ماكو فضاء حر للابداع -4-2022

More documents

Recommendations

Info

الضوء واللون التي تظهر على سطح تفاصيل عمله الفني الذي يدور حول نفسه بشكل عشوائي،‏ ثم أنتج بعد ذلك سلسلة من األعمال النحتية التي حملت الطابع نفسه ليتمكّن من التربّع على عرش الريادة يف الفن السيبراني.‏ وتعود هذه االبتكارات إلى اخلمسينيات من القرن املاضي،‏ عندما كان ‏)نيكوالس شوفر(،‏ فنانًا ومنظِّ‏ رًا متعدّد التخصصات،‏ وممارسً‏ ا رئيسيًّا للفن احلركي،‏ حيث يعدّ‏ من أوائل املبشِّ‏ رين بظهور الفن اإللكتروني والرقمي.‏ وال ننسى كالًّ‏ من الباحث واملخترع ‏)جوردون باسك(،‏ والفنان ‏)روي أسكوت(،‏ فهما من أبرز الشخصيات التي عملت على تطوير الفن السيبراني يف بريطانيا.‏ ويذكر أن ‏)باسك(،‏ الذي كان معروفًا يف األوساط الفنية اللندنية عام 1953 قد أنتج بالتعاون مع عالم الرياضيات ‏)روبن ماكينون وود(‏ مشروعًا أطلق عليه اسم Musicolour( (. وهو عبارة عن 53
ومضمونه،‏ فبينما سعى الفريق األول إلثبات الشعور باالنفعاالت اجلمالية الناجتة عن العالقات الناشئة بني اخلطوط واأللوان،‏ أكد الفريق اآلخر على أن ‏»األشكال من غير مضامني فارغة«.‏ هذا ولم يُنْظر لألعمال الفنية من قِ‏ بَلِ‏ الفالسفة واملفكرين على أنها كيانات ثابتة ومستقلة؛ وإمنا كمناهج يف حالة تطور وانتعاش دائم،‏ تبعًا لظروف معينة؛ ويرجع السبب يف ذلك لتلك املنظورات التي اعتمدت على فلسفة كلٍّ‏ من األمريكي ‏)مانويل ديالندا(،‏ والفرنسي ‏)جيل دولوز(،‏ تلك الفلسفة التي نصت على أن للواقع الديناميكي جتليات مختلفةً‏ تعتمد باألساس على تلك املراحل االنتقالية التي تطرأ على املادة الطاقة،‏ باألحرى الطرق املختلفة التي تعبر فيها املادة الطاقة عن نفسها،‏ فمثالً‏ : الصخور والرياح واجلراثيم والكلمات ما هي إالَّ‏ مظاهر مختلفة لهذا الواقع الديناميكي.‏ ثم يجادل املنظّ‏ ران ‏)برايان ماسومي(،‏ و)إليزابيث جروسز(‏ من بني آخرين،‏ أن جلسم اإلنسان كيانني:‏ أحدهما مادِّيٌّ‏ ، واآلخر افتراضيٌّ‏ يف الوقت نفسه،‏ وأن العالقة بني املادّيّ‏ واالفتراضيّ‏ هي عالقة مماثلة لتلك التي جمعت بني املادة والطاقة.‏ وعلى هذا األساس ال ميكن لكينونة العمل الفني أن تبقى يف حالة سكون،‏ ولم يكتفِ‏ كلٌّ‏ من ‏)ديالندا(،‏ و)ماسومي(‏ بكسر املفاهيم التقليدية للممارسات الفنية من حيث أداء العمل الفني وحسب؛ وإمنا أكدا على ضرورة التخلِّي عن دور الفنان كذلك،‏ أي أن يكون الفنان مسؤوالً‏ عن البداية؛ لكنه ال يتحكم يف النهاية،‏ وهو ما ستعمل عليه أجهزة احلاسوب الحقًا.‏ هذا،‏ ويزعم علماء أسس الثقافة الرقمية أن بدايات ‏»تقنيات احلاسوب«‏ تعود إلى القرن التاسع عشر،‏ أو حتى قبل ذلك حني اكتشف علماء الرياضيات مفاهيم الطاقة واإلنتروبيا التي عُرِ‏ فَتْ‏ ‏)بالطاقة السالبة(‏ يف بداية األمر قبل أن يطلق عليها الحقًا ب)املعلومات(.‏ تلك اخلطوة التي ربطت كالًّ‏ من:‏ العلوم الطبيعية،‏ واإلنسانية،‏ واالجتماعية،‏ والفنون.‏ لكن ملاذا يتوجّ‏ ب علينا النظر إلى اخللف..‏ إلى التاريخ،‏ ونحن نتحدث عن العالم اجلديد..‏ عالم املستقبل املغامر اجلسور؟ اجلواب هو:‏ رمبا ال يغيِّر العالم اجلديد من األسئلة اإلنسانية املُلِحّ‏ ة النابعة من عمق جوهر التجربة اإلنسانية،‏ إالّ‏ أنه يعدنا بنتائج جديدة،‏ وأساليب حتليلية جذريّة،‏ وطرائق نشر جديدة،‏ فبعد أن اعتمد الفنان يف السابق على مهاراته مستخدماً‏ الوسائط واألساليب التقليدية،‏ بات عليه استغالل املمكن واملتاح بعد الغزو التقني املتسارع،‏ حيث إن الوسائط النمطية لم تعد تلبّي الغرض يف فنٍّ‏ كالفنِّ‏ املفاهيمي-‏ مثالً‏ - وبالطبع ليس هناك أفضل من تلك احللول،‏ واإلمكانيات الهائلة التي قدمتها التقنية اإللكترونية،‏ على األقل يف الوقت احلالي..‏ إذْ‏ ورث الفنانون النشطون يف أواخر اخلمسينيات والستينيات التكنولوجية،‏ التقدم احملُ‏ ‏ْرَز خالل العقود السابقة،‏ هذا فضالً‏ عن مجموعة من التطورات اجلديدة للتخصصات التي متّ‏ إنشاؤها فيما بعد،‏ مبا يف ذلك:‏ نظرية املعلومات،‏ علم التحكم اآللي،‏ الذكاء االصطناعي.‏ هذا وقد ساعدت املراحل التي مرَّتْ‏ بها الطباعة التي كانت تساعد كثيرًا يف نسخ األعمال الفنية،‏ وكانت قد بدأت بالنقش اخلشبي،‏ واحلفر،‏ والطباعة احلجرية،‏ ثم الطباعة اجلرافيكية..‏ تلك التي أتاحت للفنان نسخ العمل الفني،‏ والغزارة يف اإلنتاج،‏ هذا قبل أن يجتاح التصوير الفوتوغرايف سوق الفن،‏ ويكتسح خصومه.‏ وبينما يحتفظ العمل األصلي بسلطته الكاملة يف مواجهة النسخ املصنوع يدويًّا،‏ يُبْرِ‏ ز التصوير الفوتوغرايف الدقة املتناهية يف التفاصيل التي ال ميكن أن تُدْرَكَ‏ حتى بالعني املجرَّدة.‏ هذا وقد أعيد النظر يف املمارسات الفنية بعد احلرب العاملية الثانية؛ وذلك بسبب تلك العالقات الطارئة التي نشأت ما بني الفن احلركي والفن املفاهيمي،‏ والفن اإللكتروني.‏ ومن املثير لالهتمام هو العالقة احلميمة التي جمعت بني املهتمّني بالعلم والفن،‏ على سبيل املثال وليس احلصر:‏ علم اجلينات،‏ ودراسة اإلدراك احلسي،‏ والعالم االفتراضي الغامض،‏ واملمنهج،‏ وغير املتوازن،‏ وكذلك العالقات التي جتمع بني الكائنات احلية،‏ وبيئاتها املتباينة.‏ هذا باإلضافة إلى الهوس مبفهوم الزمن الذي هيمن على العقول العلمية والفنية بعد عام 1960، وذلك لعدة أسباب منها:‏ تلك التأثيرات الفكرية والنفسية التي تركتها نظرية،‏ ‏)نوربرت وينير(‏ عن السيبرانية،‏ أو علم التحكم اآللي،‏ وكذلك كتاب ‏»شكل الزمن«‏ الذي يعود ملؤرخ الفن ‏)جورج كويلر(‏ عام 1962 على حَ‏ دّ‏ قول الباحثة ‏)باميال لي(.‏ وألسباب سياسية وعسكرية،‏ انتعشت احلاجة بعد ذلك إلى فكِّ‏ وتشفير االتصاالت،‏ والعمل على تطوير أجهزة الكومبيوتر احملمولة بشكل أكبر يف احلرب العاملية الثانية،‏ باإلضافة الى مواصلة ‏»وزارة الدفاع األمريكية«‏ متويل أبحاث الكومبيوتر بسخاء؛ من أجل احلفاظ على الزعامة التكنولوجية للواليات املتحدة األميركية خالل احلرب الباردة.‏ هذا ويعدّ‏ عالم الرياضيات ‏)نوربرت فينر(‏ أحد أهم مؤسسي علم التحكم اآللي وهو ‏)علم القيادة،‏ أو التحكم يف األحياء واآلالت،‏ ودراسة آليات التواصل يف كلٍّ‏ منهما(.‏ ومن املعلوم أنه قد ظهر علم االتصال والتحكم بني الكائنات احلية،‏ واآلالت قبل ظهور الذكاء االصطناعي..‏ أي يف بداية األربعينيات من القرن املاضي؛ وكان الغرض منه محاكاة احلاسوب الذكي،‏ والوظائف الفكرية العليا مثل:‏ حلّ‏ املشكالت الرياضية واإلبداع من خالل التالعب املنطقي باألنظمة.‏ لقد اشتركت كلٌّ‏ من نظرية االتصاالت والتحكم اآللي،‏ والذكاء االصطناعي يف دراسة عمليات التنظيم والتطوير والتفاعل،‏ األمر الذي كان محطَّ‏ اهتمام العلماء والفالسفة املعاصرين.‏ وممّا ال شكَّ‏ فيه أنّ‏ ظهور نظرية املعلومات،‏ وعلم التحكم اآللي والذكاء االصطناعي،‏ قد ألقى بظالل تأثيراتها الكبيرة على املمارسات الفنية وباقي العلوم.‏ ومن اجلدير بالذكرأن اهتمامات الفنانني البصريني بالنتاجات الفلسفية والفكرية والتكنولوجية،‏ كانت مبكرة جِ‏ دًّا،‏ حيث تعود إلى أوائل القرن العشرين،‏ األمر الذي أدَّى إلى ظهورها يف أعمال ‏)دوشامب(،‏ و)مان راي(،‏ و)لني الي(،‏ و)توماس(،‏ و)ولفريد(،‏ كدراسات خلصائص الضوء،‏ وتأثير احلركة على الرؤية،‏ وعدم استقرار اإلدراك احلسي.‏ ويف أواخر األربعينيات طوَّر النحَّ‏ ات والرسَّ‏ ام املجري الفرنسي،‏ ‏)نيكوالس شوفير(‏ نظريته عن ديناميكية املكان يف عمل نحتي متحرك صاغ فيه املصطلحني ألول مرة،‏ ‏)الديناميكية الضوئية،‏ والديناميكية اللونية(؛ لوصف حركة 52
Page 3 and 4:
يف العدد القادم فائ
Page 5 and 6:
166
Page 7 and 8:
164
Page 9 and 10:
162
Page 11 and 12:
160
Page 13 and 14:
158
Page 15 and 16:
156
Page 17 and 18:
154
Page 19 and 20:
اسامه صادق 152
Page 21 and 22:
150
Page 23 and 24:
148
Page 25 and 26:
ندى حسني و مارسلني
Page 27 and 28:
144
Page 29 and 30:
142
Page 31 and 32:
140 مؤمل علي
Page 33 and 34:
علي كاظم الرسام 138
Page 35 and 36:
عادل االعنزي احمد غ
Page 37 and 38:
علي خليفة 134
Page 39 and 40:
أمجد محسن 132
Page 41 and 42:
أنور البديري داليا
Page 43 and 44:
128
Page 45 and 46:
126
Page 47 and 48:
124
Page 49 and 50:
122
Page 51 and 52:
120
Page 53 and 54:
118
Page 55 and 56:
116
Page 57 and 58:
114 على حتقيق الوطن ا
Page 59 and 60:
246
Page 61 and 62:
شهد الراوي بإعالنه
Page 63 and 64:
قيثارات هوائية مصط
Page 65 and 66:
106 جائزة ضياء العزا
Page 67 and 68: أخرى،‏ وأن قصدية ا
Page 69 and 70: أربعة صبيان بالتتا
Page 71 and 72: الصريح والغامض وام
Page 73 and 74: صادق كويش.‏ قارب عل
Page 75 and 76: غير مدرك لذلك الوجو
Page 77 and 78: صادق كويش صادق كويش
Page 79 and 80: ودون أن نعرف ما إذا
Page 81 and 82: 90
Page 83 and 84: محمد الشمري يقدم ال
Page 85 and 86: تلك التي تختار الوا
Page 87 and 88: واقع العنف القائم ض
Page 89 and 90: محمود العبيدي،‏ ال
Page 91 and 92: محمود العبيدي واجه
Page 93 and 94: نحو غرفتها وهي تغني
Page 95 and 96: األخرى،‏ وسلبت كل
Page 97 and 98: . عادل عابدين،‏ فيل
Page 99 and 100: عادل عابدين ملع اسم
Page 101 and 102: استحضرت الواحد وال
Page 103 and 104: قامت الفنانة جنان ي
Page 105 and 106: جنان العاني،‏ حجاب
Page 107 and 108: .died A loving man who broke my hea
Page 109 and 110: األفالم منذ عدة سنو
Page 111 and 112: احلرب،‏ وبالطبع تف
Page 113 and 114: حوار مع جنان العاني
Page 115 and 116: هذا وقد طوّر الفنان
Page 117: عمل فني مبني على أس
Page 121 and 122: القرن االمريكي وصن
Page 123 and 124: مع األسف الفرصة لكي
Page 125 and 126: وفاء بالل وصديقته س
Page 127 and 128: ما هي تداعيات ظهور
Page 129 and 130: التي تتكون بها أعما
Page 131 and 132: لي عن حظر التجوال ل
Page 133 and 134: 38 وفاء بالل
Page 135 and 136: هذه األماكن تسمع أش
Page 137 and 138: مرة مع أحد جامعي اأ
Page 139 and 140: أيضاً‏ من التقدم ي
Page 141 and 142: 30
Page 143 and 144: وغالباً‏ ما تبدأ ه
Page 145 and 146: 26
Page 147 and 148: عندما تكونني مهندس
Page 149 and 150: ‏)رند(:‏ إنه ألمر غ
Page 151 and 152: رند عبد اجلبار،‏ ع
Page 153 and 154: أم أن هذه التجربة ك
Page 155 and 156: نظرتنا املستقبلية
Page 157 and 158: الكثيرين،‏ وكانت ج
Page 159 and 160: املياه بالكامل ما ا
Page 161 and 162: ‏)مايسة(:‏ ضمن عملك
Page 163 and 164: وفنها،‏ سواء كان ه
Page 165: 6
Page 170:
2022- 4 السنة الثالثة.
show all

ماكو فضاء حر للابداع -4-2022

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

Delete template?

Save as template?