20.12.2022 Views

ماكو فضاء حر للابداع -4-2022

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

ويف عام 1968، اشترك كلٌّ‏ من ‏)باسك(،‏<br />

و)أسكوت(‏ يف عدة مشاريع فنية ضخمة؛<br />

ونظرًا ألهمية تلك األعمال الفنية ذات<br />

التقنيات املتطوّرة،‏ فقد أقيمت لها املعارض يف<br />

كلٍّ‏ من ‏»معهد الفن املعاصر«‏ يف لندن،‏ والعديد<br />

من املراكز املرموقة يف املدن األخرى.‏ ومن أهم<br />

األعمال التي قدّمها ‏)باسك(‏ كان ذلك الذي<br />

حمل عنوان Mobiles( ،)Colloquy of ذلك<br />

املعرض الذي فاجأ اجلمهور مبجموعتني من<br />

الهواتف اجلوّالة املتدلّية من السقف..‏ األولى<br />

إناث،‏ واألخرى ذكور،‏ وتتفاعل مع بعضها<br />

بعضً‏ ا من خالل إصدار أصوات وأضواء<br />

وامضة - جماعية أو فردية - ليأتي دور الزائر<br />

الت<strong>حر</strong>يضي،‏ من خالل أضواء املصباح اليدوي<br />

الذي يحمله،‏ فيتم جذب انتباه الهواتف.‏<br />

هذا وقد أسهم الفنان البولندي البريطاني<br />

‏)إدوارد إيناتوفيتش(،‏ ذلك الرائد يف الفن<br />

الروبوتي يف املعرض آنف الذكر،‏ بعملٍ‏ أطلق<br />

عليه اسم « ،»SAM أو Activated( Sound<br />

.)Mobile ويتكوّن ‏»سام«،‏ وهو نحتٌ‏<br />

كهروهيدروليكيّ‏ تفاعليّ‏ : من زهرة وأربع<br />

بتالت مصنوعة من األلياف الزجاجية ‏)الفايبر<br />

كالس(‏ مثبتة على هيكل من األلومنيوم<br />

قريب الشبه بالعمود الفقري.‏ وللتفاعل مع<br />

األصوات التي يصدرها زوَّار املعرض،‏ مت<br />

تركيب امليكروفون على كلِّ‏ بتلة من املكابس<br />

الهيدروليكية املنشطة،‏ تلك التي تؤدي بدورها<br />

إلى حتريك العمود.‏<br />

ويف عام 1969 كلفت ‏»شركة فيليبس«‏ الفنان<br />

‏)إيناتوفيتش(‏ ببناء حاسوب يتحكم بروبوت<br />

أطلق عليه اسم ‏»سنستر«،‏ ليتمّ‏ عرضه يف<br />

‏»إيندهوفن«‏ يف ‏»هولندا«‏ يف األعوام من 1971<br />

إلى 1974. ويتكوَّن ال ‏»سنستر«‏ من ستّة<br />

أنظمة هيدروليكية على هيئة مخالب جراد<br />

الب<strong>حر</strong>.‏ حيث رُكِّبَ‏ على الرأس أربعة من<br />

امليكروفونات املصطفّة جنبًا إلى جنب على<br />

مسافة من جهاز الرادار الذي بدوره يساعد<br />

الروبوت بتحديد مصدر الصوت واحلركة،‏<br />

واالستجابة للمحفّزات.‏ حيث يستجيب ال<br />

‏»سنستر«‏ لألصوات العالية،‏ واإلمياءات العنيفة<br />

التي يطلقها الزوَّار،‏ بالنفور واالبتعاد عنهم،‏ وال<br />

يقترب مرة أخرى إالّ‏ إذا متت مخاطبته بصوت<br />

ناعم،‏ و<strong>حر</strong>كات لطيفة.‏ هذا ويتم برمجة ال<br />

‏»سنستر«‏ لتعلُّم سلوكيات جديدة وفقًا لنظرية<br />

‏»فينر«‏ اإللكترونية.‏<br />

وقد أكّد الفنان والناقد األميركي ‏)جاك<br />

برنهام(‏ يف كتابه ‏»ما وراء النحت احلديث«،‏<br />

مدى تأثير علم التحكم االَلي،‏ ونظرية النظم<br />

على املمارسات الفنية املعاصرة،‏ واعتبر أن<br />

الفن السيبراني هو املرحلة التالية،‏ بل ورمبا<br />

النهائية من فن النحت.‏ ولقد رفض <strong>حر</strong>فية<br />

الفنان،‏ وعزّز فكرة التعبير عن العالقات التي<br />

تربط األجزاء املكوّنة للعمل،‏ والتفاعل مع<br />

بيئاته.‏ ممّا أدّى إلى دخول عناصر جديدة<br />

من الطبيعة مثل الهواء واملاء يف أعمال<br />

الفنان األملاني ‏)هانس هاكة(‏ والفنان الفلبيني<br />

‏)ديفيد ميداال(،‏ وهكذا استمرت األبحاث يف<br />

األنظمة املستقلة،‏ واالستجابات البيئية،‏ وعدم<br />

االستقرار يف األشياء املادية.‏<br />

وتعدّ‏ سلسلة األعمال للفنان ‏)ميداال(،‏ تلك<br />

التي أطلق عليها Canyons( ،)Cloud أيقونة<br />

األعمال النحتية يف الفن احلركي يف منتصف<br />

القرن املنصرم.‏ وتتكون بشكل رئيسي من<br />

مجموعة من صناديق اخلشب املليئة بخليط<br />

من الصابون واملاء.‏ إذ تقوم مضخَّ‏ ات الهواء<br />

على حتويل هذا اخلليط تدريجيًّا إلى رغوة،‏ ما<br />

يؤدّي بدوره إلى تغيير شكل الصندوق كنتيجة<br />

حتمية جلاذبية الهواء والضغط اجلوي.‏ وهكذا<br />

يتخذ النحت شكالً‏ متفاعالً‏ مع محيطه؛ بسبب<br />

عدم استقرار املادة.‏<br />

من اعمال الفنان ميداال<br />

متحف كباساما<br />

محتف كباساما<br />

55

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!