20.12.2022 Views

ماكو فضاء حر للابداع -4-2022

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

ومضمونه،‏ فبينما سعى الفريق األول إلثبات<br />

الشعور باالنفعاالت اجلمالية الناجتة عن<br />

العالقات الناشئة بني اخلطوط واأللوان،‏<br />

أكد الفريق اآلخر على أن ‏»األشكال من غير<br />

مضامني فارغة«.‏<br />

هذا ولم يُنْظر لألعمال الفنية من قِ‏ بَلِ‏<br />

الفالسفة واملفكرين على أنها كيانات ثابتة<br />

ومستقلة؛ وإمنا كمناهج يف حالة تطور<br />

وانتعاش دائم،‏ تبعًا لظروف معينة؛ ويرجع<br />

السبب يف ذلك لتلك املنظورات التي اعتمدت<br />

على فلسفة كلٍّ‏ من األمريكي ‏)مانويل ديالندا(،‏<br />

والفرنسي ‏)جيل دولوز(،‏ تلك الفلسفة التي<br />

نصت على أن للواقع الديناميكي جتليات<br />

مختلفةً‏ تعتمد باألساس على تلك املراحل<br />

االنتقالية التي تطرأ على املادة الطاقة،‏<br />

باأل<strong>حر</strong>ى الطرق املختلفة التي تعبر فيها املادة<br />

الطاقة عن نفسها،‏ فمثالً‏ : الصخور والرياح<br />

واجلراثيم والكلمات ما هي إالَّ‏ مظاهر مختلفة<br />

لهذا الواقع الديناميكي.‏ ثم يجادل املنظّ‏ ران<br />

‏)برايان ماسومي(،‏ و)إليزابيث جروسز(‏ من<br />

بني آخرين،‏ أن جلسم اإلنسان كيانني:‏ أحدهما<br />

مادِّيٌّ‏ ، واآلخر افتراضيٌّ‏ يف الوقت نفسه،‏ وأن<br />

العالقة بني املادّيّ‏ واالفتراضيّ‏ هي عالقة<br />

مماثلة لتلك التي جمعت بني املادة والطاقة.‏<br />

وعلى هذا األساس ال ميكن لكينونة العمل<br />

الفني أن تبقى يف حالة سكون،‏ ولم يكتفِ‏ كلٌّ‏<br />

من ‏)ديالندا(،‏ و)ماسومي(‏ بكسر املفاهيم<br />

التقليدية للممارسات الفنية من حيث أداء<br />

العمل الفني وحسب؛ وإمنا أكدا على ضرورة<br />

التخلِّي عن دور الفنان كذلك،‏ أي أن يكون<br />

الفنان مسؤوالً‏ عن البداية؛ لكنه ال يتحكم يف<br />

النهاية،‏ وهو ما ستعمل عليه أجهزة احلاسوب<br />

الحقًا.‏<br />

هذا،‏ ويزعم علماء أسس الثقافة الرقمية أن<br />

بدايات ‏»تقنيات احلاسوب«‏ تعود إلى القرن<br />

التاسع عشر،‏ أو حتى قبل ذلك حني اكتشف<br />

علماء الرياضيات مفاهيم الطاقة واإلنتروبيا<br />

التي عُرِ‏ فَتْ‏ ‏)بالطاقة السالبة(‏ يف بداية األمر<br />

قبل أن يطلق عليها الحقًا ب)املعلومات(.‏ تلك<br />

اخلطوة التي ربطت كالًّ‏ من:‏ العلوم الطبيعية،‏<br />

واإلنسانية،‏ واالجتماعية،‏ والفنون.‏<br />

لكن ملاذا يتوجّ‏ ب علينا النظر إلى اخللف..‏<br />

إلى التاريخ،‏ ونحن نتحدث عن العالم<br />

اجلديد..‏ عالم املستقبل املغامر اجلسور؟<br />

اجلواب هو:‏ رمبا ال يغيِّر العالم اجلديد من<br />

األسئلة اإلنسانية املُلِحّ‏ ة النابعة من عمق<br />

جوهر التجربة اإلنسانية،‏ إالّ‏ أنه يعدنا بنتائج<br />

جديدة،‏ وأساليب حتليلية جذريّة،‏ وطرائق<br />

نشر جديدة،‏ فبعد أن اعتمد الفنان يف السابق<br />

على مهاراته مستخدماً‏ الوسائط واألساليب<br />

التقليدية،‏ بات عليه استغالل املمكن واملتاح<br />

بعد الغزو التقني املتسارع،‏ حيث إن الوسائط<br />

النمطية لم تعد تلبّي الغرض يف فنٍّ‏ كالفنِّ‏<br />

املفاهيمي-‏ مثالً‏ - وبالطبع ليس هناك أفضل<br />

من تلك احللول،‏ واإلمكانيات الهائلة التي<br />

قدمتها التقنية اإللكترونية،‏ على األقل يف<br />

الوقت احلالي..‏ إذْ‏ ورث الفنانون النشطون يف<br />

أواخر اخلمسينيات والستينيات التكنولوجية،‏<br />

التقدم احملُ‏ ‏ْرَز خالل العقود السابقة،‏ هذا<br />

فضالً‏ عن مجموعة من التطورات اجلديدة<br />

للتخصصات التي متّ‏ إنشاؤها فيما بعد،‏ مبا<br />

يف ذلك:‏ نظرية املعلومات،‏ علم التحكم اآللي،‏<br />

الذكاء االصطناعي.‏ هذا وقد ساعدت املراحل<br />

التي مرَّتْ‏ بها الطباعة التي كانت تساعد<br />

كثيرًا يف نسخ األعمال الفنية،‏ وكانت قد بدأت<br />

بالنقش اخلشبي،‏ واحلفر،‏ والطباعة احلجرية،‏<br />

ثم الطباعة اجلرافيكية..‏ تلك التي أتاحت<br />

للفنان نسخ العمل الفني،‏ والغزارة يف اإلنتاج،‏<br />

هذا قبل أن يجتاح التصوير الفوتوغرايف سوق<br />

الفن،‏ ويكتسح خصومه.‏ وبينما يحتفظ العمل<br />

األصلي بسلطته الكاملة يف مواجهة النسخ<br />

املصنوع يدويًّا،‏ يُبْرِ‏ ز التصوير الفوتوغرايف<br />

الدقة املتناهية يف التفاصيل التي ال ميكن أن<br />

تُدْرَكَ‏ حتى بالعني املجرَّدة.‏<br />

هذا وقد أعيد النظر يف املمارسات الفنية<br />

بعد احلرب العاملية الثانية؛ وذلك بسبب تلك<br />

العالقات الطارئة التي نشأت ما بني الفن<br />

احلركي والفن املفاهيمي،‏ والفن اإللكتروني.‏<br />

ومن املثير لالهتمام هو العالقة احلميمة التي<br />

جمعت بني املهتمّني بالعلم والفن،‏ على سبيل<br />

املثال وليس احلصر:‏ علم اجلينات،‏ ودراسة<br />

اإلدراك احلسي،‏ والعالم االفتراضي الغامض،‏<br />

واملمنهج،‏ وغير املتوازن،‏ وكذلك العالقات التي<br />

جتمع بني الكائنات احلية،‏ وبيئاتها املتباينة.‏<br />

هذا باإلضافة إلى الهوس مبفهوم الزمن الذي<br />

هيمن على العقول العلمية والفنية بعد عام<br />

1960، وذلك لعدة أسباب منها:‏ تلك التأثيرات<br />

الفكرية والنفسية التي تركتها نظرية،‏ ‏)نوربرت<br />

وينير(‏ عن السيبرانية،‏ أو علم التحكم اآللي،‏<br />

وكذلك كتاب ‏»شكل الزمن«‏ الذي يعود ملؤرخ<br />

الفن ‏)جورج كويلر(‏ عام 1962 على حَ‏ دّ‏ قول<br />

الباحثة ‏)باميال لي(.‏<br />

وألسباب سياسية وعسكرية،‏ انتعشت احلاجة<br />

بعد ذلك إلى فكِّ‏ وتشفير االتصاالت،‏ والعمل<br />

على تطوير أجهزة الكومبيوتر احملمولة بشكل<br />

أكبر يف احلرب العاملية الثانية،‏ باإلضافة<br />

الى مواصلة ‏»وزارة الدفاع األمريكية«‏ متويل<br />

أبحاث الكومبيوتر بسخاء؛ من أجل احلفاظ<br />

على الزعامة التكنولوجية للواليات املتحدة<br />

األميركية خالل احلرب الباردة.‏<br />

هذا ويعدّ‏ عالم الرياضيات ‏)نوربرت فينر(‏<br />

أحد أهم مؤسسي علم التحكم اآللي وهو ‏)علم<br />

القيادة،‏ أو التحكم يف األحياء واآلالت،‏ ودراسة<br />

آليات التواصل يف كلٍّ‏ منهما(.‏<br />

ومن املعلوم أنه قد ظهر علم االتصال والتحكم<br />

بني الكائنات احلية،‏ واآلالت قبل ظهور الذكاء<br />

االصطناعي..‏ أي يف بداية األربعينيات من<br />

القرن املاضي؛ وكان الغرض منه محاكاة<br />

احلاسوب الذكي،‏ والوظائف الفكرية العليا<br />

مثل:‏ حلّ‏ املشكالت الرياضية واإلبداع من<br />

خالل التالعب املنطقي باألنظمة.‏ لقد<br />

اشتركت كلٌّ‏ من نظرية االتصاالت والتحكم<br />

اآللي،‏ والذكاء االصطناعي يف دراسة عمليات<br />

التنظيم والتطوير والتفاعل،‏ األمر الذي كان<br />

محطَّ‏ اهتمام العلماء والفالسفة املعاصرين.‏<br />

وممّا ال شكَّ‏ فيه أنّ‏ ظهور نظرية املعلومات،‏<br />

وعلم التحكم اآللي والذكاء االصطناعي،‏ قد<br />

ألقى بظالل تأثيراتها الكبيرة على املمارسات<br />

الفنية وباقي العلوم.‏<br />

ومن اجلدير بالذكرأن اهتمامات الفنانني<br />

البصريني بالنتاجات الفلسفية والفكرية<br />

والتكنولوجية،‏ كانت مبكرة جِ‏ دًّا،‏ حيث تعود<br />

إلى أوائل القرن العشرين،‏ األمر الذي أدَّى إلى<br />

ظهورها يف أعمال ‏)دوشامب(،‏ و)مان راي(،‏<br />

و)لني الي(،‏ و)توماس(،‏ و)ولفريد(،‏ كدراسات<br />

خلصائص الضوء،‏ وتأثير احلركة على الرؤية،‏<br />

وعدم استقرار اإلدراك احلسي.‏<br />

ويف أواخر األربعينيات طوَّر النحَّ‏ ات والرسَّ‏ ام<br />

املجري الفرنسي،‏ ‏)نيكوالس شوفير(‏ نظريته<br />

عن ديناميكية املكان يف عمل نحتي مت<strong>حر</strong>ك<br />

صاغ فيه املصطلحني ألول مرة،‏ ‏)الديناميكية<br />

الضوئية،‏ والديناميكية اللونية(؛ لوصف <strong>حر</strong>كة<br />

52

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!