20.12.2022 Views

ماكو فضاء حر للابداع -4-2022

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

‏)رند(:‏ إنه ألمر غريب أن معظم الفنانني ممن<br />

يشكلون مصدر إلهام لي ليسوا بالضرورة<br />

مختصني يف مجال اخلزف ‏)خزّافني(.‏ أعتقد<br />

أن أهم فنانني هما ‏»إيسامو نوغوشي«‏ و<br />

‏»هنري مور«،‏ إضافة إلى ‏»منى السعودي«‏ التي<br />

هي مصدر إلهام كبير لي،‏ فذكريات طفولتها<br />

وهي تركض بني اآلثار وارتباطها العميق<br />

باحلجر شكال مصدرا إلهام لها،‏ وهو األمر<br />

بالنسبة لي لكن مع مادة الطني.‏ لن أقول إنني<br />

أعتبر هؤالء الفنانني مصدر إلهام ألعمالهم<br />

اخلزفية.‏ أما من ناحية فن التشكيل،‏ فهنالك<br />

العديد من الفنانني املؤثرين وأبرزهم الفنان<br />

‏»ضياء العزاوي«.‏ أتذكر أنني رأيت رسومات<br />

ملنحوتته ‏»حدائق بابل املعلقة«‏ يف معهد العالم<br />

العربي يف مدينة باريس منذ فترة،‏ ولم أكف<br />

عن التحديق بها،‏ فهي متنحنا الشعور باللغة<br />

املتأصلة واخلالدة عبر الزمان.‏ أنا كذلك من<br />

أشد املعجبني بأعمال الفنانة ‏»سيمون فتال«‏<br />

التي تعمل يف صناعة اخلزف،‏ ولرمبا هي<br />

األقرب لي يف هذا املجال.‏<br />

‏)مايسة(:‏ لقد بيّنت يف مشروعك ‏»أعمال<br />

اعترافية – مشاهد مما جنا«‏ مع مهرجان<br />

شبّاك كيفية تنفيذك للمشروع مبشاركة نساء<br />

الشتات العراقي يف لندن،‏ وكان جلّ‏ تركيزك<br />

على النساء العراقيات،‏ فهل كانت هناك رغبة<br />

خاصة يف العمل مع النساء العراقيات حصراً؟<br />

وهل كان األمر نابعاً‏ من القواسم املشتركة<br />

بينك وبينهن باعتبارك امرأة عراقية تعيش يف<br />

املهجر؟ وهل شاركت معك أيا منهن،‏ وأي شيء<br />

ساهم بت<strong>حر</strong>يك مشاعرك حتديداً‏ لدى تنفيذ<br />

هذا املشروع؟<br />

‏)رند(:‏ كان العمل يتمحور يف الواقع حول<br />

السيدة انتصار حجالي وهي سورية األصل،‏<br />

لذلك لم يكن األمر محصوراً‏ بالنساء<br />

العراقيات،‏ إال أن احملادثات األولية لتحضير<br />

املشروع كانت مع اجلمعية العراقية ومركز<br />

‏»غراند جنكشن«‏ املجتمعي،‏ وكانت هنالك<br />

مجموعة نسائية تابعة للجمعية العراقية،‏<br />

وأعتقد أنها شكلت النواة األساسية<br />

للمجموعة.‏ كما كان مركز ‏»غراند جنكشن«‏<br />

مسؤوالً‏ عن عمليات التواصل،‏ وقد الحظت<br />

بعض التردد يف بادئ األمر،‏ وفكرت بأنه رمبا<br />

يتعني علينا الفصل ما بني اجلمعية واملركز<br />

والعمل مع مجموعة نسائية ومن ثم العمل مع<br />

مجموعة أخرى.‏ إال أن ذلك كان أفضل ما<br />

حدث على اإلطالق نظراً‏ ملا تعلمته عن دور<br />

املرأة يف اإليصال الشفوي للتاريخ،‏ والهوية<br />

واللغة – اللغة األم،‏ لغة األرض.‏ لقد كانت تلك<br />

اجلوانب مفيدة حقاً،‏ وأعتقد بأنها أسهمت<br />

يف خلق املساحة اآلمنة للنساء.‏ املثير يف<br />

األمر أن هذا اللقاء حدث خالل فترة احلظر<br />

الذي فرضته جائحة كورونا ما اضطررنا<br />

للتواصل عبر تطبيق ‏»زوم«،‏ ولطاملا تساءلت<br />

كيف سيتسنى لنا بناء األواصر والثقة فيما<br />

بيننا على هذا النحو من التباعد؟ بالرغم من<br />

ذلك نشأ تفاهم من خالل املجموعة األصلية<br />

من النساء ممن جتمعهن الصلة واملعرفة<br />

السابقة،‏ إذ الحظت أنهن تعاملن بارتياح،‏ ما<br />

أتاح لنا االنفتاح والتواصل مع بعضنا البعض.‏<br />

وإلى جانب النساء العراقيات واللواتي ميثلن<br />

األغلبية،‏ ضمت املجموعة سيدتني من أصل<br />

سوري وسيدة مغربية،‏ وقد استحوذت قصة<br />

‏»انتصار«‏ على مخيلتي حيث أنها عكست<br />

الكثير من التفاصيل حول التجربة اجلماعية<br />

على الرغم من تفاصيلها الشخصية.‏ إضافة<br />

إلى ذلك حاولنا التوسع يف العمل عبر تنظيم<br />

سلسلة أطول من ورش العمل وتخصيص<br />

إحداها ملوضوع اللغة،‏ إال أننا خلصنا يف<br />

النهاية على اإلبقاء على هذا العمل فقط األمر<br />

الذي كان منطقياً‏ من حيث موقع املشروع<br />

يف حديقة تشيلسي فيزيك والتي تعتبر أقدم<br />

حدائق لندن التي تختص يف علم النبات وتتميز<br />

بالعديد من الروابط بالتاريخ االستعماري<br />

لبريطانيا،‏ وتتشكل من أجزاء من العديد من<br />

األماكن األخرى.‏ ومتثل هذه احلديقة مكاناً‏<br />

يعكس مشاعر االنسجام والتعايش،‏ فضالً‏<br />

عما تعكسه من مفاهيم،‏ فهذه احلديقة ليست<br />

عامة وال خاصة،‏ وليست خارجية بالكامل<br />

وال داخلية،‏ وليست طبيعية وال مصطنعة<br />

بالكامل،‏ بل هي تتسم بكل تلك املظاهر معاً.‏<br />

كذلك كانت قصة انتصار،‏ ما جعل األمر يبدو<br />

منطقياً‏ على مستويات عدة،‏ ويف النهاية أنا<br />

سعيدة حقاً‏ العتمادنا هذا التوجه ألننا متكنا<br />

من تصويره على اجلانبني األدائي والنحتي.‏<br />

وآمل أن أمتكن يف املستقبل من التوسع قليالً‏<br />

على املستويات األخرى.‏<br />

‏)مايسة(:‏ أود أن أطرح موضوع التراث املادي<br />

العراقي،‏ وهو موضوع نوقش كثيراً،‏ والسيما<br />

على الصعيد الفني.‏ برأيك ما دور الفنان يف<br />

احلفاظ على التاريخ أو على ذكرى التاريخ على<br />

األقل؟ أنت بحثت يف ذلك من خالل أعمالك<br />

بطرق مختلفة،‏ هل كان ذلك مقصوداً؟ هل<br />

كانت محاولة شخصية لفهم تراثك واكتشافه<br />

بطريقتك اخلاصة من خالل مشاريعك؟ وما<br />

دور الفنان يف ذلك – هل هو أمر عرضي وغير<br />

مقصود أم أنه يتطلب وجود أهداف محددة؟<br />

‏)رند(:‏ أعتقد يتعني على الفنان دراسة األمر<br />

إلى حد ما،‏ حيث ال ميكن التعامل مع هذا<br />

األمر باستخفاف.‏ عندما أبحث يف القطع<br />

األثرية لبالد ما بني النهرين،‏ ال بد من أن أفهم<br />

أيضاً‏ كل األحداث األخرى التي تدور حولها.‏<br />

ال أعتقد أنني امتلكت قراراً‏ واعٍ‏ ياً‏ للتركيز على<br />

التراث،‏ إذ كان هنالك دافع ما ساعدني خالل<br />

بحثي،‏ ولم تكن لدي اجلذور املرتبطة باملكان<br />

التي تساعدني باالتصال به.‏ لذا لم يكن<br />

أمامي سوى البحث يف املكان والتاريخ وعلم<br />

اآلثار ملساعدتي يف االتصال بالوطن،‏ خاصة<br />

وأنني لم أمتكن من البحث يف اجلانب املعاصر<br />

وذلك ألنني لم أكن جزءاً‏ منه.‏<br />

‏)مايسة:‏ هل ما زلت ترين نفسك كمهندسة<br />

معمارية؟ أنت مصصمة وباحثة بكل تأكيد<br />

باإلضافة إلى تخصصك يف مجال الهندسة<br />

املعمارية،‏ لكن هل شهدت ذلك التحول بالقول<br />

:« أنا لم أعد مهندسة معمارية،‏ لقد أصبحت<br />

فنانة«؟<br />

‏)رند(:‏ أعتقد أن هناك قاسماً‏ مشتركاً‏ بني كل<br />

تلك املجاالت،‏ فقد أقوم بتنفيذ عمل نحتي عن<br />

مدينة عانة من جهة،‏ وأكتب مقالة متخصصة<br />

عن تلك املنحوتة يف مجال الهندسة املعمارية<br />

من جهة أخرى.‏ حتى وإن أصنع املنحوتات من<br />

الطني،‏ أقوم بتصميم القاعدة الالزمة لها،‏<br />

ولذلك أشعر دائماً‏ بنوع من التشابك والترابط<br />

ما بني تلك املجاالت.‏ إن ما أفضل القيام به<br />

هو العمل من ناحية معمارية ومن ثم تصميم<br />

العمل من الناحية الفنية،‏ إال أنني أعتقد بأن<br />

اسم ‏»الفنانة«‏ قد يكون االسم الذي يفيني<br />

حقي يف العمل أكثر من أي اسم آخر.‏<br />

رند عبد اجلبار،‏ متابعة االصل <strong>2022</strong><br />

22

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!