20.12.2022 Views

ماكو فضاء حر للابداع -4-2022

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

وفاء بالل وصديقته ساره نوربخاش.‏<br />

دبي آرت فير <strong>2022</strong><br />

وفاء بالل 2010<br />

عمار:‏ حسناً‏ عزيزي وفاء لنقل إن النصف<br />

األول من القرن العشرين شهد حتوالً‏ يف مجال<br />

نبذ النزعة الواقعية،‏ على إثر اختراع الكاميرا،‏<br />

لكن ماذا تقول يف شأن ما طرحه دوشامب يف<br />

عمله الفني ( الزجاجة الكبيرة(؟<br />

وفاء:‏ نعم عمل دوشامب:‏ ( العروس املنزوعة<br />

الثياب من قبل فتيانها...(.‏<br />

عمار:‏ يقول دوشامب:‏ « ثمة اعتقاد كان<br />

عندي،‏ فحواه هو:‏ مبا أن املرء يستطيع أن<br />

يحصل على ظل ثنائي األبعاد ألي شيء ثالثي<br />

األبعاد أي مثلما تفعل الشمس مع األرض،‏<br />

حيث متنح األشياء ذات األبعاد الثالثة ظالالً‏<br />

ذات بعدين،‏ اعتقدت بعد عملية فكرية بسيطة<br />

أن البعد الرابع يستطيع أن يأتي لنا بشيء ذي<br />

ثالثة أبعاد كظل له.‏ بعبارات أخرى أن الشيء<br />

الثالثي األبعاد ميكن له أن يكون ظال لشيء<br />

رباعي االبعاد جنهله.‏ ‏)العروس(‏ وهي إحدى<br />

شخصيات الزجاجة الكبيرة كانت قائمة على<br />

أساس هذا املبدأ مبعنى أنها كما لو كانت<br />

نتيجة لشيء ذي أربعة أبعاد ».<br />

قلنا إن الكاميرا حجّ‏ مت الرسم الواقعي،‏<br />

ملاذا إذن ال نقول إن الكاميرا الفيلمية قضت<br />

أيضاً‏ على النحت الثالثي األبعاد،‏ ألن األخير<br />

جامد والكاميرا الفيلمية أتت إلينا بأشياء<br />

تت<strong>حر</strong>ك،‏ مبعنى أنها تتوفر على البعد الرابع<br />

وهو احلركة والزمن،‏ وحتول الفنان إذن إلى<br />

مصور فيلم فيديو آرت كمحصلة لهذا التطور،‏<br />

لكنه لم يصنع فيلماً‏ سينمائياً‏ مبني على رواية،‏<br />

.)feature film(<br />

وفاء:‏ نعم صحيح،‏ إنه البعد الرابع،‏ لنسأل<br />

إذن:‏ ما الذي يقدمه هذا البعد للمشاهد<br />

والفنان؟ إنه يقدم أشياء لم تكن ممكنة يف<br />

األساليب التي سبقت ظهوره.‏ بهذا البعد<br />

ازدادت جرعة تأثير الواسطة media(<br />

.)reaktion حني ننظر إلى جسم مت<strong>حر</strong>ك يف<br />

فيلم ال ننتبه،‏ أو يغيب عنا اإلدراك به،‏ بوصفه<br />

شيئاً‏ غير حقيقي،‏ وهي القيمة املهمة التي<br />

جلبتها السينما.‏ لكن يبقى اخليط الواصل<br />

بينها وبني الفن موجود.‏ بأي كيفية يا ترى؟<br />

سأقول:‏ حني نرى لوحة جميلة وواقعية على<br />

سبيل املثال،‏ وهي جميلة ألننا نرى األشياء<br />

كلها بوصفها بديهياً‏ موجودات واقعية.‏<br />

ما الذي يختلف إذن بني العمل السينمائي<br />

والعمل الفني؟ أعتقد أن األول يُغَيب الواقع<br />

الذي نعيش فيه متاماً،‏ ونعيش يف البعد الرابع<br />

الذي هو أمامنا.‏ باختصار:‏ نحن نستهلك<br />

واقعنا اجلديد يف الفيلم،‏ وننسى واقعنا<br />

احلقيقي.‏ إنها حالة هروب صريحة.‏ السينما<br />

جميلة ألنها تعطينا إمكانية الهروب من الواقع.‏<br />

تولد التسلية بالتأكيد من قابلية الهروب من<br />

الواقع.‏ تواجه السينما اآلن ما يعرف بالواقع<br />

االفتراضي،‏ reality( )Virtual ويف هذه<br />

الواسطة اجلديدة ستجد خيارك احلقيقي.‏<br />

عمار:‏ دعنا اآلن نعرج على طبيعة أو مظاهر<br />

عملك،‏ فمن خالل حوارنا هذا تذكرت إحدى<br />

أولى أعمالك حني جلست يف غرفة وأغلقتها<br />

على نفسك.‏ أليس هذا أول أعمالك؟<br />

وفاء:‏ ال،‏ قبل هذا كنت أرسم،‏ يوم كنت أعيش<br />

يف الكوفة.‏ بدأت بالرسم يف عمر مبكر،‏ كنت<br />

أرسم بالزيت منذ عمر 13 سنة.‏ لم تسنح لي<br />

46

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!