You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
مركز الخليج لسياسات التنمية | جميع الحقوق محفوظه © 2016<br />
سياسة التعامل مع انخفاض إيرادات النفط يف الثامنينات<br />
مع ارتفاع املخزون النفطي يف الدول املستهلكة،<strong></strong> إىل جانب سياسات ترشيد استخدام الطاقة يف تلك الدول،<strong></strong> بدأت<br />
صادرات أوبك باالنحسار تدريجياً.<strong></strong> 414 وقد أدى ذلك إىل انخفاض صادرات دول الخليج النفطية من 27.6<br />
مليون برميل يومياً<strong></strong> يف عام 1979، مبتوسط %-14.5 سنوياً،<strong></strong> حتى وصلت إىل 10.8 مليون برميل يوميا فقط<br />
عام 415 1985. فبدءاً<strong></strong> من عام 1982، أصبح إنتاج الدول غري األعضاء يف املنظمة متساوي مع إنتاج دول أوبك،<strong></strong><br />
يف الوقت الذي انخفض فيه استهالك العامل من النفط حوايل 6 ماليني برميل نتيجة لتنفيذ برامج ترشيد الطاقة<br />
وإحالل مصادر بديلة محل النفط.<strong></strong> 416 لذا قررت الدول األعضاء يف أوبك انتهاج سياسة جديدة ظلّت مستمرة<br />
إىل اليوم،<strong></strong> حيث تقوم عىل توزيع الحصص بني أعضاء املنظمة،<strong></strong> باستثناء السعودية التي تركّز دورها كمنتج مرجّح<br />
وكعامل لالستقرار بحكم طاقتها اإلنتاجية،<strong></strong> وبدأت تفعيل هذه السياسة يف مارس عام 1982.<br />
3<br />
إالّ<strong></strong> أنه بسبب عدم التزام بعض دول أوبك بحصتها اإلنتاجية،<strong></strong> 417 وجدت السعودية نفسها يف عام 1985 يف موقف<br />
حرج،<strong></strong> بعد أن تراجع إنتاجها إىل 2.2 مليون برميل يف شهر أغسطس من ذلك العام،<strong></strong> بعد أن كان 9.8 مليون برميل<br />
يف عام 418 1980. قررت بعدها السعودية التخيلّ<strong></strong> عن دورها كمنتج مرجّح للنفط يف سبيل استعادة نصيبها من<br />
السوق،<strong></strong> وانتهجت أوبك بعد ذلك <strong></strong>“سياسة الحرية للجميع”<strong></strong> يف اإلنتاج،<strong></strong> ما أدى إىل انفراط أوبك وانهيار سعر النفط<br />
يف يوليو 1986 إىل 7 دوالر للربميل.<strong></strong> 419 ويفرسّ<strong></strong> البعض أن متسّ<strong></strong> ك السعودية مبستوى إنتاجها يف عام 2016 رغم<br />
االنخفاض الحاد يف سعر النفط واتباعها سياسة الدفاع عن حصتها،<strong></strong> يهدف إىل عدم تكرار سيناريو الثامنينات.<strong></strong><br />
وهو ما ذكره وزير النفط السعودي عيل النعيمي يف أكرث من مناسبه،<strong></strong> حني خرست حصتها السوقية والحفاظ عىل<br />
األسعار معاً.<strong></strong> 420<br />
يف عام 1985، ومع انخفاض أسعار النفط واإلنتاج،<strong></strong> واجهت اغلب دول مجلس التعاون عجوزات يف امليزانية<br />
بلغت نسبة كبرية من ناتجها املحيل اإلجاميل يف ذلك الوقت.<strong></strong> وقد استثنيت من ذلك البحرين وعامن نوعاً<strong></strong> ما،<strong></strong><br />
اللتان استفادتا من كونهام خارج منظمة أوبك يف 1985، حيث مل تكن لديهام التزامات عىل صعيد الحصص،<strong></strong> مام<br />
.Leonardo Maugeri The Age of Oil (London: Preager, 2006), 128 414<br />
415 عيل الكواري ، مصدر سابق.<strong></strong><br />
، 416 حسني عبد الله،<strong></strong> مستقبل النقط العريب <strong></strong>)بريوت:<strong></strong> مركز دراسات الوحدة العربية،<strong></strong> 2006(، 235.<br />
Maugeri, ibid., 137 417<br />
The Energy Information Administration, Annual Energy Outlook,” 1986 http://www.eia.gov/forecasts/archive/aeo86/pdf/0383(86).pdf 418<br />
419 حسني عبدالله،<strong></strong> 236.<br />
420 <strong></strong>“النعيمي:<strong></strong> أوبك مل متت،<strong></strong> ولن نكرر سيناريو الثامنينات”،<strong></strong> الرشق األوسط،<strong></strong> 5 مارس http://goo.gl/f3Rmca 2015<br />
132