20.12.2022 Views

ماكو فضاء حر للابداع -4-2022

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

ودون أن نعرف ما إذا كان علينا ان نلتزم<br />

الصمت أو اي شيء آخر،‏ فقد كان املجهول<br />

يجهز لنا طاولته العامرة باملفاجآت،‏ ولم<br />

يكن إعالن بيان رقم واحد أفظع شيء على<br />

اإلطالق،‏ كما أننا لم نكن على يقني تام من<br />

عجزنا عن معرفة أبعاد هذه املرحلة.‏ لقد كنا<br />

جنتر تكهناتنا الساذجة عسانا ننعم بلحظة<br />

سالم عابرة ال غير.‏ ومبجرد التفكير يف<br />

احلرب وحيثياتها،‏ كان كفيال بإطالق العنان<br />

خلياالتنا املجنونة واستنتاجاتنا املريضة.‏<br />

حينها كان صفاء هناك،‏ واقفا متجمدا،‏ يف<br />

ركن الشارع الذي يلتهب حتت أشعة الشمس<br />

الالسعة،‏ ال يبالي،‏ ويتوق قلبه للقائها بعد<br />

انتهاء الدوام الرسمي...‏<br />

ويف ذلك املقهى اتفق زياد وميان على إعالن<br />

خطوبتهما...‏<br />

تتأمل جناة ولدها...‏ متى كبر،‏ تهمهم،‏ كنت<br />

أرقبه وهو يحاول ركوب دراجته الهوائية ألول<br />

مرة قبل عامني او أكثر بقليل...‏<br />

تزوج منير قبل أسبوعني من ابنة عمه هالة.‏<br />

كان ليث يف الطريق الى اجلامعة،‏ اذ لم يتبق<br />

سوى سنة واحدة على تخرجه.‏<br />

ومازن جهز أوراق الهجرة وهو يستعد اآلن<br />

إلجراء املقابلة يف السفارة األسترالية...‏<br />

أما ذاك الذي يجلس يف الزاوية،‏ فظل محدقا<br />

يف الفراغ...‏<br />

جنح الشمري يف صياغة هيكلية احلبكة<br />

واملونولوج الداخلي،‏ وجنح أيضا باستدراجي<br />

نحو فخ الذاكرة العرضية،‏ التي لم أكن أرغب<br />

اخلوض يف تفاصيلها،‏ ورمبا كان هذا بسبب<br />

األداء الواقعي وتلك املعاني الكبرى التي<br />

تدور حولها.‏ عدت ألخلص مقدمة للمشاريع<br />

السابقة،‏ فوجدت جملة مشتركة مفادها:‏ كل<br />

شي كان على ما يرام،‏ وتنتهي ب:‏ كل شي مر<br />

على ما يرام!‏<br />

أحدهم يطلب النجدة بصوت فرقة البيتلز،‏<br />

واألخر ينتج سحنات جديدة لوجوه مسافرين<br />

يريدون تخطي احلواجز بسالم…‏<br />

لم يعد املواطن العراقي قبل البيان رقم واحد<br />

كما هو بعده،‏ وكما هو بطل رواية املسخ أو<br />

املتحول،‏ كريكور سامسا،‏ للكاتب فرانز كافكا،‏<br />

حني استيقظ صباح أحد األيام ليجد نفسه قد<br />

حتول إلى حشرة كبيرة زاحفة،‏ كائن مختلف،‏<br />

مرفوض من اجلميع،‏ ورغم هذا كله،‏ لم يبد<br />

أية ردود فعل عنيفة او متهورة،‏ بل كان متوازنا<br />

بشكل مذهل،‏ كان قلقه األكبر هو مسألة<br />

الوصول للعمل من اجل اعالة اسرته.‏ هذا كل<br />

شيء..‏ لتبدأ بعد ذلك مرحلة جديدة يف حياته<br />

ومسيرته النضالية من داخل زنزانته اجلديدة<br />

‏)غرفته اخلاصة(،‏ من أجل استعادة مكانه<br />

كفرد من أفراد األسرة.‏<br />

92

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!