20.12.2022 Views

ماكو فضاء حر للابداع -4-2022

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

35<br />

إلى عمل لم أتوقع تأثيره«.‏<br />

ثمة إشارات يف جتارب عادل عابدين الفيلمية،‏<br />

هي مبثابة شرفات تطل على معان تتجمع<br />

لتكون مادة العمل،‏ متاما كما تنتظم اخلرز يف<br />

العقد.‏ إشارات متتاز بنزعة ساخرة تهكمية<br />

تسربلها صفة اجلدية وصرامة احلدث الذي<br />

هو يف النهاية ناجت عن ما تسقطه أحداث<br />

حياته الشخصية ومعاناته،‏ وهي التي يت<strong>حر</strong>ز<br />

عادل من احلديث عنها:‏ ‏»ال أميل دائماً‏ إلى<br />

استعادة األحداث املؤملة يف حياتي،‏ وأربأ<br />

بنفسي عن تذكرها.‏ أحب أن أكون طفالً‏<br />

متجدداً‏ يف مواجهة العالم.‏ إن من يشتغلون<br />

معي يكتشفون أنني يف مزاج يذهب نحو<br />

التبسيط،‏ وتظهر عندي بسبب مزاجي هذا<br />

أفكار بسيطة أيضاً‏ تتحول فيما بعد إلى أفالم<br />

ومجسّ‏ مات فنية«.‏<br />

قادت تلك البساطة عادالً‏ إلى إجناز فيلم<br />

عنونه ب)التطهير 2018( حيث أتى بفريق من<br />

الناس لوَّن وجوههم باللون األسود والبني<br />

الغامق،‏ ثم قام فريق ثان من املشاركني بالفيلم<br />

بإزالة اللونني بطريقة قاسية ومؤملة،‏ وذلك<br />

باستعمال خراطيم املياه املستعملة من قبل<br />

رجال اإلطفاء!‏<br />

4<br />

يرى عادل أن يف دنيانا التي نعيشها اجتماع<br />

للعبث والالمعنى،‏ لذلك سيجد دائماً:‏ ‏»حباً‏<br />

لتلك االمكانية املثيرة لتحويل السخيف إلى<br />

حامل لدالالت الالمعنى«.‏<br />

إن فيلم ‏)يا بلبول 2019( يدخل ضمن هذا<br />

السياق،‏ إذ يعيد تصوير حادثة قدمية يف تاريخ<br />

الدبلوماسية العراقية يف العهد امللكي،‏ عن<br />

طريق فلم يحمل مزايا الفيلم الوثائقي القدمي،‏<br />

وبلبول هذا كان يهودياً‏ عراقيآً‏ ومدرب سباحة<br />

للصبيان،‏ فإذا ما تخرجت دورة من الدورات،‏<br />

نزل معها إلى مياه نهر دجلة وصاح بأعلى<br />

صوته:‏ ‏»بلي يبلبول!«،‏ فيرد املتدربون وراءه:‏<br />

‏»بلي«َ!‏<br />

ويف عام 1935 إبان عهد املرحوم امللك غازي<br />

بالتحديد،‏ كان الفنان حافظ الدروبي على<br />

رأس الوفد املشارك يف إحدى الدورات<br />

األوملبية التي أقيمت يف أملانيا قبل احلرب<br />

العاملية الثانية،‏ وعقد املهرجان برعاية الزعيم<br />

النازي هتلر،‏ وكان على كل وفد أن يردّد<br />

النشيد الوطني اخلاص ببالده.‏ لم يكن للعراق<br />

آنذاك نشيداً‏ وطنياً،‏ فأ<strong>حر</strong>ج ذلك الوفد<br />

العراقي كثيراً،‏ لكن الدروبي تدارك املوقف<br />

صائحاً‏ بأعلى صوته عند االقتراب من منصة<br />

الزعيم األملاني:‏ ‏»بلي يبلبول!«،‏ فردد الفريق<br />

بعده:‏ ‏»بلي«‏ ثم صاح الدروبي:‏ ‏»ما شفت<br />

عصفور؟ ليأتيه اجلواب ب«بلي«...‏ وهكذا،‏ إلى<br />

نهاية النشيد املزعوم،‏ فرد هتلر التحية على<br />

الوفد،‏ ومضى األمر بسالم.‏ كان هذا سرد<br />

حلكاية تناقلتها األلسن،‏ ويف هذا العمل يتناول<br />

عادل بتهكم معضلة غياب التوثيق احلقيقي<br />

لتاريخ بلد اعتمد ويعتمد حلد اليوم على القيل<br />

والقال.‏<br />

قال عادل لي مرة:‏ ‏»أشعر بأن هناك لغطاً‏<br />

كبيراً‏ يف تصورات الناس عن حياتهم ويف<br />

حياتهم يف بلدي.‏ أنت تسمع تناقضات يف<br />

املواقف والتحليالت والرؤى،‏ رمبا أكثر بكثير<br />

من أماكن أخرى يف العالم.‏ يف املدرسة،‏ يف<br />

بيتك،‏ تخرج إلى الشارع،‏ ويف كل مكان من<br />

عادل عابدين.‏ فيديو سفريات<br />

عادل عابدين.‏ 2007

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!