االجتماعي اليوم.‏<br />

كما استمرت منهجية التواصل والتفاعل<br />

مبساعدة ‏)ناسا(‏ حتى باتت تشكّل املفصل<br />

الرئيس يف النتاجات الفنية يف التسعينيات<br />

من القرن املاضي وما بعدها،‏ وتوالت األعمال<br />

البصرية واألدبية واملسرحية التعاونية،‏<br />

باإلضافة إلى األلعاب،‏ تلك التي أسهمت يف<br />

دراسة العالقات التي تربط األفكار بالصور<br />

املرئية.‏ ثم دخلت اإلمييالت بعد ذلك،‏ عام<br />

1979 لكن بشكل محدود،‏ إذ كانت تقتصر<br />

على األغراض العسكرية فقط،‏ ثم تطورت إلى<br />

النشاطات االجتماعية.‏<br />

ولعلّ‏ جتربة احللم عن بُعْد،‏ تلك التي تعدّ‏<br />

باكورة التجارب السابقة التي قلبت السلوكيات<br />

اإلنسانية رأسً‏ ا على عَقِ‏ ب،‏ وأجهزت على عاملنا<br />

الواقعي بالضربة القاضية،‏ ذلك الذي انهار<br />

سريعًا رافعًا الراية البيضاء أمام منافسه -<br />

شاذّ‏ السلوك،‏ ذلك الغريب املضطرب - ‏»العالم<br />

االفتراضي«.‏ إذْ‏ عرض الفنان البريطاني ‏)بول<br />

سيرمون(‏ ألول مرة يف عام 1992 يف متحف<br />

،)Kiasma( يف فنلندا،‏ عمالً‏ مشتركًا،‏ أو<br />

جتربة الختبار األبعاد الوجدانية لتقنيات<br />

املعلومات وتأثيرها على الفرد.‏ حيث نُفِّذَتِ‏<br />

التجربة يف موقعني،‏ وكانت تفصل بينه واآلخر<br />

مسافات شاسعة،‏ حيث يجلس الشخص األول<br />

على سرير مجهّز بشاشات للعرض،‏ ويتواصل<br />

هذا األول عن طريق الهاتف مع اآلخر يف<br />

املوقع الثاني.‏ بينما زُوِّدَ‏ سرير الثاني بكاميرا<br />

فيديو،‏ ليتم إرسال صور من املوقع الثاني<br />

إلى الشاشات التي نُصِ‏ بَتْ‏ حول السرير يف<br />

املوقع األول.‏ كان اختبار العالقات احلميمية<br />

اإلنسانية يف هذا العمل،‏ مؤثّرًا جِ‏ دًّا،‏ لكنه<br />

رمبا طرح حلوالً‏ جديدة للعالقات اإلنسانية،‏<br />

باألخصّ‏ بعد حتديد ‏»اإليدز«‏ كَوَباء عاملي،‏ كما<br />

قيل عنه آنذاك.‏<br />

ويف العقدين املاضيني،‏ شارك الفنانون يف<br />

خلق أمناط من احلياة االصطناعية التي<br />

أسهمت يف تشكيل أنظمة معقّدة،‏ ففي<br />

عام 1995- على سبيل املثال - أطلقت<br />

الفنانة البريطانية ‏)جانيت بروفيت(،‏<br />

جتربة عبر اإلنترنت،‏ يف مشروع أطلق عليه<br />

.»TechnoSpher« حيث يقوم الزائر ببناء<br />

مخلوق اصطناعي من سلسلة من األشكال<br />

األولية ثالثية األبعاد قبل أن يطلق هذا املخلوق<br />

يف العالم االفتراضي.‏ وعلى عكس بيئات<br />

احلياة السابقة استكشف »TechnoSphere«<br />

بشكل مباشر إمكانية تشكيل احلياة<br />

االجتماعية عن طريق حتفيز االستجابات<br />

العاطفية من قِ‏ بَلِ‏ املستخدمني.‏ إذ يقوم النظام<br />

اإللكتروني بانتظام بإرسال بريد إلكتروني إلى<br />

املستخدم إلبالغه بأنشطة املخلوق،‏ مبا يف<br />

ذلك األكل والتزاوج - يف العالم االفتراضي<br />

- بحيث ميكن للمالك متابعة املخلوق منذ<br />

الوالدة حتى املوت.‏ موقع »TechnoSphere«<br />

ذائع الصيت،‏ يستقبل ما بني 70000 و 80000<br />

زيارة يف اليوم.‏<br />

إذن..‏ نستنتج من خالل ما ذُكِ‏ رَ‏ أعاله،‏<br />

ومن خالل الكثير من األمثلة التي ال يتسنّى<br />

لنا ذكرها يف هذا املقال املتواضع املعد من<br />

مزيج من مصادر متنوعة يف تاريخ الفن،‏ أن<br />

تطور هذه الوسائط وخطاباتها جاء من عمق<br />

السياقات السياسية الثقافية،‏ التي تعدّ‏ جزءًا<br />

ال يتجزّأ من جتارب مماثلة.‏ ولم تأتِ‏ أيضً‏ ا<br />

لتعطيل وإلغاء ثقافة بعينها،‏ بل إلعادة تشكيل<br />

وسائل أخرى.‏ لكنها - بال شك - جاءت من<br />

أجلنا؛ إلعادة صياغتنا من جديد،‏ وإلعادة<br />

تنظيم إدراك طبيعتنا البشرية،‏ بالتواصل عن<br />

بُعْد،‏ والتفاعل عن بُعْد،‏ واحللم عن بُعْد،‏ وكلّ‏<br />

شيءٍ‏ ملحق ب ‏)عن بُعْد(‏ حتى كدنا أالّ‏ نعرفَ‏<br />

أنفسنا!‏<br />

57

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!