20.12.2022 Views

ماكو فضاء حر للابداع -4-2022

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

ب<strong>حر</strong>كات متسقة.‏ غابت معالم هذا اجلسد عن<br />

األنظار،‏ فلم تعد تبدو للعني إال كحلم أو رسم<br />

أولي لصورة سيرسمها الفنان من ذاكرته بعد<br />

حني على لوحته املهجورة«.‏<br />

يف فيلم آخر،‏ استخدم الفنان عمار داود<br />

مفردة الدودة يف سياق جناسي.‏ واجلناس هو<br />

تشابه كلمتني يف اللّفظ مع اختالف املعنى.‏<br />

عنوان الفيلم ،)Mask( ويعني هذا اللفظ<br />

الواحد شيئني مختلفني يف اللغة السويدية<br />

التي يستخدمها الفنان الذي يعيش يف السويد،‏<br />

هما ‏)قناع(‏ و)دودة(.‏ يؤكد أمبرتو ايكو،‏ على<br />

أن أمر حتديد مضمون امللفوظ ذي املعنيني:‏<br />

القناع والدودة - يعود إلى قصدية املرسل،‏<br />

فهو إما يريد اإلشارة الى القناع أو الدودة.‏ ما<br />

يجعلنا نؤكد أن تأويل االستعارة مرتبط بقرار<br />

صادر عن قصدية املتكلم.‏<br />

يف هذا الفيلم القصير نرى دودة تت<strong>حر</strong>ك<br />

ترتدي قناعاً‏ ميثل جمجمة بشرية ضاحكة<br />

سيسقط تدريجياً‏ عن ‏)وجهها(‏ يف النهاية.‏ أعدّ‏<br />

هذا الفيلم واحداً‏ من املفارقات والدعابات<br />

السود التي يصنعها عمار داود مبزاجه امليال<br />

إلى التسليم بحالة الالجدوى التي لوّنت حياة<br />

العراقيني بصبغة سوداء.‏<br />

تعيش الدودة حتت األرض،‏ حيث ترقد أجساد<br />

املوتى.‏ أهي إشارة إذن إلى مملكة املوتى<br />

أو العالم السفلي؟ لعلها إشارة نافذة إلى<br />

شعور الالجدوى إزاء نهاية ال معنى لها.‏ أيا<br />

كان األمر،‏ مييل عمار داود إلى االستعارات<br />

اإليحائية التي تنتشر داخل عمله الفني على<br />

نحو مباشر وغير مباشر،‏ مبا يوحي بالغرابة<br />

والغموض.‏<br />

مارست أغاني فرقة البيتلز البريطانية دوراً‏<br />

أساسياً‏ يف كل من فيلمي الفنان محمد<br />

الشمري ‏)بيان رقم ١(، والفنان عادل عابدين<br />

‏)باألمس(.‏<br />

تظهر كلمات األغنية املترجمة من اإلجنليزية<br />

إلى العربية يف عمل عابدين مثبتة على خطوط<br />

شبيهة بخطوط البانر النموذجية لإلعالنات<br />

اإلخبارية العاجلة يف التلفزيون،‏ علقت على<br />

أسفل جدران صاالت العرض الفنية.‏ استدعت<br />

معاني عبارات األغنية األحالم واألماني<br />

الضائعة،‏ لتصف حاالت اخلذالن واليأس<br />

التي أصابت الشعب العربي بعد الثورات<br />

التي اندلعت يف تونس ومصر وليبيا واليمن<br />

ثم انتشرت عدواها إلى سائر الدول العربية،‏<br />

وأدت بدورها إلى سقوط بعض األنظمة<br />

العربية وانتعاش األصوليني اإلسالميني<br />

وقيام جمهورية ‏)الدواعش(:‏ تنظيم الدولة<br />

اإلسالمية!‏<br />

تقول األغنية:‏<br />

‏»باألمس<br />

بدت كل متاعبي بعيدةٌ‏ جداً،‏<br />

واآلن يبدو أنها هنا لكي تبقى<br />

أوه،‏ أنا أؤمن باألمس<br />

فجأة<br />

أنا لست حتى نصف الرجل الذي اعتدت أن<br />

أكونه<br />

هناك ظل يخيّم فوق حياتي<br />

آه لقد مرّ‏ األمس فجأة«‏<br />

عمار داود،‏ فيلم قناع<br />

عادل عابدين،‏ فيلم باإلمس<br />

105

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!