20.12.2022 Views

ماكو فضاء حر للابداع -4-2022

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

الكثيرين،‏ وكانت جتربة ناجحة للبدء بشيء<br />

واحد فقط.‏ عندما تطلبني من شخص ما<br />

اختيار شيء واحد يعكس ارتباطه مبوطنه،‏<br />

فإنك تصلينه قبل كل شيء إلى ما يهم الناس.‏<br />

وتعد هذه املجسمات مبثابة رموز - أو قصص<br />

وذكريات،‏ لكن ما من شيء مينحها موقعها<br />

املادي احلقيقي،‏ ولذلك ال بد من تعزيز الصلة<br />

ما بني األشياء امللموسة والذكريات من أجل<br />

خلق جتربة حقيقية تسمح لك بالعودة إلى<br />

املاضي.‏<br />

‏)مايسة(:‏ حتى وإن لم تزوري ذلك املكان قط؟<br />

‏)رند(:‏ بالضبط،‏ فهذه املجسمات تتجاوز<br />

الزمن،‏ لقد كانت موجودة يف املاضي وال تزال<br />

موجودة يف الوقت احلاضر،‏ لذا،‏ فإن هذا<br />

التزامن هو العامل األساسي الذي مينحها<br />

قوتها وأهميتها.‏<br />

أما فيما يتعلق بسؤالك عن التجربة<br />

الشخصية،‏ فقد سبق أن ذكرت بأن مشروع<br />

عانة بدأ بتجربة شخصية،‏ وبالرغم من<br />

عدم رؤيتك لصورة جدي ضمن املشروع،‏<br />

وأنا يف الواقع ال أملك أي صور له يف عانة،‏<br />

إال أن التجربة ترتكز أساساً‏ على املستوى<br />

الشخصي.‏ أما مشروعي القادم فسيكون عن<br />

مدينة احلضر الذي ينبع هو اآلخر من جتربة<br />

شخصية على الرغم من ظهور ذلك املوقع<br />

يف بحوثي ملرات عدة،‏ ولطاملا صرفت النظر<br />

عنه كوني ال أفضل الهندسة املعمارية أو<br />

القطع األثرية نظراً‏ للصبغة األوربية السائدة<br />

عليها بسبب املزيج احلاصل ما بني التاريخني<br />

اإلغريقي والروماني.‏ أذكر أنني رأيت صور<br />

املدينة للمرة األولى يف أرشيف بيل وظننت<br />

بأنها مثيرة لالهتمام لكنني لم أكترث لها<br />

كثيراً،‏ ومن ثم ظهرت لي ثانية خالل بحثي<br />

عن أعمال جماعة ‏»داعش«‏ اإلرهابية ولم<br />

أكترث لها كذلك.‏ إال أن نقطة التحول بالنسبة<br />

لي قد كانت منذ أكثر من عام بقليل لدى<br />

وفاة عمي الذي كان عزيزاً‏ عليّ‏ وتربطني به<br />

عالقة مميزة،‏ وكنت أبحث يف ملفات الصور<br />

ومقاطع الفيديو اخلاصة بوالدي يف األيام التي<br />

أعقبت رحيل عمي ووجدت ملفاً‏ يحمل اسم<br />

‏»فيلم معاً«‏ وتبني لي عند تشغيله أنه التسجيل<br />

الذي أرسله عمي الراحل إلينا يف أواخر<br />

التعسينيات،‏ رمبا يف عام 1999، عن زيارتهم<br />

ملدينة احلضر.‏ لقد كان األمر أشبه برسالة<br />

بالنسبة لي،‏ لذلك حتى وإن كان اجلانب<br />

الشخصي غير ظاهر للعيان إال أنه دائماً‏ ما<br />

يكون حاضراً‏ بالنسبة لي.‏<br />

‏)مايسة(:‏ أخبريني عن جتربتك لدى صناعة<br />

القوالب يف العراق ملشروع ‏»..والنهر يغسل<br />

أقدامه«،‏ هل كنت مدركة لوضعك كعراقية<br />

تعيش يف بالد املهجر؟ وهل تعتقدين أن<br />

بإمكاننا تعزيز أطر التعاون فيما بيننا<br />

كمغتربني يف بالد الشتات والفنانني،‏<br />

واحلرفيني والباحثني احملليني يف العراق.‏<br />

وهل ترين بأن هناك طرقاً‏ أفضل لسد تلك<br />

الفجوات فيما بيننا؟<br />

‏)رند(:‏ أعتقد بأنني واجهت بعض الصعوبات.‏<br />

أتذكر حديثي مع زوجة ابن عمي ‏»سندس<br />

عبد الهادي«‏ حول هذا املوضوع إذ قالت<br />

لي:‏ « رند،‏ لقد سُ‏ رِ‏ قت منا بالدنا،‏ سواء<br />

من األشخاص الذي غادروها أو األشخاص<br />

الذين قرروا البقاء هناك،‏ وهذا هو القاسم<br />

املشترك بيننا«.‏ وأعتقد بأن ذلك احلديث<br />

أحدث تغييراً‏ بالنسبة لي،‏ إذ متكنت أخيراً‏ من<br />

إيجاد العامل املشترك بيننا والذي يكمن يف<br />

14

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!