20.12.2022 Views

ماكو فضاء حر للابداع -4-2022

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

أيضاً‏ من التقدم يف دراسة املاجستير.‏<br />

كان هذا القسم،‏ يُعلّم الطلبة طرق وأدوات<br />

القيام مبشروعات تنتمي إلى البحث الزمكاني<br />

يف الفن،‏ مبا فيها التصوير الفوتوغرايف<br />

والسينمائي وفن األداء والفيديو آرت،‏ أما<br />

الدراسة النظرية،‏ فشملت تاريخ السينما ومادة<br />

الفلسفة التي كانت مفتوحة لكل االقسام.‏ أجنز<br />

عادل فيلماً‏ قصيراً‏ ملدة 13 دقيقة بعنوان:‏<br />

‏»األيام املجنونة«،‏ كما أجنز عمالً‏ آخر تركيبياً‏<br />

صغيراً.‏<br />

أعجبت تلك األعمال البروفيسور،‏ ومنذ<br />

ذلك اليوم تعمق عادل يف هذا املجال،‏ وآمن<br />

بأن التأثير على املتلقي من خالل احلركة<br />

والصوت والتواصل الفيزيائي هو أكثر فعالية<br />

من التواصل عن طريق اللوحة.‏ واحلال إنه<br />

تعلم كثيراً‏ من الطالب أنفسهم،‏ وحتى أكثر<br />

من أساتذته،‏ وكان يقوم بإجناز أعماله بنفسه<br />

بشكل كامل،‏ لكن حني بدأ يحصل على منح<br />

مالية إلجناز مشروعاته،‏ انتقل إلى العمل<br />

اجلماعي الذي يقسم مجاالت العمل بني<br />

مصور وصانع ديكور وصوت وممثل...‏ الخ.‏<br />

ساهم عادل فيما بعد يف بينالي فينيسيا عام<br />

2006 بعمله املعنون ‏)سفريات عابدين(‏ ممثالً‏<br />

به اجلناح الفنلندي،‏ وهي املساهمة التي<br />

دفعت جتربته إلى أمام،‏ وكان من أهم مزايا<br />

هذه املشاركة هو متثيل فنان عراقي لبلد من<br />

دول الشمال األوروبي.‏ يف هذا العمل يصعِّد<br />

عابدين وقع املفارقة ما بني تصورنا لسفرة<br />

سياحية مبا حتتويه من مسرّات،‏ وبني واقعها<br />

الفعلي الذي تعرضه سفريات عابدين،‏ حيث<br />

بشاعة ومآسي مشاهد احلياة واألمكنة بعد<br />

االحتالل األميركي.‏<br />

يف العام نفسه قدم عادل فيلماً‏ بعنوان ‏)موقع<br />

البناء(‏ عرض فيه مشهداً‏ مقرّباً‏ لكفي طفلة<br />

متسك مبلعقتني من البالستيك األبيض،‏ وهي<br />

تلعب بحصى صغير من بقايا انفجار وتغني يف<br />

الوقت نفسه أغنية عن السالم.‏<br />

ثم نفّذ عمالً‏ آخر وصفه بأن له أهمية يف<br />

تاريخه الشخصي مضيفاً‏ : ‏»إن العمل الذي<br />

أهّ‏ لني ودفع بي إلى املساهمة ببينالي فينيسيا<br />

هو ذلك الفيلم الذي مثلت فيه دور رجل<br />

يشفط اجلليد مبكنسة كهربائية،‏ كناية عن<br />

املهاجرين الذين صار أغلبهم يعمل يف مجال<br />

التنظيف،‏ وفيه أيضاً‏ سخرية من وضعية<br />

املهاجرين يف البرد االسكندنايف القارس«.‏<br />

يرى عابدين أنه ال يصنع أفالمه باملنطق<br />

العقلي بل باحلدس.‏ عن طريق هذا احلدس<br />

صنع فيلم لعبة كرة املنضدة Pong( ،)Ping<br />

وأجنز مادته اخلام مبدة زمنية هي خمس<br />

عشرة دقيقة،‏ وذلك عام 2004، لكن جرى<br />

تشذيب أجزائه وترتيبها ثم تقدميه للعرض يف<br />

سنة 2009. يقول عادل بصدد جتربته تلك:‏<br />

‏»حني تترك األفكار املتعلقة بعملك على الرف<br />

وتعود إليها من وقت إلى آخر،‏ ستكتشف بعد<br />

إنهاء العمل أنك قمت بعمل اختزاالت وتشذيب<br />

ودمج وتقصير لألحداث،‏ حتى تصل إلى نتيجة<br />

مختزلة.‏<br />

احتاج عادل يف هذا الفيلم إلى كاميرا خاصة<br />

تصور األحداث بطريقة احلركة البطيئة،‏ حتى<br />

تتجسد فيها طبيعة احلركات.‏ يف هذا الفيلم<br />

اختار فتاة واحدة من مجموع 15 من الفتيات،‏<br />

هي األكثر بياضاً.‏ ويقول يف هذا الشأن:‏<br />

‏»كنت أبحث عن فتاة تذكرني بفتيات ليوناردو<br />

دافنشي..‏ فتيات من لوحات عصر النهضة:‏<br />

ذوات بشرة بلون حليبي وبُنية هشّ‏ ة«.‏<br />

ثمة عمل مثير لعادل يصوّر أشخاصاً‏ يعزفون<br />

على اخلبز املدوّر،‏ أجنز عام 2007 يف مصر.‏<br />

ظهرت فكرة الفيلم بعد جلوسه يف مطعم قدم<br />

صاحبه نوعاً‏ من اخلبز الصلب واملدور الشكل.‏<br />

أكد عادل أنه بكل بساطة لم يفهم كيف ميكن<br />

أن يؤكل ذلك اخلبز وهو بتلك الصالبة،‏ فراح<br />

يوقّع عليه إيقاعاً،‏ فجاءت يف ذهنه فكرة عمل<br />

فيلم مع أرغفة اخلبز.‏ اتصل يف الیوم الثاني<br />

مبنتج منفذ ليشرح الفكرة له،‏ وطلب منه أن<br />

يجلب له أربعة من عازيف اإليقاع من أربعة<br />

مالهي ليلية مختلفة،‏ واختار لهم بدالت أنيقة<br />

متثل ذوق أصحاب تلك املهنة،‏ ثم استأجر<br />

مكاناً‏ مخصصاً‏ حلفالت الزار يف القاهرة،‏<br />

وطلب منهم أن يعزفوا على اخلبز من غير<br />

مترين مسبق.‏ استغرق العزف ملدة ساعة،‏ لم<br />

تكن لدى عادل - كما قال لي مادة واضحة<br />

بخصوص مفهوم هذا العمل،‏ إال أنه اعتبره<br />

بعد اكتماله من أفضل أعماله.‏ ميكن أن نتخيل<br />

مع فكرة عادل التهكمية أن الفقر ميكن أن<br />

يحوّل املأساة واملعاناة إلى موسيقى أو إلى أي<br />

شيء غير متوقع!‏<br />

يف ذات االجتاه حوّل عادل أغاني املديح<br />

ل)القائد صدام حسني(‏ العربية،‏ إلى نصوص<br />

تغنى باللكنة االجنليزية،‏ يقول:‏ ‏»لقد كتبت<br />

كلمات االغاني العربية باحلروف االجنليزية<br />

وطلبت من فتيات اجنبيات أن يغنينها بأحلان<br />

غربية:‏ جاز،‏ بلوز وبوب…«‏<br />

3<br />

تترسخ يف أعمال عادل الفيلمية املذكورة<br />

وغيرها،‏ مفاهيمية التباس الهوية،‏ التي<br />

جتلت بالعديد من التمثالت،‏ حيث منح عادل<br />

للخبز مثالً‏ هوية آلة موسيقية هي الطبل،‏<br />

وكذا احلال مع البنت التي صارت مبثابة<br />

شبكة لكرة املنضدة،‏ والغبار حتوّل إلى ثلج<br />

يشفط باملكنسة الكهربائية.‏ يف كل هذا مال<br />

نحو استلهام ما هو تافه وسطحي وما ال<br />

قيمة له،‏ ما هو بائس وهزلي وفقير،‏ أو ما<br />

يعرف باإلنكليزية ب)‏kitschy‏(،‏ الذي نطالعه<br />

يف بعض أفالم هوليوود الساذجة والسخيفة،‏<br />

حيث يلتقط منها ما هو نتاج صدفة تذهب<br />

32

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!