20.12.2022 Views

ماكو فضاء حر للابداع -4-2022

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

عادل عابدين<br />

ملع اسم الفنان العراقي عادل عابدين يف<br />

السنوات األخيرة،‏ من خالل <strong>فضاء</strong>اته املسرحية<br />

وأسلوبه الس<strong>حر</strong>ي التهكمي املعبر عن القضايا<br />

الوجودية والوجدانية سواء يف الفن التركيبي<br />

أو فن الفيديو.‏ فقد أثارت أفالمه بغموضها<br />

وغرابتها وسخريتها املشاعر،‏ بعد أن رسخت<br />

العالقة ما بني الفنون البصرية وما بني الهوية<br />

السياسة والثقافة الشعبية.‏ ولعبت العبارات<br />

املتداولة واألقوال املأثورة دور البطولة فيها،‏<br />

واتخذت بعض الفلسفات اإلنسانية موضوعاً‏<br />

خلطاباتها.‏ بعد ان شككت يف مصداقية<br />

التاريخ وسخرت من التابو وعبادة األسالف،‏<br />

واحتجت على تدمير الطبيعة والبيئة.‏ كل هذا<br />

خلصه الفنان يف ما يشبه السيرة الذاتية يف<br />

فيلمه األخير املعنون ب ‏)بيان موسيقي(.‏<br />

تنطوي أعمال عابدين على روح صاهرت بني<br />

الثقافات الغربية والشرقية،‏ وعلى التالقح<br />

الثقايف بينها،‏ الذي ظهر بفضل ما أحاط بها<br />

من معطيات جديدة مثل:‏ االحتالل والهجرات،‏<br />

والتهجير.‏<br />

وكان من أهم ما مييزه عن سواه،‏ هو تلك<br />

القوة التعبيرية التي ولدت من التقاء تلك<br />

احلضارات،‏ وتلك التبادالت الالمركزية<br />

واملفتوحة بني ثقافة الفنان العربية والثقافة<br />

الغربية،‏ والتي أدت بدورها إلى إنتاج منوذج<br />

حضاري جديد مركب،‏ تعزز من خالل اختياره<br />

العبارات البسيطة املأخوذة من االمثال<br />

الشعبية العراقية التي احتوتها أعماله النقدية<br />

الساخرة ومن خالل قصديته يف قلب املعاني<br />

ثم التوجه نحو اإلشارة الى عجز منطق<br />

املعتقدات واألفعال واملؤسسات،‏ وخير مثال<br />

على هذا،‏ ما خلصه عابدين يف فيلمه األخير<br />

‏”بيان موسيقي«‏ وكذلك أفالمه الثالث املعنونة<br />

ب ‏»أغاني حب«،‏ حيث نطالع خطابه املشحون<br />

بالغضب،‏ واملطالب باحلرية،‏ واملعارض لسوء<br />

استخدام السلطة،‏ وغياب العقل،‏ واخلداع<br />

والتالعب باحلقائق وتزييفها.‏<br />

وتعيد األعمال الثالثة املذكورة،‏ أغاني احلب<br />

ضمن صياغات ومعاجلات بصرية يف أجواء<br />

صاالت اجلاز األوروبية الكالسيكية،‏ لتصعد<br />

بذلك من حدة املفارقة يف النوع املنتخب من<br />

األغاني العراقية،‏ والتي تناولت حتديدا،‏<br />

فترة حكم الرئيس العراقي السابق صدام<br />

حسني،‏ لنستشف منها ما يتعلق بثنائية<br />

الشرق والغرب،‏ وثنائية احلب واحلرب،‏ ثم<br />

الغلظة والرقة،‏ واحلساسية والبالدة،‏ واملعرفة<br />

واجلهل الذين نشعر بهم أثناء إصغائنا لكلمات<br />

األغنية املوجهة للرئيس،‏ من قبل تلك املطربة<br />

الرومانسية،‏ الشابة الشقراء،‏ التي ال تعرف<br />

معاني ما تغنيه من كلمات.‏<br />

لقد مت وضع قضية مصداقية كتابة التاريخ<br />

يف عصرنا احلديث يف موضع الشك،‏ إذ يؤكد<br />

املتخصصون يف هذا املجال،‏ عدم إمكانية<br />

التحقق من تلك الرؤى املنتخبة لنشر جانب<br />

تاريخي معني،‏ وذلك بسبب األنظمة السلطوية<br />

احلاكمة التي تدخلت يف صناعة التاريخ وتعلية<br />

شان أمه أو أيديولوجية،‏ او فكر دون سواه.‏<br />

واستفزت هذه القضية املفكرين والفنانني على<br />

حد سواء،‏ فهيمنت على صعيد الفن العراقي<br />

على أعمال الفنانة جنان العاني كما ظهرت<br />

يف أعمال الفنان عابدين وغيرهما.‏<br />

يف فيلمه املعنون ب Wipes( )History أو<br />

‏)مناديل التاريخ(‏ والذي أنتجه عام 2018،<br />

يستعير عادل بعضاً‏ من األقوال املأثورة من<br />

التاريخ،‏ ليضاعف من قوة دالالتها،‏ عن طريق<br />

املقاطع املركبة واملكونات املعقدة واملتفاعلة<br />

فيما بينها،‏ ليمنحها تأثيراً‏ أكبر.‏<br />

ويحيلنا الفنان إلى العبارات املأثورة التي<br />

كثيراً‏ ما مت احلديث عنها،‏ وايضاً‏ عن تلك<br />

األقوال املتضاربة واملنسوبة لشخصيات<br />

تاريخية مثل:‏ ونستون تشرشل ونابليون<br />

بونابرت وآخرون،‏ ومنها على سبيل املثال:‏<br />

‏»التاريخ يكتبه املنتصرون«‏ و ‏»التاريخ خرافات<br />

يصدقها الناس«‏ و ‏»التاريخ مجموعة من<br />

األكاذيب متفق عليها«،‏ و ‏»يعيد التاريخ نفسه<br />

ألن احلمقى لم يفهموه جيدا«،‏ و ‏»ادرس<br />

التاريخ،‏ ادرس التاريخ،‏ فهناك تكمن اسرار<br />

احلكم«.‏ وبالرغم من أن هناك قدراً‏ كبيراً‏<br />

من املعلومات املضللة فيما يتعلق مبرجعية<br />

هذه األقوال إال أنها عوملت كما لو كان لها<br />

أساساً‏ متيناً‏ ال يقبل الشك،‏ حتى صارت من<br />

72

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!