20.12.2022 Views

ماكو فضاء حر للابداع -4-2022

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

مرة مع أحد جامعي األعمال حول ما يدفعه<br />

إلى شراء أعمال فنية،‏ فأجاب:‏ ‏»اني اشتري<br />

األعمال التي تذكرني بأسلوب ما تعرفت عليه<br />

يف الفن سابقاً«.‏<br />

وعدا االلتزام باألسلوب الذي حتدث عنه<br />

عادل،‏ وكانت احلداثة األولى ترسّ‏ خه،‏ مؤكدة<br />

أيضاً‏ على تعزيز عنصر األصالة واالستثنائية<br />

والتفرد واإلمكانية احلرفية،‏ وتهتم بأن<br />

يكون للفنان مرجعية محددة وواضحة.‏<br />

مع ذلك كانت حبلى مبا سيأتي فيما بعد<br />

من جديد،‏ وكانت من بوادره األكثر أهمية<br />

فتوحات الفنان الفرنسي مارسيل دوشامب<br />

االنقالبية واالستفزازية،‏ ومن أهمها تأكيده<br />

على استخدام اللغة والفكر يف الفن،‏ ورفضه<br />

إعالء القيمة البصرية وحدها،‏ بل التوجه نحو<br />

استبدالها بقيمة الفكرة.‏<br />

كان يف فن دوشامب وشخصيته الكثير من<br />

السخرية والنقد الذين دفعا به إلى نبذ<br />

األمناط التقليدية وما تتمخض عنه من<br />

جماليات الشكل.‏ وكان استخدامه اجلناس<br />

يف اللغة،‏ واللعب بالكلمات مبزاج ساخر،‏ ينم<br />

عن حساسية وحدس واضحني لديه،‏ بالرغم<br />

من أنه لم يكن قد صرّح مبفاهيمية واضحة<br />

ومحددة بعد.‏<br />

ثمة اليوم نوعان من الفنانني اجلدد:‏ من يتبع<br />

حدسه وقلبه،‏ مقابل من يؤصل نفسه برؤية<br />

تنظيرية واعية مبا يفعل،‏ وهو ماجند له<br />

شواهد ملموسة يف الفن العاملي،‏ عندما نقارن<br />

مثال بني اندي وارهول بحياده البارد وعدم<br />

رغبته يف التصريح حول مفاهيم عمله،‏ وما بني<br />

الفنان اإلنكليزي فرانسيس بيكون وانغماسه<br />

مبعاني األلم والوجود والتصريح العميق<br />

والدقيق عن ذلك.‏<br />

نالحظ اليوم توجه الكثير من املبدعني إلى<br />

محو أو إثبات العديد من هذه الشروط<br />

واملقومات،‏ وبسبب ذلك سنحتاج إلى املزيد<br />

من اجلهد واملثابرة ومران النظر والتفكر لتبني<br />

ذائقة حتتوي املظاهر اجلديدة يف فن اليوم،‏<br />

بالرغم من أن جله يبدو من الوهلة األولى<br />

‏)رديئاً(.‏<br />

لقد عشت شخصياً‏ جتربة عسر تذوق األعمال<br />

اجلديدة التي ظهرت يف الثمانينات من القرن<br />

املنصرم،‏ ويف التسعينات حني وقع بيدي<br />

كتاب بعنوان ‏)الفن اآلن(‏ ملؤلفه كالوس هونف<br />

Honnef( ،)Klaus واجهت صعوبة يف تقبل<br />

ما رأيته من أعمال،‏ إال أنني اشتريت الكتاب<br />

على أمل أن أمتكن يف زمن الحق من أن أتقبل<br />

وأتذوق ما جاء فيه من أعمال فنية.‏ وهذا<br />

ما حدث بالفعل بعد سنوات،‏ إذ بدأت أتذوق<br />

هذا النمط من الفن اخلشن الغليظ الهجني<br />

الساخر املستهتر واألرعن،‏ واملازج بني القبيح<br />

واجلميل،‏ الهش أحياناً‏ يف مواد صنعه،‏ واملختل<br />

يف عالقته مع املتلقي وحتى السخيف بقصدية<br />

من لدن الفنان ذاته…‏<br />

يقول عابدين:‏ ‏»هناك فنانون يدعون بالباحثني<br />

artist( .)research based بالنسبة لي أجد أن<br />

<strong>فضاء</strong> الالوعي يتوفر على تصورات ومفاهيم<br />

كبيرة،‏ ولم يشغلني البحث عن املعنى،‏ بقدر<br />

اهتمامي باالشتغال على الصورة،‏ فأنا يف<br />

الكثير من أعمالي أكتب مفهوم العمل بعد أن<br />

أنتهي منه وليس قبله.‏ إن أغلب أعمالي تولد<br />

مقاصدها يف الوعيي،‏ وأنا ال أنتبه لذلك إال<br />

أثناء العمل وحده،‏ حيث تتضح وتنكشف،‏ وأرى<br />

أن الفكرة تنبجس أثناء العمل،‏ بالرغم من<br />

أن السذاجة والسطحية تتلبسها يف البداية.‏<br />

ويحدث أثناء العمل أنني نفسي أتفاجأ بتحولها<br />

34

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!