20.12.2022 Views

ماكو فضاء حر للابداع -4-2022

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

التساؤالت عند قراءة النصوص والتساؤل عن:‏<br />

من املتحدث؟ من املدعي؟ حتى ‏»نختار ألنفسنا<br />

احلكاية«.‏<br />

ومن االجدر كما اعتقد ان نغيب املؤلف أو<br />

الفنان،‏ ونعيد قراءة أعماله بشكل منفصل<br />

عنه،‏ ونتفاعل مع العمل كما لو كان أحد<br />

األفالم التفاعلية التي ظهرت يف اآلونة األخيرة<br />

واملنسوبة إلى ما يسمى بالسينما التفاعلية،‏<br />

حيث ميكن للمشاهد التأثير فيها على<br />

السيناريو لتغيير األحداث.‏ وذلك عن طريق<br />

طرح عدد من اخليارات أسفل الشاشة لتتاح<br />

من خاللها الفرصة للمشاهد أن يتبادل األدوار<br />

مع بطل الفيلم وليقرر ما سيفعله لتغيير<br />

مسار القصة.‏ ويف األمثلة التي سوف أوردها<br />

يف هذا النص،‏ توجد مجموعة محدودة من<br />

االفالم لعدد من الفنانني اآلخرين تنتمي لفن<br />

الفيديو،‏ لم يقدم الفنانون فيها أي خيار سوى<br />

اخليار الذي حدده سياق الفيلم.‏ ولكن مع ذلك<br />

سنكتشف أن هناك مرونة يف تلك السياقات<br />

املفتوحة مما يجعلها حتتمل التفاعل.‏ كما يؤكد<br />

الفيلسوف جاك دريدا يف قوله:‏ ‏»ان األفعال<br />

االدائية ميكن ان تستمر يف انتاج معنى جديد<br />

يتجاوز نوايا مبتكريها«.‏<br />

اعتقد،‏ ان فن الفيديو،‏ ال يقدم حكايات<br />

سينمائية محبوكة،‏ أي ليست هناك بدايات<br />

أو نهايات،‏ بل خطابات مرئية سياسية او<br />

اجتماعية،‏ او سيكولوجية.‏ ويف عمل ‏)الفأر<br />

األخضر(‏ يتناول عابدين قضية اجلرائم<br />

البشعة التي ارتكبت بحق الناس،‏ وراح<br />

ضحيتها عشرات اآلالف من األبرياء،‏ إذن هي<br />

يف حقيقتها تستعرض يف النهاية قضية املجازر<br />

بحق اإلنسانية والتي يندى لها اجلبني،‏ وهي<br />

ليست لعبة إلكترونية،‏ بل خطاب سياسي مؤثر<br />

ستضاف له املاليني من شهادات من عاشوا<br />

تلك السنوات الصعبة.‏<br />

وكما اعتقد،‏ فالسؤال الذي ميكن للفيلم أن<br />

يشير إليه هو من قبيل:‏<br />

كيف لك أن تتصرف لو كنت انت يف دور عامل<br />

النظافة؟<br />

ثم اإلجابات التي تعقبه،‏ مثل:‏<br />

سأكتفي فقط بأداء ما يقوم به عامل النظافة.‏<br />

سأجتاهل االنفجارات وأكمل طريقي بعيدا عن<br />

االنقاض.‏<br />

سأغير إجتاهي بهدوء،‏ واذهب بعيدا عن<br />

مسرح احلدث.‏<br />

اترك العربة،‏ ثم اركض مسرعاً‏ بعيدا عن<br />

املكان.‏<br />

ويف جملة كتبها عابدين باألنابيب املضاءة،‏<br />

ثبتت على واجهة املتحف العربي للفن احلديث<br />

يف قطر،‏ قال فيها:‏ ‏»طلبوا مني أن أغيرها<br />

ووافقت«‏<br />

وتبدو هذه اجلملة كما لو أنها تستدعي منطاً‏<br />

من االسئلة احمليرة،‏ وهي على غرار منط<br />

التساؤل الذي نطرحه على أنفسنا ونحن نتابع<br />

ما يدور من أحداث مسرحية يف انتظار غودو<br />

لبيكيت،‏ بني اثنني ينتظران شخصا اسمه ‏)غودو(‏<br />

وهذا االخير - كما يف املسرحية يتراوح ما بني أن<br />

يأتي،‏ او ال يأتي،‏ ثم وهل سيأتي،‏ ومتى يأتي؟…‏ وهكذا<br />

نتسائل ايضاً:‏ من هي التي تغيرت؟ من الذي طلب منه<br />

أن يغير؟ وكيف؟ ومتى وأين؟ ...<br />

عادل عابدين،‏ فيلم الفأر االخضر.‏<br />

79

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!